• الانسحاب الأمريكي من سوريا
    الانسحاب الأمريكي من سوريا

القاهرة في 10 أكتوبر/أ ش أ/ تحليل كتبه: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

أتاح قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصادر يوم الأحد الماضى ، والذي يقضي بانسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا، أتاح الفرصة لتركيا لبدء تنفيذ عملياتها العسكرية على شمال شرق سوريا الليلة الماضية ، والتي بدأت بضربات جوية تدعمها نيران المدفعية، مخلفة وراءها مقتل وإصابة عشرات الأشخاص من قوات سوريا الديمقراطية.

كشف هذا التتابع السريع في الأحداث السياسية للأزمة السورية، عن ارتباك وتشابك وخلط أوراق اللعبة السياسية في المشهد السوري وتعقيداته وإثارة العديد من التساؤلات حول دوافع القرار الأمريكي وتداعياته على مختلف الأطراف المباشرة وغير المباشرة المعنية والمنخرطة في الأزمة السورية.

قال ترامب فى تغريداته "كان من المفترض أن تكون الولايات المتحدة فى سوريا لمدة ٣٠ يوما، كان ذلك قبل سنوات عديدة، لكننا بقينا وتدخلنا أعمق وأعمق فى معركة دون هدف فى الأفق، والقوات الأمريكية وصلت سوريا عندما كان تنظيم داعش ينتشر فى المنطقة، وسريعا هزمنا داعش بنسبة ١٠٠٪، بما فى ذلك القبض على الآلاف من مقاتليه ومعظمهم من أوروبا".

وأضاف ترامب: "حارب الأكراد معنا، لكن نحن دفعنا كميات ضخمة من المال والمعدات للقيام بذلك، لقد قاتلوا تركيا منذ عقود، لقد أوقفت هذه المعركة بينهما لما يقرب من ٣ سنوات، لكن حان الوقت بالنسبة لنا للخروج من هذه الحروب السخيفة التى لا نهاية لها- التى كثير منها قبلية - وإعادة جنودنا إلى الوطن، سنقاتل فى المكان الذى يتعلق بمصالحنا، وسنحارب فقط من أجل الفوز".

فقد وضع انسحاب الولايات المتحدة، حلفاءها الأكراد عرضة للغزوالتركي وهو ما حذر منه الجمهوريون والديمقراطيون من أن السماح لتركيا بشن هجوم على سوريا، سيبعث برسالة مُقلقة لحلفاء واشنطن في جميع أنحاء العالم.

وغداة تعرض قراره لانتقادات من أعضاء في الكونجرس ومسؤولين سابقين، ومن دول ومنظمات دولية أخرى، حاول ترمب التخفيف من ذلك، إذ أكد ترامب أن عدد الجنود الذين انسحبوا من منطقتي تل أبيض ورأس العين، لم يتجاوز الـ50 جندياً، مشدداً على أن الولايات المتحدة "لم تتخلَّ عن الأكراد" في سوريا. وأعلن ترمب أيضاً عن اجتماع مرتقب مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في 13 من الشهر المقبل.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/