• كورونا
    كورونا

القاهرة في 26 مارس/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

بات المشهد العالمي الآن مؤلماً بسبب تفشي فيروس كورونا "كوفيد 19"، وتداعياته المهلكة ليس فقط للبشر وتعرضهم للوفاة أو الإصابة، إنما لاقتصاد مختلف دول العالم، وتوجيهه نحو توفير ملآذات آمنة للبشرية من هذه الجائحة التي طغت على العالم بأكمله نامية قبل متقدمة.

والواضح أن المشهد العالمي اليوم يتداعى مع جائحة كورونا التي عزلت الدول عن بعضها البعض، وتعمل بشكل واضح على إعادة رسم الاقتصاد والجغرافيا والكثير من القيم الإنسانية.

جراء ذلك يصبح الاحتراز هو المطلوب سواء من قبل الدول أو المجتمعات والأفراد في سبيل تلافي هذه الأزمة العالمية التي لم يبق من مكان في العالم إلا وتأثر بها ابتداء من الدول إلى الشركات الكبيرة والمنظمات والموظفين وغيرهم.

إنَ العالم يحتاج اليوم إلى التكاتف الكبير لأجل الخروج من هذه المحنة التي وضعت الأنظمة الصحية العالمية في محك اختبار كبير لم تتعرض له من قبل تاريخيا، كما أن المقارنات بالماضي قد لا تجدي، في الأوبئة التاريخية والقديمة، والسبب أن عالم اليوم في القرن الحادي العشرين اتسم بميزة هي العولمة والانفتاح وسرعة التنقل، وهو ما يجعل نقل الفيروسات والأضرار تتسع في البلدان وهذا ما شكل جوهر الأزمة، بخلاف العالم القديم حيث كانت الإشكالات تنحصر في أمكنة محددة.

ولكن المؤكد أن الدولة تظل هي خط الدفاع الأول أمام المخاطر العابرة للحدود، وترتبط كفاءة جهودها في مواجهة مثل هذه الأزمات بقوة البنية التحتية، والخبرات العلمية، والقدرات الحكومية المتاحة لها.

مراجعات ودعوات

إن هذه الأزمة التي تعرض اقتصادات الدول والأنظمة الصحية والمعارف والقيم التقليدية والثقافية وغيرها إلى العديد من الأسئلة والاستفهامات، تفتح من ناحية أخرى بوابة لإعادة المراجعة والتفكير في مكتسبات التجربة البشرية عبر فكرة العولمة والحياة الإنسانية الحديثة بشكل عام.

فالإجراءات التي اتخذتها العديد من الدول لمواجهة الأزمة، كشفت عن هلامية واحتمالية توقف عجلة العولمة عن الدوران، وإغلاق الحدود، ووضع القيود على حركة الأشخاص، فضلاً عن ضررها بالقطاعات الرئيسية الغنية بالوظائف مثل السياحة والضيافة والتجزئة، مما قد يؤدي إلى زيادة البطالة وتخفيض الأجور.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/