• اليوم الدولي للمهاجرين
    اليوم الدولي للمهاجرين

القاهرة في 17ديسمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم غدا (الأربعاء) اليوم الدولي للمهاجرين ، حيث تعتبر الهجرة، عامل من العوامل القوية التي تحرك النمو الاقتصادي، وتحفز النشاط وتسهم في التفاهم؛ فهي تتيح لملايين الناس البحث عن فرص جديدة، وهذا يعود بالنفع على مجتمعاتهم الأصلية، والمجتمعات التي تحتضنهم على حد سواء. وتشير التقديرات الحالية إلى أن هناك 272 مليون مهاجر دولي على مستوى العالم (أو 3.5% من سكان العالم). في حين أن الغالبية العظمى من الناس في العالم لا يزالون يعيشون في البلد الذي ولدوا فيه ، فإن المزيد من الناس يهاجرون إلى بلدان أخرى ، وخاصة تلك الموجودة في منطقتهم. والعديد من الآخرين يهاجرون إلى البلدان ذات الدخل المرتفع التي هي أبعد من ذلك. والعمل هو السبب الرئيسي الذي يجعل الناس يهاجرون دوليا ، ويشكل العمال المهاجرون غالبية كبيرة من المهاجرين الدوليين في العالم ، حيث يعيش معظمهم في بلدان مرتفعة الدخل. ولقد وصل التشرد العالمي إلى مستوى قياسي ، حيث بلغ عدد النازحين داخلياً أكثر من 41 مليون وعدد اللاجئين قرابة 26 مليون.
وتعود فكرة اليوم الدولي للهجرة (المهاجرين) للمنظمات الآسيوية، التي حددت يوم 18 ديسمبر يوماً للتضامن مع المهاجرين، وتشجيع الدول للانضمام للاتفاقية الدولية لحقوق المهاجرين، وذلك في عام 1977، كما نظمت هذه المنظمات حملة على الإنترنت لدفع الأمم المتحدة لتبني يوماً دولياً للمهاجرين، وهو ما تحقق لاحقاً حيث قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال انعقادها في 4 ديسمبر عام 2000، تحديد يوم 18 ديسمبر كل عام للاحتفال باليوم الدولي للهجرة (اليوم الدولي للمهاجرين) بموجب القرار رقم 93/55.
وهو نفس الموعد الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار 158/45، الاتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم في 18 ديسمبر 1990 (تضمنت الاتفاقية تمتع العامل المهاجر بحرية العمل والضمير والدين، رفض العمل في السخرة (أي العمل من دون مقابل مادي)، حق مغادرة البلد التي سافر إليها والعودة لبلده الأصلي... إلخ. ويعتبر اليوم الدولي للمهاجرين فرصة للتعرف على المساهمات التي قدمها ملايين المهاجرين في اقتصادات البلدان المضيفة، إضافةً لتعزيز احترام حقوق الإنسان الأساسية.

وتعود كلمة المهاجر إلى الكلمة اللاتينية (Migrare)، وتعني الانتقال من مكان لآخر، وبحسب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق العمال المهاجرين الموقعة في عام 1990 يعرف العمال المهاجرين بأنهم : "الناس الذين سوف يشغلون أو شغلوا نشاطاً مقابل أجر في الدولة التي هم ليسوا مواطنين" . كما عرفت المنظمة الدولية للهجرة المهاجر بأنه : " أي شخص يتحرك أو ينتقل عبر الحدود الدولية أو داخل الدولة بعيداً عن مكان إقامته العادية، بغض النظر عن الوضع القانوني للشخص، أو إذا كانت الحركة طوعية أم قسرية، أو ما أسباب الحركة الاستقرار الدائم أو المؤقت" .

وكشف تقرير "الهجرة العالمي لعام 2020"، والصادر عن منظمة العالمية للهجرة ، حيث أشار إلي أن عدد المهاجرين الدوليين علي مستوي العالم في عام 2019 بلغ 272 مليون مهاجر ، أي 3.5 % من عدد سكان العالم . وأن 52 % من المهاجرين هم من الذكور ، و48 % من الإناث . وأن 74 % من جميع المهاجرين الدوليين كانوا في سن العمل (20-64 سنة) . وتأتي الولايات المتحدة في رأس لائحة البلدان المقصودة، بحوالي 15 مليون مهاجر، تتبعها ألمانيا بـ 13 مليون والمملكة العربية السعودية بـ 13 مليون .
وتشير المنظمة العالمية للهجرة إلى أن الرقم الإجمالي يمثل جزءاً صغيراً فقط من عدد سكان العالم، على الرغم من أنه يمثّل زيادة بنسبة 0.1% عن المستوى المشار إليه في تقريرها الأخير الذي نشر منذ سنتين. ويؤكد تقرير المنظمة العالمية للهجرة لعام 2020 ، أن هذا الرقم لا زال يمثل نسبة مئوية صغيرة من سكان العالم أي الـ 3.5 % ، مما يعني أن الغالبية الكبرى من الناس على مستوى عالمي يقيمون في البلدان التي ولدوا فيها.
ووفقا لوكالة الأمم المتّحدة يعيش أكثر من نصف المهاجرين العالميين ما يقارب الـ 141 مليون شخصاً في أوروبا وأمريكا الشمالية؛ حوالي 52 % منهم هم من الذكور وحوالي ثلثي المهاجرين يبحثون عن عمل ويبلغ عددهم تقريبا 164 مليون شخصاً. ويتابع التقرير مشيراً إلى أنَ أكثر من 40% من المهاجرين العالميين قد ولدو في آسيا أي حوالي 112 مليون شخصاً. فيما تستمر الهند بكونها أكبر بلد منشأ للمهاجرين العالميين، حيث يعيش حوالي ١٧،٥ مليون شخصاً في الخارج، وتليها المكسيك بـ 11.8 مليون شخصاً ، والصين بـ 10.7 مليون شخصاً.
كما أشار تقرير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن الحوالات المالية الدولية التي يقوم بها المهاجرين قد بلغت 689 مليار دولار في عام 2018، وكان أكبر المستفيدين منها الهند بحوالي 78.7 مليار دولار والصين بحوالي 67.4مليار دولار ، والمكسيك بحوالي 35.7مليار دولار، والفلبين بحوالي 34 مليار دولار. وتبقى الولايات المتحدة الامريكية المصدر الأول لهذه الحوالات التي بلغت قيمتها 68 مليار دولار، تليها الإمارات العربية المتحدة بحوالي 44.4مليار دولار والمملكة العربية السعودية بقيمة 36.6مليار دولار.

أ ش أ