• الهجوم التركي على شمال سوريا يثير المخاوف من عوددة داعش
    الهجوم التركي على شمال سوريا يثير المخاوف من عوددة داعش

القاهرة في 13 أكتوبر/أ ش أ/ تقرير: شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

يصف البعض العملية العسكرية الواسعة التي يشنها الجيش التركي حاليا في المناطق الكردية في شمال شرق سوريا، بأنها " قبلة الحياة " لتنظيم "داعش" الإرهابي، للعودة مجددا لممارسة نشاطه الإجرامي، لاسيما بعد الهزيمة الساحقة التي منى بها في سوريا والعراق مؤخرا ،وفقدانه لكل معاقله ومناطق نفوذه.
وتثير هذه العملية العسكرية التي يطلق عليها الجيش التركي اسم " نبع السلام " مخاوف وهواجس عميقة لدى الأوساط السياسية الإقليمية والدولية من أن يكون لها تداعيات خطيرة فيما يخص الأنشطة الإرهابية لتنظيم (داعش) والجماعات المرتبطة بها..إذ يحذر كثير من المراقبين والمحللين السياسيين والأمنيين من إمكانية أن يستغل عناصر (داعش) حالة الفوضى والاضطرابات التي تسبب فيها الهجوم التركي على شمال سوريا ، وانشغال قوات سوريا الديمقراطية بصد الهجوم التركي، لاستئناف نشاطهم الإرهابي في تلك المناطق مجددا.
وكلما طال أمد هذه العملية واتسع نطاقها، زاد خطر عودة التنظيمات الإرهابية بشكل أكبر، فرغم هزيمة (داعش)، إلا أن هناك الآلاف من عناصره لا يزالون هاربين، ويمكن أن يستغلوا ما يجرى حاليا في شمال سوريا لاستنئاف نشاطهم وتجميع صفوفهم، ومما يعزز هذا الاحتمال هو أن عناصر التنظيم قد تعهدوا بمواصلة القتال من خلال ما وصفوه بـ"حرب استنزاف"، ضد خصومهم وأعدائهم.
وتمثل هذا الأجواء فرصة مواتية لتنظيم داعش، فقيادته الهاربة تعلن بين الحين والآخر عن عودة التنظيم إلى القتال، وفي العراق، وقبل الهجوم التركي بكثير، كانت هناك دلائل على إمكانية إعادة تجمع التنظيم، وشن هجمات على نطاق صغير على مراكز للحكومة العراقية.
ومما يعمق تلك المخاوف أيضا لدى الكثير من إمكانية عودة الخطر الإرهابي الذي يمثله تنظيم داعش وأمثاله، هو احتمال أن يستغل الآلاف من مسلحي داعش المحتجزين حاليا في سجون تحرسها قوات سوريا الديقراطية الكردية، انشغال تلك القوات في صد الهجوم التركي على مناطقها ، للهروب من مراكز الاحتجاز والاختفاء وسط صفوف عشرات الآلاف من النازحين المدنيين الذي فروا من مناطق القتال خلال الأيام الماضية، وما قد يشكله ذلك من خطر كبير على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها .
وفيما بدا تحسبا لهذا الاحتمال استبق الجانب الأمريكي، الهجوم العسكري التركي على شمال سوريا، وقام بنقل اثنين من كبار قيادات تنظيم داعش الخطرين والمحتجزين لدى القوات الكردية السورية، إلى مركز احتجاز تابع للقوات الأمريكية في العراق.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة
/ أ ش أ /