-
بغداد تستعد لاستضافة ثلاث قمم عربية متزامنة في لحظة مفصلية إقليمياً
بغداد في 16 مايو /أ ش أ/ تقرير: صلاح جمعة وحسن القشاوي
تستعد العاصمة العراقية بغداد لانعقاد ثلاث قمم عربية متزامنة بعد غد السبت، في حدث دبلوماسي غير مسبوق يعكس حرص الدول العربية على تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الرؤى في مواجهة التحديات الإقليمية المتصاعدة.
وتشمل القمم: القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين، القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، وقمة آلية التعاون الثلاثي بين العراق ومصر والأردن، وتُعقد جميعها بالقصر الحكومي داخل المنطقة الخضراء، وسط إجراءات أمنية مشددة ومشاركة رفيعة من القادة والوفود والمنظمات الإقليمية والدولية.
(القمة العربية الرابعة والثلاثون: فلسطين في صدارة الأولويات)
تعقد القمة الرابعة والثلاثين برئاسة العراق ، بمشاركة قادة وممثلي 22 دولة عربية، وتتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمالها، مع التركيز على وقف إطلاق النار في غزة، وفتح المعابر لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب دعم خطة إعادة الإعمار التي أقرت في القمة العربية الطارئة بالقاهرة في مارس الماضي.
ويتضمن جدول أعمال القمة ثمانية بنود رئيسية تغطي ملفات الأمن القومي العربي، مكافحة الإرهاب، الأزمات في سوريا والسودان واليمن وليبيا، التضامن مع لبنان، وقضايا المياه وعلى رأسها السد الإثيوبي ، إلى جانب التطورات المرتبطة بالجولان السوري المحتل والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية.
كما تشمل البنود متابعة تنفيذ مبادرة السلام العربية، والانتهاكات في القدس، وقضايا اللاجئين، الأسرى، الأونروا، والتنمية في فلسطين. ويختتم جدول الأعمال بمشروع “إعلان بغداد”، الذي سيعبر عن الموقف العربي الموحد من القضايا المطروحة.
(القمة التنموية: تكامل واقعي ومبادرات استراتيجية)
وتركز القمة التنموية على ملفات الأمن الغذائي، الربط الكهربائي، دعم التعليم والصحة، تمكين المرأة والشباب، وتعزيز التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر. ومن بين أبرز المقترحات المطروحة: إنشاء مجلس وزراء عرب للتجارة، ومركز عربي للذكاء الاصطناعي.
(قمة التعاون الثلاثي: تنسيق استراتيجي عربي)
وتبحث قمة آلية التعاون بين العراق ومصر والأردن سبل تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة والنقل والتجارة والأمن، وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية، بما يدعم التكامل العربي ويعزز الاستقرار.
(أبو الغيط: لحظة فارقة تتطلب وحدة الصف)
وصرّح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأن القمة تنعقد في لحظة فارقة من تاريخ الأمة وسط اضطرابات غير مسبوقة، مشددًا على ضرورة توحيد الموقف العربي، لا سيما في ظل ”حرب الإبادة” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. وأكد أن القمة تبحث ملفات السودان واليمن وليبيا والصومال ضمن رؤية شاملة لتعزيز الأمن القومي العربي.
(حسام زكي: تنفيذ خطة إعمار غزة مرهون بوقف العدوان)
وأكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القمة تناقش ملفات محورية أبرزها القضية الفلسطينية، موضحًا أن خطة إعادة إعمار غزة تعثرت بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، وليس بسبب نقص التمويل. وأشار إلى توافق الوزراء العرب حول مشروعات قرارات تشمل دعم السودان، ومساندة مصر والسودان في ملف سد إثيوبيا ، ودفع العملية السياسية في سوريا واليمن.
واعتبر زكي أن استضافة بغداد للقمة تعكس عودة العراق إلى دوره المحوري في النظام العربي، مشيدًا بالتنظيم والتطور الأمني في العاصمة العراقية.
(عبدالعاطي: وقف القتل الممنهج في غزة أولوية مصرية)
وأكد وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، أن هناك توافق عربي على قرارات تتعلق بدعم إعادة إعمار غزة، التضامن مع السودان، تأكيد حقوق مصر المائية، دعم الشرعية في اليمن، وتعزيز الملاحة في البحر الأحمر، مشيدًا بالنتائج الإيجابية لاتفاق وقف إطلاق النار في اليمن على استقرار المنطقة.
(مبادرات عراقية بارزة)
وقدمت الحكومة العراقية خلال الاجتماعات التحضيرية عدداً من المبادرات الاستراتيجية، وصادق عليها وزراء الخارجية العرب وتضمن خمسة مبادرات هي : مبادرة تأسيس المركز العربي لمكافحة الإرهاب..وتأسيس مركز عربي لمكافحة المخدرات ..وتأسيس مركز عربي لمكافحة الجريمة الوطنية ..وإنشاء غرفة التنسيق الأمني العربي المشترك ..و إنشاء صندوق عربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات،وتشكيل لجنة وزارية عليا مفتوحة العضوية من العراق و البحرين والجامعة العربية وكل الدول العربية الراغبة لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخلافات
(مشاركة دولية واسعة)
ويحضر القمم ممثلون عن 20 منظمة عربية ودولية، من أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة، فيما يشارك رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كضيف شرف، في خطوة تعكس اهتمام المجتمع الدولي بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
(“إعلان بغداد” المنتظر)
ومن المنتظر أن تُختتم القمم الثلاث بإصدار “إعلان بغداد”، الذي يتضمن مواقف القادة العرب تجاه مختلف القضايا السياسية والأمنية والتنموية، ويعكس التزامًا جماعيًا بالتضامن العربي، والحلول السياسية، والتنمية المستدامة كأولوية استراتيجية.
ك ف
/أ ش أ/