• العراق
    العراق

القاهرة في 9 يناير/أ ش أ/ تحليل كتبه: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

تشير التطورات المتتالية والمتسارعة للتصاعد الحاد في العلاقات بين أمريكا وإيران، إلى أن العراق باتت ساحة المواجهة المباشرة بين واشنطن وطهران، وذلك على خلفية الرد الإيراني لمقتل قاسم سليماني فى غارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، يوم الجمعة الماضى ، بإعلانها أنها أطلقت 22 صاروخاً على قاعدة "عين الأسد" في الأنبار وقاعدة "حرير" في أربيل، مع تأكيد خامنئي بمواصلة استهداف القوات الأمريكية "حتى خروجها من المنطقة".

وفي أعقاب القصف الإيراني لقواعد عسكرية أمريكية في العراق، أعلنت قوات أجنبية في العراق انسحابها أو إعادة نشرها، فضلا عن إجراءات أخرى لزيادة التأهب في صفوف القوات الأمريكية والغربية في أنحاء الشرق الأوسط.

ومع تعقد المشهد السياسي وشيوع الضبابية للموقف الأمريكي حول حجم الخسائر التي لحقت بالقوات الأمريكية في العراق، بالتزامن مع إعلان العراق عن ضرورة إنهاء القوات الأجنبية على أراضيها، تناست كل من أمريكا وإيران أن المواجهة بينهما باتت على الأراضي العراقية، لما لها من سيادة على الأرض، وتباعد رؤى القوى السياسية في العراق بشأن وجود القوات الأجنبية.

وسارعت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" إلى نفي التقارير التي تفيد بأن الجيش سينسحب من العراق في أعقاب تصويت البرلمان العراقي على قرار غير ملزم يطلب من الحكومة إخراج القوات الأجنبية، ردا على اغتيال الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني على الأراضي العراقية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر: "لا قرار بالمغادرة، ولم نصدر أي خطط للمغادرة أو الاستعداد للمغادرة، نحن ملتزمون بمهمة هزيمة داعش في العراق إلى جانب حلفائنا وشركائنا".

يشار إلى أن احتلال أمريكا للعراق فى ٢٠٠٣ وإسقاط صدام حسين، وبزعم أمريكي لنشر الديمقراطية، قد أسفر بعد ستة عشر عاماً عن تغلغل إيران في كل مفاصل الدولة العراقية، وبروز القوى والأحزاب الطائفية، وتشجيع المنظمات الإرهابية، وفى النهاية اقتحام مجموعات عراقية موالية لإيران للسفارة الأمريكية فى بغداد، ومحاولة إحراقها، ثم تصويت البرلمان العراقي قبل ايام على اخراج كل القوات الاجنبية فى اشارة واضحة للقوات الأمريكية.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/