• الرئيسان الصيني والإيراني
    الرئيسان الصيني والإيراني

القاهرة في 12 أغسطس/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
تشهد العلاقات الصينية الإيرانية مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين البلدين، تتضمن إقامة تعاون شامل في مجالي الأمن والاقتصاد، يمتد لأكثر من 25 عاماً، تعتبره إيران فرصة مهمة للنمو الاقتصادي، وللاستقرار والسلام في المنطقة، وكسر الحصار الأمريكي عليها، فيما تعتبره الصين أفاقاً واعدة نحو فتح طريق حرير جديد بين إيران والصين، وتخفيف الضغط عن مصالح الصين الأساسية.
إن الحديث عن التحالف والتعاون الاستراتيجي المزمع بين الصين وإيران ليس وليد اللحظة الراهنة، حيث أعلن الرئيس الصيني في فبراير 2016 في زيارته إلى طهران عقب توقيع الاتفاق النووي الإيراني، عن عزم البلدين الدخول في مفاوضات بغرض إبرام اتفاقية تعاون شاملة مدتها 25 عاماً، وهذا ما اعتبره المرشد الأعلى في إيران أمراً صحيحاً وحكيماً، أي إن الإعلان الرسمي عن هذه الاتفاقية جرى منذ أربعة سنوات، ولم يكن تسريباً بل إعلاناً صريحاً لشراكة إستراتيجية ستمتد إلى ربع قرن في عالمٍ سريع التغيير.
فضلاً عن أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران والصين تناولها المسؤولون الإيرانيون مراراً، وتحدث عنها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وأكد رئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، في معرض حديثه عن أن برنامج المجلس يتضمن تغيير الاستراتيجية وتحديث قطاع التجارة الخارجية والصادرات غير النفطية بصورة أساسية، أن بلاده يمكنها تفعيل التعاطي مع الجيران والتسويق الإقليمي، ودخول مرحلة جديدة من التعاطي مع أوروبا، وبناء علاقات قوية واستراتيجية مع الشرق.
دعم الاقتصاد والأمن أيضاً
من منطلق الرؤية الصينية لسبل مواجهة الولايات المتحدة، والتقائها بحاجة طهران إلى مواجهة استراتيجية الضغوط القصوى عليها من قبل واشنطن، وتأسيساً لعلاقاتٍ استراتيجية مهمة للبلدين الساعيين إلى أداء سياسي مستقل عن الإرادة الأميركية الدائمة التدخل، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي عن خارطة طريق للتعاون الاستراتيجي بين الصين وإيران، تمّ توقيعها خلال زيارة الرئيس الصيني الأخيرة إلى طهران، وصادقت عليه الحكومة الإيرانية في يونيو الماضي.
يتضمن الاتفاق الذي جرت صياغته بين الحكومتين الصينية والإيرانية شراكة اقتصادية وأمنية شاملة يمكن أن تمهد الطريق أمام استثمارات صينية بأكثر مِن 400 مِليار دولار في البنى التحتية الإيرانية وقطاع الطاقة، وسكك الحديد والموانئ والصناعات العسكرية، وسيكون المقابل الذي ستحصل عليه الصين إمدادات نفطية رخيصة ومنتظمة لحوالي 25 عاما.

لمتابعة تقارير وتحليلات مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/