• إمام أوغلو الذي هزم مرشح حزب العدالة والتنمية  مرتين ،وفاز برئاسة بلدية اسطنبول
    إمام أوغلو الذي هزم مرشح حزب العدالة والتنمية مرتين ،وفاز برئاسة بلدية اسطنبول

القاهرة في 24 يونيو/أ ش أ/تقرير : شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

قبل عدة سنوات قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن من يسيطر على مدينة اسطنبول يحكم تركيا، فإسطنبول هي درة تاج الدولة التركية ، وهي أكبر مدنها ، وحاضرتها الاقتصادية والسياسية والثقافية والتاريخية ، كما أنها المدينة التي شهدت إنطلاق مسيرة أردوغان السياسية عندما فاز برئاسة بلديتها عام 1994.
ومن هنا يمكن تفهم لماذا لم يتقبل أردوغان فكرة خسارة رئاسة بلدية المدينة ووقوعها في يد مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض ، ولماذا أصر حتى النفس الأخير بكل الوسائل على إعادة الانتخابات على رئاسة المدينة والتي جرت في شهر مارس الماضي وفاز فيها مرشح المعارضة على مرشح أرودغان وحزبه بفارق 13 ألف صوت بزعم حدوث تزوير وانتهاكات في العملية الانتخابية.
وقد نجح الحزب بالفعل في استصدار قرار من اللجنة العليا للانتخابات بإعادة الانتخابات على رئاسة بلدية المدينة مجددا ، بعد مزاعم عن أن الأصوات قد سُرقت وأن العديد من مراقبي صناديق الاقتراع لم يحصلوا على تصاريح رسمية.
لكن رغم الإعادة فإن ما كان يخشاه أردوغان وحزبه من فقدان اسطنبول وسقوطها في يد المعارضة ، حدث بالفعل ، ليفوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو مجددا في انتخابات الإعادة وبفارق أكبر مما حققه في المرة الأولى على بن علي يلدرم رئيس الوزراء السابق ومرشح حزب العدالة والتنمية وهو أحد الشخصيات السياسية المقربة من أردوغان.
وتعود أهمية الفوز الذي حققته المعارضة في اسطنبول إلى ما تحتله المدينة من مكانة اقتصادية وسياسية وتاريخية ، فمن الناحية الاقتصادية تمثل اسطنبول قلب تركيا ومحركها الاقتصادي حيث تنتج 31.2 % من إجمالي الناتج القومي التركي الذي يعادل 851 مليار دولار حسب بيانات مركز الإحصاءات التركي لعام 2017 ويبلغ عدد سكانها أكثر من 16 مليون شخص ، كما تمثل قلب الصناعة في تركيا إذ تنتج 29 % من إجمالي الإنتاج الصناعي في البلاد ، وتبلغ موزانة بلدية المدينة نحو 10 مليارات دولار وفقا لميزانية عام 2018.

لمتابعة تقارير وتحليلات مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ،يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/ أ ش أ /