• اليوم العالمي للامتناع عن التدخين
    اليوم العالمي للامتناع عن التدخين

القاهرة في ٢٨مايو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في كل مكان في 31 مايو من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه. ويعد تعاطي التبغ أهم سبب منفرد للوفيات التي يمكن تفاديها على الصعيد العالمي علماً بأنه يؤدي حالياً إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم. ويكمن الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين في المساهمة في حماية الأجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المدمرة، بل وأيضاً من المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.ويأتي الاحتفال هذا العام 2020 تحت شعار " انكشف سر دوائر صناعة التبغ" ، حيث ستدحض الحملة العالمية مزاعم دوائر صناعة التبغ وتفضح الأساليب الملتوية التي تستخدمها، وستزود الشباب بالمعارف اللازمة للكشف بسهولة عن محاولاتها التلاعب بهم وتمنحهم الأدوات اللازمة لرفض هذه الأساليب، وتمكنهم بذلك من التصدي لها. وتدعو المنظمة جميع الشباب إلى الانضمام للمعركة حتى يصبحوا جيلاً خالياً من تعاطي التبغ.
ويسفر التبغ عن مصرع أكثر من 8 ملايين شخص في العالم كل عام. وينجم ما يربو على 8 ملايين حالة وفاة من هذه الحالات عن تعاطي التبغ مباشرة وما يناهز 1.2 مليون حالة منها عن تعرض غير المدخنين لدخان التبغ غير المباشر. وأنفقت شركات التبغ أكثر من 8 مليارات دولار أمريكي على التسويق والإعلان. ويعتبر تدخين التبغ عاملاً معروفاً من عوامل خطر الإصابة بعدة أمراض تنفسية ويزيد وخامة هذه الأمراض. وقد تبين من استعراض للدراسات أجراه خبراء في مجال الصحة العمومية دعتهم المنظمة إلى الاجتماع في 29 أبريل 2020 ، إلي أن المدخنين هم أكثر عرضة على الأرجح للإصابة بمضاعفات وخيمة عند إصابتهم بمرض كوفيد-19 مقارنة بغير المدخنين.

ويحتفل باليوم العالمي لمكافحة التبغ في 31 مايو من كل عام حيث أقرت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي لمكافحة التبغ في 1987. وهي المناسبة التي تسعى للفت النظر العالمي نحو الآثار السلبية والضارة للتبغ والتدخين وآثاره السيئة على الصحة العامة وتذكير الشعوب بالمخاطر التي يسببها التدخين سواء على حياة الأفراد أو على النواحي الاقتصادية للأسر والمجتمعات معا أو حتى على الثروات الحرجية والمحاصيل الزراعية التي تتعرض للحرائق بفعل لفافة تبغ يلقيها عابث ولتفعيل إجراءات المكافحة والسيطرة على هذا الوباء الخطير. ومنذ 1988 قدمت منظمة الصحة العالمية أكثر من جائزة في اليوم العالمي لمكافحة التبغ إلى منظمات وأشخاص قدموا اسهامات استثنائية وفعالة لغرض مكافحة التبغ. وفي 31 مايو 2008 دعت المنظمة الدولية لحظر تام ونهائي على اعلانات السجائر، حيث قالت المنظمة أن الدراسات أثبتت أن هناك علاقة قوية بين اعلانات منتجات التبغ والسجائر وبين بدايةالتدخين.

