القاهرة في 21 يونيو /أ ش أ/ أكدت الدكتورة أريج جبر أستاذة العلوم السياسية الأردنية، أن منطقة الشرق الأوسط تقف اليوم بين مطرقة الاحتلال الإسرائيلي وسندان التهديدات الوجودية، في ظل انتهاك صارخ لقواعد السلم والأمن الدوليين، وتحدٍ سافر للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، حيث مضى الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد متعدد الجبهات، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء.
وقالت الدكتورة أريج جبر - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إنه في مواجهة هذا الواقع المتأزم، أدركت القيادة العربية، ومعها العقل الجمعي العربي، أن التحديات لم تعد عابرة أو مؤقتة، بل وجودية ومصيرية، تستدعي الالتفاف العربي-العربي وبلورة جبهة موحدة، تتجاوز خطاب الشجب والتنديد، لتنطلق نحو دوائر الفعل والتأثير المباشر.
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ باحتلال الأرض، بل استغل القضية الفلسطينية لإعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية للمنطقة، مدفوعًا بطموحات توسعية، بهدف إبقاء المنطقة في حالة ضعف وتبعيات وتشظٍّ دائم، تمنع أي نهوض عربي حقيقي.
وذكرت الدكتورة أريج جبر أنه في هذا السياق، التقطت كلٌّ من القيادتين المصرية والأردنية اللحظة التاريخية، ومنذ السابع من أكتوبر، تبذلان جهودًا حثيثة لإعادة توجيه البوصلة نحو مسارها العروبي والقومي.
ونوهت إلى أن العمل العربي بشكل عام بدأ يأخذ مسارات تصعيدية في سياق الحلول الدبلوماسية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومن هذا الدور شهدت إسطنبول اجتماعًا وزاريًا عربيا طارئا حمل زخمًا استثنائيًا، فرضته التطورات العسكرية والتصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، وما يحمله من تهديدات وجودية للمنطقة بأسرها.
وأبرزت أن الاجتماع أصدر بيانا وزاريا أدان بشكل واضح انتهاك إسرائيل لسيادة إيران، باعتبارها دولة ذات سيادة وعضوًا في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذا السلوك يُعد خرقًا فاضحًا لميثاق المنظمة الدولية، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.
ونوهت الدكتورة أريج جبر إلى أن البيان أشار إلى محاولة إسرائيل تحويل طبيعة الصراع من احتلال لفلسطين إلى قوة احتلال إقليمية عابرة للحدود، تحت ذرائع مثل “الردع” و”مكافحة الإرهاب”، بما يعكس سياسة توسعية واضحة.
وتابعت: "وفي مواجهة هذا المشهد، دعا الاجتماع إلى العودة للدبلوماسية والعقلانية، وضرورة خفض التوتر، وفتح قنوات الحوار، بما في ذلك دعوة إيران للانخراط في مفاوضات جادة بشأن برنامجها النووي، تضمن طابعه السلمي، وتطمئن دول المنطقة، دون المساس بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
أشارت الدكتورة أريج إلى أن الاجتماع لم يغفل انتقاد تقاعس مجلس الأمن الدولي، وعجزه عن اتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، كما دعا البيان مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته، واتخاذ خطوات ملموسة وفقًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضحت الأكاديمية الأردنية أن من أبرز النقاط التي شدد عليها البيان، أن جوهر الصراع في المنطقة لا يزال هو القضية الفلسطينية، وأنه لا يمكن الحديث عن سلم أو استقرار في الشرق الأوسط دون حل جذري لها، يقوم على إنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967.

إسر
/أ ش أ/