• الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
    الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة في 14 نوفمبر/ أ ش أ/ تقرير: هبه الحسيني (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

جاءت التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول حلف الناتو لتكشف عن عمق هوة الانقسام داخل الاتحاد الأوروبى، وتطرح على الساحة نموذجا للتحديات التي يواجهها الرئيس الفرنسي في مسيرته لقيادة القاطرة الأوروبية.
كان ماكرون قد صرح الأسبوع الماضي بأن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أصبح حاليا في حالة "موت إكلينيكي"، منتقدا قلة التنسيق بين السياسات الأوروبية والأميركية في ظل قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فضلا عن السلوك الأحادي الذي اعتمدته تركيا، عضو "ناتو"، بتنفيذ عملية عسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا.
وأثارت تصريحات ماكرون حول الناتو جدلا واسعا على الساحة الأوروبية حيث أنها لم تلق قبولا من قبل عدد من القادة الأوروبيين وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكدت أن "حلف شمال الأطلسي هو الركيزة الأساسية لدفاعنا"، مشيرة إلى أنه أصبح من الضروري "تقوية قيادة الجزء الأوروبي من الحلف".
كما أكد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أنه "بدون الولايات المتحدة لن تتمكن ألمانيا أو أوروبا من حماية نفسها على نحو فعال"، وهو ما اعتبره كثيرون اعترافا صريحا بعدم قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها بدون الولايات المتحدة، ومحاولة ألمانية للتقرب من واشنطن وذلك على خلاف مواقف ميركل السابقة المناوئة لواشنطن خاصة في عهد دونالد ترامب.
ولم تكن تصريحات ماكرون حول الناتو سوى القشة التي كشفت مدى الانقسام الذي يسود داخل الاتحاد الأوروبي، والذي يحمل فى طياته صراعات أخرى لا يقتصر مداها على الموقف من الحلف، وإنما يمتد إلى العديد من القضايا الدولية الأخرى. كما أبرزت هذه المسألة الصعوبات التي يواجهها الرئيس الفرنسي خلال مساعيه لخلافة ميركل في قيادة الاتحاد الأوروبي.
والواقع أنه منذ وصول ماكرون إلى عرش الإليزيه في مايو 2017، وضع نصب عينيه هدف قيادة القاطرة الأوروبية انطلاقا من إيمانه بأن وجود أوروبا الضعيفة سوف يقلص دور فرنسا على الساحة الدولية. وكانت هناك عدة عوامل عززت من إمكانية تزعم ماكرون للاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة، منها عوامل خارجية مرتبطة بالمجال المحيط على الصعيدين الأوروبي والدولي، ومنها عناصر خاصة مرتبطة بالسمات الشخصية للرئيس الفرنسي.

لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط كاملة يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة

أ ش أ