• داعش وكورونا
    داعش وكورونا

القاهرة في 13 مايو/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

يبدو أن القدر المحتوم لمنطقة الشرق الأوسط والعالم، هو مواجهة ومحاربة التطرف والإرهاب بمختلف تنظيماته، وتكويناته العنقودية التي لا تنتهي وأفكاره الهدامة التي تهدم وتقوض المجتمعات لا تقويها أو تبنيها، مستغلة انشغال حكومات دول العالم باتخاذ إجراءات وقيود للحد من تفشي فيروس مورونا.

فقد شهدت الفترة القليلة الماضية عودة لافتة لنشاط تنظيم داعش في دول عديدة، بما في ذلك العراق وسوريا، معقليه السابقين ومركز "دولته" المزعومة، وفي ظل حالة السيولة السياسية التي تعيشها العراق منذ فترة على خلفية تعثر تشكيل حكومة سياسية تدير شئون البلاد في فترة عصيبة ، تتزامن مع مواجهة تداعيات تفشي كورونا في مختلف دول العالم.

ووفقاً لإحصائية عراقية، يبدو أن التنظيم الإرهابي ما زال يحافظ على قدرة لا يستهان بها في شن هجمات مؤثرة على قوات الأمن العراقية، وذلك خلال الفترة من يناير وحتي منتصف أبريل الماضي، الأمر الذي يفسر زيادة الخسائر التي تكبدتها القوات العراقية، خصوصاً بعد سلسلة الهجمات التي نفذها داعش في منطقة مكيشيفة ومناطق أخرى بمحافظة صلاح الدين، إلى جانب هجمات أخرى في محافظات ديالى وكركوك ونينوى ضد الحشد العشائري وقوات الجيش وأدت إلى مقتل وجرح عشرات الجنود.

تفسيرات متشابكة

أرجع مراقبون تزايد نشاط تنظيم داعش في العراق إلى مجموعة من الأسباب، أبرزها: أولاً: أن ثمة ما يشبه الاتفاق على أن التنظيم يستغل الظروف المعقدة والصراع السياسي المتواصل منذ أشهر في البلاد، كما يستغل انشغال السلطات العراقية والعالم بجائحة كورونا.

ثانياً: هشاشة وضعف التنسيق بين قيادات العمليات العسكرية ضد داعش، حيث ينجح الأخير في استغلال هذا الضعف ويقوم بشن هجماته عبر ما وصفه المراقبون بـ "نهايات الأراضي السائبة"، باعتبار أن داعش يشتغل في مساحة كبيرة تشترك فيها نحو 5 محافظات تمتد من حدود إيران شرقاً وتصل إلى سوريا غرباً، وهي منطقة أحراش ووديان وبزول ومزارع.

ثالثاً: عدم تطهير قضاء الحويجة ذي المساحة الكبيرة بعد سيطرة القوات الحكومية عليه نهاية عام 2017، وما زال هذا القضاء بتضاريسه المعقّدة وارتباطه بسلسلة جبال حمرين الوعرة أهم أماكن اختباء وانطلاق عناصر داعش.

لمتابعة تقارير وتحليلات مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/