لقد عملت صناعة التبغ عمداً على مدى عقود على تكتيكات إستراتيجية وعدوانية وجيدة الموارد لجذب الشباب إلى منتجات التبغ والنيكوتين. تكشف وثائق الصناعة الداخلية عن أبحاث متعمقة ومناهج محسوبة مصممة لجذب جيل جديد من مستخدمي التبغ ، من تصميم المنتج إلى الحملات التسويقية التي تهدف إلى استبدال ملايين الأشخاص الذين يموتون كل عام من الأمراض التي تعزى إلى التبغ بمستهلكين جدد وهم الشباب.
واستجابة للتكتيكات المنهجية والعدوانية والمستدامة للصناعات ذات الصلة لجذب جيل جديد من مستخدمي التبغ ، سيوفر اليوم العالمي بدون تدخين 2020 حملة تسويقية مضادة وتمكين الشباب من المشاركة في مكافحة التبغ الكبير. وستعمل الحملة العالمية لليوم العالمي بدون تدخين 2020 على: فضح الخرافات وكشف تكتيكات التلاعب التي تستخدمها التبغ والصناعات ذات الصلة ، ولا سيما تكتيكات التسويق التي تستهدف الشباب ، بما في ذلك من خلال إدخال منتجات جديدة ونكهات ونكهات وميزات جذابة أخرى ؛ تزويد الشباب بالمعرفة حول نوايا وتكتيكات الصناعات ذات الصلة وتكتيكاتها للربط بين الأجيال الحالية والمقبلة على منتجات التبغ والنيكوتين ؛ وستقوم بتمكين المؤثرين (في الثقافة الشعبية ، على وسائل التواصل الاجتماعي ، في المنزل ، أو في الفصول الدراسية) لحماية الشباب والدفاع عنه وتحفيز التغيير من خلال إشراكهم في مكافحة التبغ الكبير.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2020، إلي أنه يوجد بأنحاء العالم أجمع 1.3 مليار شخص من متعاطي التبغ، وهو رقم من شأنه أن يزداد أيضاً إن لم يقتل التبغ نصف متعاطيه والذي يزهق فعلاً روحاً واحدة أخرى منهم كل أربع ثوان. وقد أسفرت ممارسات التدليس وتكتيكات المخادعة التي اتبعتها دوائر صناعة التبغ طوال عقود من الزمن عن إسقاط متعاطي التبغ في حبائل النيكوتين وإدمان التبغ، مما أدى إلى انتشار هذا الوباء العالمي. وتجند دوائر الصناعة هذه التي تمتلك مليارات الدولارات متعاطين جدد للتبغ والنيكوتين لمكافأة المستثمرين بأكبر قدر ممكن من الأرباح وصون أنشطتها التجارية. وتزيد بشكل مطرد دوائر صناعة التبغ ودوائر الصناعة المرتبطة بها من أنشطة تصيدها لفرائسها من الأطفال والمراهقين واستخدام تكتيكات للإعلان عن منتجاتها بين صفوفهم واستهدافهم مباشرة بطائفة جديدة من تلك المنتجات التي تهدد صحتهم. وتتحرك دوائر صناعة التبغ هذه بسرعة كبيرة لطرح منتجاتها القائمة حالياً والجديدة وتستخدم كل الوسائل لزيادة حصتها بالأسواق قبل تمكن اللوائح من مجاراتها. وتواصل دوائر صناعة التبغ ودوائر الصناعة المرتبطة بها معارضتها للتدابير المسندة بالبينات، مثل زيادة ضرائب البيع وفرض حالات الحظر الشامل على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، وتهديدها باتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومات التي تسعى إلى حماية صحة مواطنيها.
وقد تدنت معدلات مقبولية المجتمع للتبغ عقب تزايد الوعي بالأضرار الناجمة عن تعاطيه وتكثيف جهود مكافحته طوال العقد الماضي، ممّا حفز دوائر صناعته على إعادة النظر في تكتيكاتها القديمة لاستعادة سمعتها المشوهة وضمان إيجاد جيل جديد من متعاطيه. وقامت دوائر صناعة التبغ بمحاولات مدروسة جيداً ومحسوبة الخطى لإعادة تصميم منتجاتها وتسميتها مجدداً صوناً لربحيتها. وأدخلت مرشحات السجائر ومنتجات التبغ المسماة "الخفيفة" و"اللطيفة" بوصفها بدائل للإقلاع عن التدخين، وتقليل تصورات متعاطي التبغ عن مخاطرها وأضرارها، وتقويض السياسات الفعالة لمكافحة التبغ. وتواصل اليوم دوائر صناعة التبغ ممارسات تسويقها المضللة هذه وتدعو إلى اتباع نهج تقليل الأضرار الناجمة عن التبغ بواسطة منتجات جديدة من قبيل نظم إيصال مواد النيكوتين إلكترونياً ونظم إيصال مواد غير النيكوتين إلكترونياً، والتي تُطلق عليها عادة تسمية "السجائر الإلكترونية" ومنتجات التبغ المسخن.

أ ش أ