• الهند وماليزيا
    الهند وماليزيا

القاهرة في 3 أبريل/أ ش أ/ تحليل: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
تشهد العلاقات بين الهند وماليزيا انفراجه جديدة تؤشر إلى عودة الدفء بينهما خلال الفترة المقبلة ، رغم انشغال البلدين والعالم بجائحة كورونا الكارثية والتي خلفت حتى الآن ما يناهز المليون مصاب وأكثر من ستة وأربعين ألفاً من الوفيات، والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنها أسوأ أزمة عالمية منذ تأسيس الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ٠
تأتي هذه الانفراجه الجديدة بين نيودلهي وكوالالمبور على خلفية حكومة ماليزية جديدة برئاسة محي الدين ياسين، تعمل على إصلاح العلاقات مع الهند، في ظل توترات سياسية شهدتها الحكومة الماليزية.
حكومة ماليزية جديدة
شهدت ماليزيا أواخر فبراير الماضي أزمة سياسية ناتجة عن انهيار "ميثاق الأمل" وهو اسم الائتلاف الذي أعاد مهاتير محمد في عام 2018 إلى السلطة وضم عدداً من معارضيه السابقين بينهم أنور إبراهيم، وسيطرت العلاقات المتوترة بين أنور إبراهيم ومهاتير محمد، على مشهد الحياة السياسية في ماليزيا لأكثر من 20 عاماً، لكن الاثنين تحالفا في 2018 لإسقاط رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق.
وفتحت استقالة مهاتير (94 عاماً)، باب المفاوضات لتشكيل تحالف حاكم جديد، ووفقاً للنظام الماليزي، يختار الملك رئيس الوزراء الجديد، لكن يجب أن يحصل على تأييد غالبية النواب، وقام ملك ماليزيا بتسمية وزير الداخلية السابق محي الدين ياسين رئيساً للوزراء، وأدى اليمين في الأول من مارس وانضم إلى حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو (أومنو)، الذي هُزم في الانتخابات العامة لأول مرة على الإطلاق في 2018، وحزب "المؤتمر الوطني الماليزي الموحد" وهو حزب إسلامي راديكالي ينتمي إليه نجيب رزاق.
يرى مراقبون أن محيي الدين ياسين، على ما يبدو، ضاق بدوره الوازن بين "المنافسين الكبيرين" مهاتير محمد وأنور إبراهيم، إذ إنهما أسسا تحالفهما على تعهد أُعلن عام 2018 - كان يقبله ياسين - بتبادل مقعد رئيس الوزراء بينهما بعد عامين، ليكون الدور أولاً لمهاتير، ويعقبه إبراهيم. غير أنه ومع قرب حلول موعد الاستحقاق ناور مهاتير رئيس الوزراء التاريخي للبلاد (1981 - 2003) بتقديم استقالته باحثاً عن ثقة برلمانية جديدة يتملص بها من تعهده القديم وينال شرعية لا ينازعه أحد عليه، لكن الرياح جرت بما تشتهي سفن ياسين، فقرر ملك البلاد تكليفه متخلصاً من ثنائية مهاتير – إبراهيم.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/