• االقصف الصاروخي الإيراني استهدف قاعدتين عسكريتين في العراق
    االقصف الصاروخي الإيراني استهدف قاعدتين عسكريتين في العراق

القاهرة في 8 يناير /أ ش أ/ تحليل إخباري: شحاتة عوض (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

فجر اليوم /الأربعاء/ وقبل أن يوارى جثمان قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الثرى في مسقط رأسه في مدينة كرمان وسط البلاد، شنت إيران هجوما صاروخيا استهدف قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، معلنة أن هذا الهجوم جزء من الرد "الانتقام" الإيراني على اغتيال الولايات المتحدة لسليماني ومجموعة من رفاقه في العراق قبل أيام.
واستهدف الهجوم الصاروخي الإيراني قاعدة "عين الأسد" العسكرية في محافظة الأنبار غربي العراق، والتي تعد أكبر القواعد العسكرية التي تضم قوات أمريكية إلى جانب قوات من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق، بينما استهدفت الموجة الثانية من الهجوم قاعدة عسكرية أخرى تتواجد بها قوات أمريكية في مدينة أربيل بإقليم كردستان شمالي العراق.
وبينما تبنى الحرس الثوري الإيراني الهجوم الصاروخي، في بيان له أعلن استهداف قاعدة "عين الأسد" للقوات الأمريكية في العراق بعشرات الصواريخ الباليستية "أرض-أرض"، وذلك في إطار الثأر لمقتل قاسم سليماني ورفاقه.. وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) أنها تقيم الأضرار وتدرس سبل "الرد" على هذه الضربة.
ومن جانبه، قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نتائج الهجوم الصاروخي الإيراني على قوات بلاده في العراق، مؤكدا أن "كل شيء على ما يرام حتى الآن"، وقال "يجرى الآن تقييم الخسائر والأضرار التي حدثت.. وحتى الآن الأخبار جيدة جدا".
ورغم الضجيج الإعلامي الواسع الذي رافق وأعقب الهجوم الصاروخي الإيراني، إلا أن هذا الهجوم حمل رسائل ودلالات رمزية تتجاوز في أهميتها نتائجه الحقيقية على الأرض، فقد اختار الإيرانيون الرد على مقتل رجلهم القوي قاسم سليماني في نفس المكان "العراق" وتوقيت مقتله "الساعات الأولى من صباح الأربعاء"، كذلك فإن استهداف أكبر قاعدة عسكرية بها قوات أمريكية في العراق، وهي قاعدة "عين الأسد " كان رسالة أخرى للأمريكيين بأن يد طهران قادرة على الوصول إليهم، كما كان لتنفيذ هذا الهجوم قبل دفن سليماني دلالة رمزية أخرى على تصميم طهران أن يتم الثأر له قبل أن يوارى الثرى.
ولكن على صعيد النتائج والخسائر التي أسفر عنها الهجوم على الأرض، فإن المؤشرات تظهر، حتى الآن على الأقل، أن الخسائر تبدو محدودة وتقتصر على الأضرار المادية فقط دون وقوع خسائر بشرية، فرغم ما أعلنه التلفزيون الإيراني عن سقوط عشرات القتلى الأمريكيين جراء الهجوم الصاروخي، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين أمريكيين أن القصف لم يؤد إلى إصابات في صفوف القوات الأمريكية.
كما أفادت القوات المسلحة الدانماركية، على موقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، بأن الهجوم الصاروخي على قاعدة "عين الأسد" الجوية في العراق لم يسفر عن مقتل أو إصابة أي من الجنود الدانماركيين في القاعدة ضمن التحالف الدولي لمحاربة (داعش) في العراق وسوريا.
وعدم سقوط قتلى أو خسائر في صفوف القوات الأمريكية في القاعدتين العسكريتين اللتين استهدفهما الهجوم الصاروخي الإيراني، يوضح -كما يرى محللون- أن طهران وإن كانت مصممة على الرد على مقتل قاسم سليماني إلا أنها بدت حريصة على أن يكون هذا الرد محدودا ولا يستفز الولايات المتحدة بشكل يدفعها للرد بصورة أعنف.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط ،يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/ أ ش أ /