• بوتين وأردوغان
    بوتين وأردوغان

القاهرة في 4 مارس/أ ش أ/ تحليل: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)
من الممكن أن تشكل القمة الروسية التركية، المقررة عقدها غدا /الخميس/ في موسكو، فرصة تاريخية لموسكو وأنقرة للتوصل إلى تفاهم بشأن تفاقم الأوضاع في إدلب، وتحسين شروط التفاهم بينهما في شمال غربي سوريا بعد انتهاء المهلة التي حددها أردوغان لشن عملية عسكرية وإعادة قوات الحكومة السورية إلى وراء خطوط اتفاق سوتشي.
ومع شدة المواجهات العسكرية بين القوات التركية والقوات السورية، تدخلت روسيا في شمال سوريا وجنوبها، لتخفيف التوتر الميداني في بعض الجبهات، وتبادلت قوات النظام السوري وقوات المعارضة المدعومة من أنقرة السيطرة على سراقب مرتين في أقل من شهر، وهو ما يعكس أهميتها، سواء كبوابة لمدينة حلب الشمالية التي تسيطر عليها الحكومة السورية، أو لمدينة إدلب في الغرب التي تسيطر عليها المعارضة، إضافة إلى وقوعها على طريقي حلب - دمشق وحلب - اللاذقية.
كانت التوترات قد تصاعدت في شمال غرب سوريا، في أعقاب مقتل 33 جنديا تركيا في هجوم لقوات النظام السوري المدعومة بالطيران الروسي يوم 25 فبراير 2020، ليرتفع قتلى الجيش التركي في إدلب إلى 54 على الأقل في فبراير وحده، فيما ردت القوات التركية بهجمات ضد مواقع لقوات النظام السوري.
بينما أظهرت موسكو نيتها لحزم هذه الأمور رداً على تركيا، معلنة عن إرسال سفينتين مزوّدتين بصواريخ من طراز كاليبر إلى المياه قبالة الساحل السوري، الأمر الذي اعتبره محللون مؤشراً على رغبة موسكو في أنها لن تسمح للقوات الحكومية السورية بالتراجع إلى حدود سوتشي، بل مستعدة لجميع الخيارات بما فيها التدابير العسكرية، وهو ما يتسق مع أهداف تحركات موسكو في المنطقة لزيادة مكتسبات القوات النظامية السورية، وبالتالي دفع القوات التركية والفصائل الموالية لها إلى الخطوط الخلفية، وتأمين أكبر قدر من مساحة محافظة إدلب التي يُفترض أنها مشمولة باتفاق روسي تركي سابق لخفض التصعيد.
كشفت المعارك العسكرية فوق الأراضي السورية وتحديداً في إدلب بشكل مباشر حقيقة المعادلات السياسية المسيطرة على الوضع فى سوريا، حيث بدا واضحاً أن قوة الفصائل المسلحة التي تواجه قوات النظام السوري على الأرض هي بالأساس من القوات التركية، وأن قوة النظام السوري هي مدعومة بالأساس من القوات الروسية، وأن الاشتباكات التي جرت بين الجيشين السوري والتركي، بعثت برسالة بأن ثمة توازن للقوى على الأرض السورية، أي بين روسيا وتركيا.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/