• وفاء
    وفاء

شادية محمود
وفاء النيل فى النصف الثانى من أغسطس مناسبة للتذكير بالمحافظة على مائه من التلوث والهدر

القاهرة فى ١٧ أغسطس أ ش أ //٠٠٠٠تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
وفاء النيل الذى يحل موعده فى النصف الثانى من شهر أغسطس من كل عام هو مناسبة لتذكير أحفاد الفراعنة بأهمية الحفاظ على هذا الشريان الحيوى من التلوث وعدم التعدى على حرمه ، والحفاظ علي موارده المائية دون هدر ، وتعميق ثقافة ترشيد المياه التي من المفترض أن ينفرد بها المصريين الذين قدسوا النيل منذ زمن بعيد ومازلوا يعشقونه ، فقد آمن المصريون القدماء مع استقرارهم على ضفاف النيل بأنه مصدر الحياة وتجسيد للنظام الكوني الذي يحيون فيه ، وأن منابعه هي حدود الكون المعروف في عالم الأحياء وفي العالم الآخر أيضا ٠
ومازال المصريون يتذكرون جيدا مشهد عيد وفاء النيل في الخامس عشر من أغسطس ، والاحتفال بعروس النيل وطقوسه المقدسة التي كانت تقام ابتهاجا بفيضان النيل بزفاف فتاة جميلة وإلقائها بين أحضانه ، فكان ذلك هو الغاية التي تتمناها كل فتاة في مصر في ذلك الوقت تعبيرا عن مدى تقديس هذا النهر العظيم ، فعلى مر التاريخ لعب النيل دورا كبيرا فى حياة المصريين ، ووفائه يعنى أنه وفى بالمياه الكافيه وقت فيضانه فى مصر ، ولما كان لهذا أكبر الأثر فى النماء والزرع فقد اعتبره المصريون مصدر الحياة والخير ، وقدسوه فى مصر القديمة ، وقد وصل تقديسهم له إلى أن اعتبروه إلها أطلقوا عليه "حابي أو حعبي " بمعنى "الذى يفيض بالماء" ٠
فحابى هو جالب السعادة، الذى يفيض بالمياه الوفيرة كل عام لتروي أراضي مصر كلها ، وهو روح النهر وقوته التي تمنح الخير للأرض كما كان القدماء المصريون يعتقدون ، ولهذا فقد صوروه على هيئة رجل قوى البنيان يحمل خيرات الأرض من الطعام والشراب إلى جانب رموز الحياة والرخاء، وربطوا بينه وبين أساطير الخلق في عقائدهم فأمنوا بأنه كان يمثل المياه الأولى التي برزت منها الأرض المصرية في بدء الخليقة.
للحصول على التقارير كاملة يرجى الاشتراك فى النشرة العامة
شادية محمود المشرف على المركز