• ترامب وبايدن
    ترامب وبايدن

القاهرة في 21 يوليو/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
ستظل قضايا الشرق الأوسط دائماً عاملاً محوريا في السباق بين مرشحى الرئاسة الأمريكية، إلى جانب القضايا الحياتية التي تمس حياة الناخب الأمريكي، وسط تناقضات حادة بين الجمهوريين والديمقراطيين وبين ترامب وبايدن، من أجل الوصول إلى البيت الأبيض.

ورغم أن منطقة الشرق الأوسط تحكمها ثوابت في السياسة الخارجية الأمريكية منذ عقد من الزمن، منها: القرار الأمريكي بالتحول نحو آسيا وإعطائها الاهتمام الأكبر، واعتماد واشنطن السياسة الانتقائية حيال قضايا الشرق الأوسط بمعنى التدخل وفق معيار تقدير المصلحة الأمريكية وقوة العلاقة مع الحليف وأخيراً أمن إسرائيل، إلا أنها بقضاياها ستظل مجالاً للسجالات الأمريكية بين المتنافسين.

ويبدو أن استراتيجية التعاطي المطروحة مع الملف الإيراني ستكون هذه المرة عاملاً مفصلياً في إشعال حدة المنافسة بين بادين وترامب، على خلفية الاتفاق استراتيجي الذي تم توقيعه مؤخراً بين إيران والصين مدته 25 عاماً، الأمر الذي يقلب طاولة المعادلات السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة، ويمنح الصين فرصاً لبسط النفوذ والتغلغل في الشرق الأوسط، مما يخلق متغيرات تقلب التوازن الجيوسياسي فيها عبر بسط سيطرة الصين وروسيا المستفيدة من الاتفاق على مقدرات المنطقة.

ووفقاً للمتخصصين في الشأن الأمريكي، لا تُعتبر السياسة الخارجية عاملاً حاسماً في الانتخابات، إلا إذا شعر الأمريكيون بخطر داهم، في حال تصاعدت وتيرة الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران بشكلٍ حاد، مؤديةً إلى أعمال إرهابية، أو هجمات سيبرانية، أو تهديدات بشن هجمات بالأسلحة النووية، في هذه الحالة ستشكل السياسة الخارجية عندئذ مسألة انتخابية كبرى.

ويرى مراقبون أن إسرائيل ستشكل على الأرجح مسألة انتخابية، لأن الرئيس دونالد ترامب سيبذل قصارى جهده لضمان ذلك، إذ يبدو أن خطة السلام التي أعلن عنها في يناير الماضي، التي تشجع إسرائيل على ضم الكثير من أراضي الضفة الغربية، تم تصميمها للمساعدة على إعادة انتخاب كل من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لذا من المتوقع أن يتعمد ترامب إثارة الخلافات مع جو بايدن المرشح الديمقراطي حول إسرائيل، سعياً منه إلى حشد الدعم في أوساط الأمريكيين الإنجيليين (الذين يشكلون حوالى ربع الناخبين).

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/