• مارتن جريفيت
    مارتن جريفيت

القاهرة في 14 مايو/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
ما بين اتفاق الرياض للسلام الموقع في نوفمبر الماضي، ومبادرة المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، تعيش اليمن على وقع مواجهات كلامية، تتطور لمواجهات عسكرية بين قوات الحكومة الشرعية من جانب وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي والمليشيات الحوثية من جانب آخر، في وقت يتطلب فيه تضامن الجهود لمواجهة جائحة كورونا التي لم تترك دوله من دول العالم.

ففي الوقت الذي تطورت فيه الحرب الكلامية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى معارك عسكرية بين قوات الطرفين في المنطقة الواقعة بين مدينتي شقرة وزنجبار في محافظة أبين (شرق عدن)، ينتظر المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، رداً من الحوثيين على المبادرة التي أرسلها لطرفي النزاع في اليمن خلال الأيام الماضية، والتي ردت عليها الحكومة الشرعية بشكل إيجابي.

وفي حالة تلقي رد إيجابي من الحوثيين على مبادرة الأمم المتحدة، سيتم عقد اجتماع أزمة بين الأطراف المتنازعة، ثم اجتماعات لتثبيت وقف إطلاق النار الشامل، والمضي قدماً في مفاوضات السلام السياسية الشاملة للقضية اليمنية.

كان تحالف دعم الشرعية في اليمن قد أعلن في الثامن من أبريل الماضي، وقفاً شاملاً لإطلاق النار في عموم اليمن لمدة أسبوعين، ثم مددها شهراً بعد انتهاء الهدنة الأولى، بطلب من المبعوث الأممي لليمن، إلا أن المليشيات الحوثية لم تعلن حتى الآن التزامها بوقف النار، واستمرت في عملياتها العسكرية في مختلف الجبهات، وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن عن تسجيل 121 انتهاكاً حوثياً لوقف إطلاق النار في اليمن، وبلغ عدد الانتهاكات نحو 2797 انتهاكاً لوقف النار منذ إعلانه.

اتفاق الرياض ومبادرة جريفيث في خطر

تحمل العمليات العسكرية بين قوات الحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، مخاطر حقيقية على اتفاق الرياض للسلام الموقع بين الطرفين برعاية السعودية في شهر نوفمبر الماضي، وتعاملت الحكومة اليمنية كثيراً بإيجابية مع كل الجهود من أجل تنفيذ (اتفاق الرياض)، الذي يرسم أسس التسوية السياسية.

لكن المجلس الانتقالي، قابل ذلك بتعنت مستمر وإصرار على الاستمرار في تمرده المسلح، وتقويض عمل مؤسسات الدولة، ولم يكتفِ برفض الاستجابة لدعوات الحكومة والتحالف ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى ضرورة الرجوع عن خطواته فيما سماها "الإدارة الذاتية للجنوب"، بل استمر أيضاً في زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة أرخبيل سقطرى، ومؤخراً في محافظة أبين.

جاءت هذه التطورات بعد أن كان المجلس الانتقالي الجنوبي المسيطر على مدينة عدن قد أعلن قبل نحو أسبوعين حالة الطوارئ في المدينة والمدن الجنوبية الأخرى، كما أعلن ما سماه "الإدارة الذاتية" لمناطق الجنوب، بعيداً عن الحكومة الشرعية.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/