• لحظة
    لحظة

شادية محمود
العالم يترقب منتصف الليلة لحظة العبور لعام ميلادى جديد

القاهرة فى ٣١ ديسمبر أ ش أ //٠٠٠٠٠ تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
رغم أن العام الجديد لايعنى سوى المضى قدما بقطار العمر فى سنوات الحياة ، الا أن العالم أجمع يترقبه بحلول منتصف ليلة اليوم (الثلاثاء ) ، ولحظة العبور من عام إلى عام تتسم بأستقبال البشر لها بإحتفالات عارمة وحالة من التفاؤل والتمنى ، فالكثيرون يعتبرون العام الجديد محطة جديدة فى مشوار حياتهم ، تبدأ معها من جديد دورة الآمال وتحقيق الأحلام والأمنيات التى ينتظرون تحقيقها بتفاؤل شديد ٠
غدا يبدأ عام جديد يحمل رقم ٢٠٢٠ فى التقويم الميلادي المستعمل مدنيا فى أغلب دول العالم والأكثر شيوعا فى الحياة المدنية والأقتصادية ، ويتقاطع هذا العام مع بدايات شهر جماد أول فى التقويم الهجري الحالى ١٤٤١
عام جديد فى التقويم المسمى في أغلب الدول العربية "بالتقويم الميلادي"، ويرجع ذلك إلى أن عدد السنين فيه تبدأ من عام ميلاد المسيح كما كان يعتقد ، حيث وضع الراهب الأرمني دنيسيوساكسيجونوس هذا العد ، ونجح في دعوته فأصبح عدد السنين منذ عام 532 ميلادية يعتمد على عام ميلاد المسيح، وهي سنة 753 منذ تأسيس روما بحساب ديونيسيوس.
ويسمى التقويم الميلادى بالتقويم ( الجريجورى ) نسبة إلى البابا جريجوريوس الثالث عشر بابا روما في القرن السادس عشر الذي قام بتعديل نظام الكبس في التقويم اليولياني ليصبح على النظام المتعارف عليه حاليا ، والتقويم الميلادى واحدا من ١١ تقويم معمول به فى العالم ، وهى التقويم المصرى القديم ( القبطى )، و الهجرى ، والسريانى ، والرومانى ، والفارسى ، والإغريقى ، البابلى ، والعبرى ، البهائى ، وتقويم الجماهيريى الليبية ٠
تلك التقاويم وإن اختلفت فى خصائصها الدقيقة عن بعضها البعض ، ألا إنه يمكن إجمالها فى نوعين رئيسيين شمسى وقمرى ، والسنة الميلادية سنة شمسية بمعنى أنها تمثل دورة كاملة للشمس في منازلها، وهي مدة (365.2425) يوما ، ولذلك فالسنة الميلادية 365 يوما في السنة البسيطة و366 في السنة الكبيسة، وهي تتألف من 12 شهرا .
وفي مصر يطلق إسم "التاريخ الافرنجي " على أيام العام الميلادى تمييزا له عن التقويم القبطي الذى يعتبر التقويم الرسمى لطائفة الأقباط الأرثوذكس المعتمد حتى اليوم فى عباداتهم ومناسباتهم الدينية وكذلك لاستخدام فلاعى مصر له فى الزراعة ، وتاريخ تطوير التقويم الميلادي بدأ من التقويم الروماني القديم ، حيث كانت الدولة الرومانية تستخدم تقويما يتألف من عشرة أشهر، ومنه جاءت تسمية أكثر الأشهر، ثم استخدموا تقويما شمسي قمري ، وكان طول العام فيه 354 يوما وعدد الأشهر 12 شهرا وعدد الأيام في الأشهر بين 29 و30، وهذا يوافق السنة القمرية ٠
وفى العام التالى يضاف شهر طوله 22 أو 23 يوما على التعاقب فيكون طول السنة الكبيسة 376 أو 377 يوم ، وتكون متوسط حصيلة أربع سنوات هى (354+376+354+377) ومتوسطها يساوى 365.25 ، وهو ما يعادل طول السنة الشمسية، ويعزى هذا التقويم للإمبراطور نوما الروماني، ولكن هذا التقويم طاله التلاعب من قبل الكهنة والقياصرة، فجعلوا بعض الشهور التي سميت على أسماء قياصرتهم 31 يوما على حساب الشهور الأخرى، وكان عد السنين يبدأ من عام تأسيس مدينة روما عاصمة الإمبراطورية ، وهي سنة 753 قبل الميلاد ٠
وعندما احتلت الإمبراطورية الرومانية مصر استفاد الرومان من علوم المصريين الفراعنة الفلكية، فقام يوليوس قيصر بتعديل التقويم الروماني القديم بالاستعانة بأحد الفلكيين الإسكندريين يدعى سوسيجنيو، وجاء تعديله في جعل السنة العادية 365 يوما والكبيسة 366 يوما ، وتكون سنة كبيسة كل أربع سنوات، وجعل عدد أيام الأشهر الفردية 31 يوما والزوجية 30 يوما عدا شهر فبراير فيكون في السنة العادية 29 وفي الكبيسة 30، دخل التقويم اليولياني حيز التنفيذ في سنة 45 قبل الميلاد الموافقة لسنة 709 لإنشاء روما.
لكن هذا التقويم لم ينج من العبث حيث سمي الشهر السابع باسم يوليوس قيصر فصار اسمه يوليو، ثم في سنة 33 قبل الميلاد سمي الشهر الثامن باسم القيصر أغسطس (أكتافيوس) ، ولئلا يكون شهر يوليس (يوليو) أكبر من شهر أغسطس زادوا في الشهر الثامن يوما على حساب شهر فبراير، ثم عدلوا عدد أيام الشهور بعد أغسطس لئلا تتوالى ثلاثة أشهر بنفس الطول (يوليو-أغسطس-سبتمبر) فعكسوا القاعدة، فصار سبتمبر 30 يوما وأكتوبر 31 يوما ونوفمبر 30 يوما وديسمبر 31 يوما .
لاحظ جريجوريوس الثالث عشر بابا روما أن يوم الاعتدال الربيعي وقع في 11 مارس بدلا من 21 مارس، بفارق عشرة أيام، فكلف الراهب اليسيوس ليليوس ليقوم بتعديل التقويم اليولياني ، وتم الاتفاق على حذف ثلاثة أيام كل 400 سنة وأن تكون السنة القرنية (التي هي من مضاعفات 100) سنة بسيطة إلا إذا قبلت القسمة على (400) بدون باقٍ، وهكذا نام الناس يوم الخميس 4 أكتوبر 1582ميلاده ، واستيقظوا يوم الجمعة 15 أكتوبر 1582ميلادية ٠
ولولا مكانة البابا الدينية ما كان هذا الأمر ليقبل عند مجموع الناس ، حيث قاومت الدول غير الكاثوليكية هذا التقويم ، حتى استقر الأمر عليه في القرن العشرين فقبلته كل الدول مدنيا ، ولكن القيادات الدينية لم تقبل هذا التعديل في الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والكنائس الأرثوذكسية الرومية، واستمروا على استعمال التقويم اليولياني، الذي أصبح الفرق بينه وبين التقويم الجريجورى حاليا13 يوما ، لذلك فقد اختلف الاحتفال بميلاد المسيح فحسب هذا التقويم المستعمل يحتفل المسيحيون الشرقيون بعيد الميلاد المجيد في 7 يناير ، فيما يحتفل به المسيحيون الغربيون في 25 ديسمبر
أ ش أ
.