• كورونا والعالم
    كورونا والعالم

القاهرة في 7 أبريل/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

كشفت جائحة كورونا عن أسوأ حرب تواجه العالم، إنها ليست حرب الأسحلة والمعدات العسكرية الفتاكة، وإنما هي حرب الفيروسات القاتلة التي تستلزم حشد التعاون العالمي للمواجهه باعتبار العدو مصدره واحد، وبالتالي فالعالم بحاجة إلى تعبئة الموارد بصورة تشبه الاستعداد للحرب.

ومثلما لعبت الأحداث الكبرى دور دافعاً للتغيير عكس إرادة المجتمعات، وضد رغبتها في التسريع بوتيرة التغيير، أحدثت كورونا دوياً عالمياً وتركت أثاراً أبشع مما تركته الحروب وعلى كل المستويات، من الحجر والعزل وفقدان الكثير من الوظائف، وإحاث هزات عنيقة في اقتصاديات الدول، وتهديد الأمن.

ولعل هذه التحديات والمخاطر، حملت في ثناياها محفزات عالمية نحو التوحد ونبذ العنف ووضع الخطط وبرامج العمل للانتقال إلى المستقبل، وفق رؤية واستراتيجية عالمية موحدة لمجابهة تداعيات جائحة كورونا، ناهيك عن المحفزات على مستوى كل دولة على حده، والتي تمثل أهمها في تبني الجيل الجديد من التقنية، وتطبيق مفاهيم التسوق الإلكتروني، والتعليم المرئي، والعمل من المنزل، وتأهيل الجامعات والمدارس والمحاكم إلكترونياً، والاستعانة بالمزيد من الممكنات التقنية والذكاء الاصطناعي في إدارة المزارع والمصانع والمدن والشوارع.

متطلبات وركائز

ثمة متطلبات وركائز داعمة وأساسية لتدشين استراتيجية عالمية موحدة لمجابهة تداعيات وباء كورونا يمكن من خلالها توحيد الجهد والموقف ومن قبلها الآليات والمرتكزات وهذه الركائز هي:

أولاً: مع التسليم بأن هذه الجائحة ستعيد تشكيل العالم، وهو ما يعني تغيير موازيين القوى في هيكل النظام العالمي المستجد، فقد لاتكون معايير القوى في التسلح والطائرات والجيوش العسكرية بقدر ما تقاس قوة الدول بتقدمها العلمي وانفاقها على منظومة الأبحاث العلمية والطبية، فقد كانت جائحة كورونا كاشفة عن مدى قدرة الدول على استيعاب الأزمة وإدارتها بشكل يتسق مع قرارات منظمة الصحة العالمية.

ومن هنا تعتبر ركيزة حشد الموارد لإنتاج علاجات جديدة ولقاح مضاد للفيروس أولى الآليات المهمة في هذا الشأن، مع أهمية النظر إلى ذلك باعتباره منفعة عامة عالمية، فبدلاً من الصراع العالمي حول تطوير لقاحات وأمصال طبية تعالج هذا الفيروس، وتعليق الدول آمالاً بأن مثل هذا النجاح الطبي المنتظر، يحجز لها مكانة دولية في مقدمة دول العالم، يقتضي الأمر توحيد الجهود العالمية،لأن المنافسة الآن تزداد بين مخابر علم الفيروسات وصناعة الأدوية، في مختلف العواصم عبر العالم، للتوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا، وخاصة بين فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/