ذكرى رحيل قلب الثورة الرحيم حكمت ابو زيد

تحل اليوم 30 يوليو ذكرى رحيل السيدة حكمت ابو زيد أول وزيرة مصرية عرفتها الحياة السياسية فى مصر بعد ثورة 23 يوليو. ولدت حكمت ابو زيد عام 1922 في محافظة أسيوط ، والدها كان يعمل ناظرًا بالسكك الحديد، ووفر لها إمكانية السفر يوميًا من قريتها لبندر ديروط لتلتحق بالمدارس الإبتدائية والإعدادية، حتى وصلت للمرحلة الثانوية وهو ما لم يكن بسيط في هذه الفترة خاصةً للفتيات . كما كان يمتلك في مسكنه مكتبة تضم خطب ل مصطفى كامل، وأعمال المناضلة الفرنسية جولييت آدم، ومؤلفات مصطفى صادق الرافعي؛ وهو ما ساعد في تكوين شخصية حكمت الثقافيه . وفي القاهرة أكملت حكمت مسيرتها التعليمية فى مدرسة حلوان الثانوية، وخلال دراستها تزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة ضد الاحتلال الإنجليزى، مما أثار غضب السلطة التي فصلتها من المدرسة، واضطرت لاستكمال دراستها بمدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية. سافرت ضمن أول وفد نسائي إلى بورسعيد مع سيزا نبراوي وإنچي أفلاطون للمشاركة في الإسعافات الأولية وفرق المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثي على مصر. التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الاول ( جامعة القاهرة ) وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين الذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل. تخرجت عام 1944 وعينت بعد ذلك كمعيدة في الجامعة. وحصلت على الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950، والدكتوراه فى علم النفس من جامعة لندن عام 1955 اعجب الرئيس جمال عبد الناصر بجرأة حكمت أبو زيد في الحديث وهي التي هاجمته على الهواء مباشرة في حوار تليفزيوني و طالبت فيه أن تكون الثورة عقلانية لانها لن تثمر ثمار نافعة إذا كانت ثورة عاطفية، ومن هنا جاء اعتراضها على بعض فقرات الميثاق الوطني حينذاك. ففكر الرئيس على الفور في اختيارها كأول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر والشرق الأوسط لما تملكه من تفكير واعي وعقل ناضج عام 1962. وبتوليها هذا المنصب فتحت الباب للمرأة المصرية والعربية مساحة لتولي المناصب القيادية في الدولة. كما اسند إليها الرئيس مهمة الرعاية الاجتماعيَّة لأسرالجنود الموجودين على الجبهة المصريَّة أثناء العدوان الثلاثي، حيث حقَّقت نجاحا منقطع النظير وقامت بحصر الجمعيات الأهلية ووضع قانون رقم 54 لسنة 1964 للجمعيات الأهلية، وأقامت مشروعات الأسر المنتجة والرائدات الريفيات. وقامت في العام 1969 بالاشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرُّضها للغرق، مما جعل عبد الناصر يطلق عليها لقب "قلب الثورة الرحيم" كما انها أول من أطلقت كلمة القصرعلى بيوت الثقافة حيث أصدرت قرارًا بإطلاق اسم قصرعلى بيوت الثقافة المنتشرة في المدن والمراكز وهو ما اشاد به الرئيس عبد الناصر وشكرها على هذا القرار الذي خفف من وقع كلمة قصرعلى آذان البسطاء لارتباطها بالملوك فأصبحت الآن مرتبطة بالنشاط الثقافي. منحت من الرئيس الليبي معمر القذافى نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى، وهو النوط الذي لا يمنح إلا لرؤساء الدول، كما وجهت لها دعوة من ملك المغرب الملك الحسن لحضور احتفال عظيم تم فيه منحها السيف الذهبي. رحلت عن عالمنا عام 2011، عن عمر ناهز الـ 89 عامًا . الصورة من مركز التوثيق الفوتوغرافي أ.ش.أ. إعداد / ريــم زايــد .
  • ذكرى رحيل قلب الثورة الرحيم حكمت ابو زيد
    قلب الثورة الرحيم حكمت ابو زيد
تقييم (1 الى 5 )
Total Downloads (0)
وكالة انباء الشرق الاوسط © - تصميم وتطوير : GCSSD