• العراقيون منقسمون بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة
    العراقيون منقسمون بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة

القاهرة في 30 أبريل /أ ش أ/ تقرير: شحاتة عوض.. (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

تمثل الانتخابات البرلمانية المرتقبة في العراق والمقررة في الثاني عشر من شهر مايو المقبل، أحد الاستحقاقات السياسية المهمة بالنسبة للعراقيين ،سواء بالنظر إلى أنها أول انتخابات تشهدها البلاد عقب هزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي وطرده من المناطق التي كان يسيطر عليها منذ عام 2014، أوعلى ضوء ما ستفرزه هذه الانتخابات من خريطة برلمانية جديدة سترسم ملامح المشهد السياسي العراقي للسنوات الأربع القادمة.
ووفقا للمفوضية العليا للانتخابات في العراق، سيتنافس في هذه الانتخابات نحو سبعة آلاف مرشح، بينهم 2014 امرأة، يمثلون نحو 86 ائتلافا وقائمة انتخابية، للفوز بمقاعد مجلس النواب البالغ عددها 329 مقعدا، من بينها 83 مقعدا مخصصة للنساء، في حين تم تخصيص 9 مقاعد للأقليات ممثلة في المسيحيين (5 مقاعد)، والشبك (مقعد)، والصابئة (مقعد)، والإيزيديين (مقعد)، والأكراد الفيلية الشيعة(مقعد).
ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات القادمة 24 مليون ناخب من بين 37 مليونا هم سكان العراق، وستجري الانتخابات في 18 دائرة انتخابية تمثل عدد محافظات العراق، وينتخب كل منها 7 إلى 34 نائبًا استنادًا إلى عدد سكان كل محافظة.
ومن أبرز الائتلافات والتحالفات التي تخوض الانتخابات العراقية: النصر والفتح ودولة القانون، وقائمة "سائرون نحو الإصلاح" والتي تمثل الكتلة الشيعية، وقوائم الأحزاب السنية وأبرزها ائتلاف الوطنية، وقوائم الأحزاب الكردية من خلال عدة أحزاب.
وتظهر ملامح المشهد الانتخابي الراهن في العراق، أن معظم الأحزاب والكتل السياسية العراقية ستخوض الانتخابات إما مستقلة أو ضمن تحالفات سياسية مختلفة عن تلك التي خاضت بها انتخابات 2014.
وقبل أقل من أسبوعين على موعدها، يبدو العراقيون منقسمين حيال هذه الانتخابات وما إذا كانت ستساهم في إنهاء حالة الانقسام السياسي والاجتماعي التي يعيشها الشارع العراقي، أو أنها ستسفر عن ضخ دماء جديدة في الساحة البرلمانية والسياسية في البلاد، فبينما يستبعد البعض أن تؤدي الانتخابات إلى إحداث تغيير جوهري في تركيبة خريطة التحالفات السياسية القائمة، أو في واقع الانقسام السياسي والمجتمعي الراهن، لاسيما في ظل ما شهدته الفترة الماضية من سجال واستقطاب سياسي، وخلافات بين القوى الحزبية حيال موعد إجراء تلك الانتخابات، يعلق كثير من العراقيين آمالا عريضة على أن تفرز هذه الانتخابات تركيبة برلمانية جديدة تعزز روح التوافق والتعايش بين مكونات الشعب العراقي، وتؤدي لتدعيم مؤسسات الدولة العراقية ومن ثم تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
إلا أنه وبعيدا عن هذا الجدل والانقسام بشأن ما ستفرزه، فإن الانتخابات البرلمانية المرتقبة في العراق تكتسب أهمية كبيرة وربما استثنائية بالنظر إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالتحديات السياسية والأمنية التي تواجه العراق داخليا، وفي ضوء الظرف الإقليمي والدولي الراهن وتأثيراته على المشهد العراقي.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة
/ أ ش أ /