• الصين وأمريكا
    الصين وأمريكا

القاهرة في 8 يوليو/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

تتجه العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين نحو مزيد من التوتر في منطقة بحر الصين الجنوبي، وبات كل طرف يدير الأزمة مع الآخر وفق استراتيجية أو نظرية الردع، ولأول مرة منذ ست سنوات، وصلت حاملتا طائرات أمريكيتان إلى بحر الصين الجنوبي، في أحدث استعراض للقوة العسكرية من واشنطن تجاه بكين وسط التوترات السياسية بين البلدين.

وبدأت الحاملتان بتدريبات في بحر الصين الجنوبي ابتداء من يوم الاستقلال الموافق الرابع من يوليو الجاري، بعدما أنهت بكين تدريبات عسكرية استمرت خمسة أيام بالقرب من جزر بارسيل في منطقة بحر الصين الجنوبي، الذي تتشارك فيه الصين مع خمس دول أخرى مطلة على البحر، وهي فيتنام، والفلبين، وتايوان، وماليزيا وسلطنة بروناي.

ومع استمرار تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين على مدار هذا العام، رفعت واشنطن بثبات وتيرة عملياتها في بحر الصين الجنوبي، حيث قامت بعمليات حرية الملاحة بالقرب من الجزر التي تسيطر عليها الصين، كما أجرت تدريبات تحليق طيران كثيف لقاذفات القنابل التابعة لسلاح الجو الأمريكي، فضلًا عن القيام بعمليات بحرية مشتركة مع شركاء مثل اليابان وسنغافورة، لكن نشر حاملتي الطائرات هذه المرة، والتي تدعم كل منهما 60 طائرة بالإضافة إلى طرادات ومدمرات الصواريخ الموجهة المصاحبة، يبدو أنه بيان واضح بأن واشنطن ليست على وشك التنازل عن أي نفوذ في المنطقة لصالح بكين.

في غضون ذلك، وصفت بكين وجود الولايات المتحدة في المنطقة بأنه مزعزع للاستقرار، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان"تسافر بعض الدول خارج المنطقة في الغالب آلاف الأميال إلى بحر الصين الجنوبي للمشاركة في أنشطة عسكرية واسعة النطاق، وإظهار قوتها، وهذا هو السبب الأساسي الذي يؤثر على الاستقرار في بحر الصين الجنوبي".

النزاع والردع

وفقاً للدراسات الجيواستراتيجية، يقع بحر الصين الجنوبي في غرب المحيط الهادي بين منطقة جنوب شرق آسيا، وتايلاند، والفيليبين، وبورنيو، ويرتبط ببحر شرق الصين عبر مضيق تايوان، كما يعد هذا البحر الأكبر في العالم بعد المحيطات الخمسة، حيث تغطي مساحته أكثر من 3 ملايين كيلومتر مربع، ويمتد من مضيق ملقا في الجنوب الغربي إلى مضيق تايوان في الشمال الشرقي، ويعيش أكثر من 500 مليون شخص في الصين وتايوان والفيليبين وماليزيا وبروناي وإندونيسيا وسنغافورة وكمبوديا وتايلاند وفيتنام على بعد100 ميل من ساحله.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/