القاهرة في 21 يونيو /أ ش أ/ قال الدكتور عمرو حسين الخبير في العلاقات الدولية إن وحدة الصف العربي تظل هي الضمانة الأهم لصيانة الاستقرار والحفاظ على السيادة الوطنية للدول.
وأضاف الدكتور عمرو حسين - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) اليوم /السبت/ - أن الدورة غير العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب التي عقدت أمس في اسطنبول وما صدر عنها يمكن وصفه بأنه تحرك عربي في لحظة فارقة، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى موجة جديدة من العنف غير المحسوب، وتفاقم التوتر بين القوى الإقليمية والدولية.
وتابع أن الأوضاع الإقليمية المعقدة والتطورات المتسارعة والملتهبة التي تشهدها عدة بؤر ساخنة في منطقة الشرق الأوسط، تتطلب ضرورة تكثيف التشاور وتوحيد المواقف لتدارك أية محاولات للنيل من استقرار الدول العربية أو العبث بأمنها القومي الجماعي.
وذكر أن الاجتماع كان بمثابة رسالة قوية مفادها أن العالم العربي يرفض أي خرق لسيادة الدول، حيث جاء الاجتماع تعبيرًا عن إدراك عربي مشترك لخطورة التدهور الأمني الذي قد يتسبب في إشعال صراعات أوسع نطاقًا تتجاوز حدود الدول المستهدفة.
وأعرب حسين، عن تقديره العميق لما تضمنه البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، والذي جاء ليعكس بوضوح وحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المتعاظمة التي تمر بها المنطقة، ويبرهن على أن التضامن العربي لا يزال حاضرًا كقيمة عليا وركيزة أساسية لحفظ استقرار الإقليم وصون مقدرات شعوبه.
وأضاف أن بيان وزراء الخارجية العرب أعاد التأكيد على المبادئ الأساسية للسياسة العربية المشتركة، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والعمل على تسوية النزاعات بالطرق السلمية، بعيدًا عن أية إملاءات أو ضغوط خارجية.
وأوضح أن ما ورد في البيان بشأن مركزية القضية الفلسطينية يؤكد من جديد أن فلسطين ستظل قضية العرب الأولى مهما تزايدت الأزمات الأخرى أو تعددت الملفات، مشيدًا بما تضمنه البيان من دعوة جادة للمجتمع الدولي من أجل التحرك العاجل لحماية الشعب الفلسطيني ووقف آلة القمع والاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها، وكذلك مطالبة القوى الكبرى بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه إنهاء الاحتلال، وفتح أفق سياسي حقيقي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن الاجتماع في حد ذاته يحمل رسالة واضحة مضمونها أن الخلافات البينية يجب ألا تُعيق العمل العربي الجماعي ولا تمنع من صياغة رؤية موحدة تجاه التحديات التي تهدد المنطقة.
ونوه حسين إلى ضرورة وضع خطة عمل واضحة تتضمن آليات زمنية وإجراءات محددة لتعزيز التعاون العربي في المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية والإعلامية، بما يحصّن الدول العربية من التدخلات الخارجية ويعزز قدرتها على مواجهة الأزمات بفاعلية أكبر.
واختتم الدكتور عمرو حسين تصريحه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب من جميع الدول العربية اليقظة الدائمة وتغليب صوت الحكمة والدبلوماسية والحوار، مشددًا على أن التحديات التي تواجه المنطقة لم تعد تقف عند حدود دولة بعينها، بل باتت ذات طابع عابر للحدود، وهو ما يستدعي مقاربة عربية شاملة قائمة على الشفافية والمرونة والاستجابة السريعة لمتطلبات الأمن القومي الجماعي.
ف س ع
/أ ش أ/
خبير علاقات دولية لـ"أ ش أ": وحدة الصف العربي تظل الضمانة الأهم لصيانة الاستقرار والحفاظ على سيادة دول المنطقة
مصر/الجامعة العربية/تصريح/سياسة
You have unlimited quota for this service