• الحدود بين الصين والهند
    الحدود بين الصين والهند

القاهرة في 23 يونيو/أ ش أ/ تحليل: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

لم يكن حادث التصعيد العسكري الذي وقع في الخامس عشر من شهر يونيو الجاري، على الحدود بين الصين والهند في منطقة جبال الهيمالايا، هو الأول من نوعه، وإنما كان عام 2017 شاهداً على مواجهات استمرت 72 يوما بين القوات الهندية والصينية، في قطاع استراتيجي من منطقة بوتان في الهيمالايا، ونجحت مفاوضات في تخفيف التوتر بين الطرفين.

لكن الحادث الحدودي الراهن رغم وصف المراقبين له بأنه أعنف مواجهة بين الدولتين خلال 45 عاما، إلا أنه أثار تساؤلات عديدة بشأن دلالات استخدام الجنود، الأسلحة البدائية مثل الحجارة والهراوات في اشتباكات الحدود بين الهند والصين.

وفي هذا السياق، أشار مراقبون، إلى أن قواعد الاشتباك التي حددتها اتفاقية عام 1996 بين البلدين، تنص المادة السادسة منها على أنه "لا يجوز لأي من الطرفين إطلاق النار أو استخدام المواد الكيميائية الخطرة أو القيام بعمليات التفجير أو الصيد بالبنادق والمتفجرات". وتعد اتفاقية 1996 من بين مجموعة من الوثائق التي تضمن السلام على طول الحدود الهندية الصينية.

للمواجهة حسابات أخرى

كشفت المواجهات الحدودية بين العملاقين الآسيويين الصين والهند هذه المرة، أن ثمة حسابات استراتيجية أخرى تكمن وراء هذه المواجهات والتي أسفرت عن مقتل 20 جنديا هنديا وإصابة أكثر من 70 آخرين، فضلاً عن عدد من الإصابات في الجانب الصيني.

أولاً: لعل أول الحسابات الاستراتيجية ما يتعلق برغبة بكين في بسط نفوذها في بحر الصين الجنوبي في إشارة واضحة إلى مواجهة الوجود العسكري البحري الأمريكي في المنطقة نفسها، حيث شرعت بكين منذ أوائل العام الحالي 2020، في تحركات كبيرة على الصعيدين الاستراتيجي والتكتيكي، لا سيما مع انتقال تركيز واهتمام المجتمع الدولي بأسره إلى مجابهة جائحة فيروس كورونا المستجد.

ثانياً: على الصعيد الجيواستراتيجي، تهدف بكين جراء التصعيد العسكري مع الهند في منطقة جبال الهيمالايا من بين جملة من الأهداف، ممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة الهندية، لابعادها عن فلك الارتباط بالولايات المتحدة، بالرغم من النتائج العكسية التي ربما يتيحها هذا المسار، من حيث تحرك الهند مباشرة للتواصل مع الحكومة الأمريكية، بيد أن بكين لم تستشعر ارتياحاً في حالة التقارب المستمرة التي جمعت بين واشنطن ونيودلهي على مدار السنوات الخمس الماضية.


لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/