• ترامب يخشى من تداعيات الأزمة على فرص إعادة انتخابه لفترة ثانية
    ترامب يخشى من تداعيات الأزمة على فرص إعادة انتخابه لفترة ثانية

القاهرة في 23 يونيو/أ ش أ/تقرير : شحاتة عوض(مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

تبدو الحسابات الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، حاضرة بقوة في طريقة إدارته للأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران والتي بلغت حدا غير مسبوق من التوتر ينذر بمواجهة عسكرية مفتوحة بين الجانبين ، ولعل ذلك ما يفسر حالة الحذر والتردد بل وما يعتبره بعض المراقبين ارتباكا في الموقف الأمريكي من إيران خصوصا بعد إسقاط الأخيرة لطائرة استطلاع أمريكية مسيّرة فوق مياه الخليج.
فترامب ، الذي أطلق رسميا قبل أيام ، حملة إعادة انتخابه رئيسا لفترة رئاسية ثانية في انتخابات 2020 ، يدرك جيدا أن أي تداعيات غير محسوبة للأزمة الراهنة على المصالح الحيوية الأمريكية في منطقة الخليج والشرق الأوسط قد تكلفه فرصة الفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة، ومن ثم تضع حدا لأحلامه بالبقاء في البيت الأبيض أربع سنوات أخرى.
ومما يزيد من حدة الضغوط السياسية الداخلية عليه ، في هذا الصدد ، أن الديمقراطيين الذين يستعدون لاختيار مرشح لمنافسة ترامب في الانتخابات المقبلة وجدوا في الأزمة الحالية مع إيران فرصة للهجوم عليه والتشكيك في قدرته حماية المصالح الأمريكية بهدف التأثير على فرصه في الانتخابات الرئاسية ، حيث وصف جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق (أوباما) ، إدارة ترامب للأزمة بأنها " كارثية".
وقال بايدن ، وهو أحد المرشحين البارزين المحتملين ضمن انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية للسباق إلى البيت الأبيض، إنّ ترامب "أخفق" في حماية "مصلحتين أمريكيتين حيويتين في الشرق الأوسط، وهما منع إيران من الحصول على سلاح نووي وضمان استقرار إمدادات الطاقة عبر مضيق هرمز.
ولعل ذلك كله ما يفسر رد الفعل المتردد من جانب ترامب وإدارته تجاه كيفية التعامل مع قيام إيران بإسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية فوق بحر عٌمان وهي واحدة من أكثر طائرات الاستطلاع المسيّرة تقدما في العالم ،حيث تملك منها الولايات المتحدة أربع طائرات فقط، وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق أن واشنطن قد عدلت في الدقائق الأخيرة عن شن هجوم عسكري على عدد من المنشآت الإيرانية ردا على إسقاط الطائرة.
وقد برر ترامب ذلك بأن العملية العسكرية كانت ستؤدي الى مقتل 150 إيرانيا ، وهو المبرر الذي اعتبره كثير من الخبراء والمحللين مثيرا للسخرية والدهشة.
وبحسب العديد من المراقبين ، فإن أحد الأسباب الحقيقية التي ربما دفعت واشنطن للعدول عن شن ضربات عسكرية ضد إيران ، هي الحسابات الانتخابية للرئيس ترامب والذي ربما خشي من رد فعل إيران وحلفائها في المنطقة على هذه الضربات بشكل يلحق الضرر بالمصالح الأمريكية ومن ثم تكون له كلفته السياسية الكبيرة على ترامب في الداخل بينما هو يستعد للانتخابات.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ، يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة
/ أ ش أ /