• اليوم العالمي للغة العربية
    اليوم العالمي للغة العربية

القاهرة في 16 ديسمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة، للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو " بعد غد ( الأربعاء ) اليوم العالمي للغة العربية 2019 ، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار " الذكاء الاصطناعي واللغة العربية" ، حيث يهدف إلي معرفة مقدرة الذكاء الاصطناعي في التعامل مع اللهجات العربية المتعددة والمتباينة في البلد الواحد وفي البلدان المتعددة، وأن يتجاوز صعوبات تعدد اللفظ الواحد في اللهجات المختلفة. وتحتل اللغة العربية المرتبة الرابعة بين أكثر اللغات انتشاراً حول العالم، فيما اللغة الإنجليزية هي أكثر اللغات انتشاراً، بين جميع اللغات، بينما تتقدم العربية على جميع لغات العالم بعدد المفردات التي تجاوزت الاثني عشر مليون مفردة، الأمر الذي انعكس غنى ومرونة فائقة فيها، وقدرة على التعبير والوصف وقابلية على اكتشاف المعادلات اللغوية المناسبة من اللغات الأخرى، بحسب بحوث ودراسات مختلفة. واللغة العربية يتكلم بها أكثر من 400 مليون عربي، فضلاً من أن ملياراً ونصف المليار من المسلمين حول العالم، يحتاجون إلى استعمالها في شؤون شتى، خاصة في ما يتعلق بالقرآن الكريم والعبادات والشعائر والسنة النبوية الشريفة ومختلف فروع الفقه الإسلامي، فضلا عن تاريخ الأدب العربي الذي يضم مئات المجلدات والمصنفات والتراجم والآثار الأدبية والعلمية على مختلف فروعها.
وسوف يجتمع خبراء وأكاديميون وفنانون وممثلون عن مؤسسات متخصصة خلال الاحتفال باليوم العالمي لمناقشة الموضوعات التالية :تأثير الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية وتعزيزها ؛ حوسبة اللغة العربية ورهان المستقبل المعرفي ؛ إطلاق التقرير الإقليمي بعنوان "اللغة العربية بوصفها بوابة لاكتساب المعارف ونقلها" .
وسوف ينظم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، وبالشراكة مع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية.

وقد وقع الاختيار على يوم 18 ديسمبر، يوما عالميا للغة العربية، كونه تاريخ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي اتخذ عام 1973، بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في الأمم المتحدة، فتم اعتماد هذا التاريخ، يوماً عالميا للاحتفال باللغة العربية، كل عام. وقالت الأمم المتحدة في بيانها المعلنة فيه اللغة العربية لغة رسمية، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة"تدرك ما للغة العربية من دور هام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته. وقررت الأمم المتحدة في عام 2010، الاحتفال بلغات أعضائها الرسمية، وحددت يوم 18 ديسمبر يوماً عالميا للغة العربية. ثم كان أول احتفال باليوم العالمي للغة العربية، هو الذي أقامته عام 2012، ودعت فيه إلى الترويج الرسمي والأممي للغة العربية في هذا اليوم . وتعتقد اليونسكو، بإبداع اللغة العربية ، مؤكدة أن في العربية "آيات جمالية تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم الهندسة والشعر والفلسفة والغناء".

تعد اللغة العربية واحدة من اللغات الرسمية الست لمنظمة الأمم المتحدة ويتكلمها ما يزيد عن 420 مليون شخص. وتنطوي اللغة العربية على ثلاثة أنواع : اللغة العربية الفصحى ؛ واللغة العربية الفصحى الحديثة ؛ واللهجة العربية.
ويتعلم الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم اللغة العربية الفصحى لأسباب شخصية أو مهنية، ولا سيما لفهم الكتب الدينية والأدب العربي. وقد شهدت اللغة العربية الفصحى العديد من التغييرات مع مرور الوقت على سبيل المثال، النقاط التي أُضيفت للتمييز بين الحروف والتشكيلات المشابهة (التشكيل والحركات) لتبديد الغموض لدى القراء. وتستخدم اللغة العربية الفصحى الحديثة في الصحف، والكتب، والوثائق الرسمية. وبخلاف هاتين الاثنتين، تستخدم لهجات مختلفة في بعض الأحيان داخل نفس البلد، مثل اللهجة الخليجية ، واللهجة الفلسطينية ، واللهجة المصرية ، واللهجة المغربية ، ويتم التحدث بها واستخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتستخدم علامات التشكيل في اللغة العربية الفصحى على نحو كبير، وهي منتشرة جداً في الشعر، ومجال القانون، والكتب التعليمية، حيث أنها تحدد النطق الصحيح للكلمات. غير أن التحدي الرئيسي في اللغة العربية الفصحى الحديثة يتمثل في إغفال علامات التشكيل لأغراض الإيجاز. وهكذا، فإنه يمكن أن يكون لكلمة واحدة في اللغة العربية الفصحى الحديثة عدة معان وفقا لعلامات التشكيل المختلفة التي يمكن أن تفترضها تلك الكلمة ، فعلى سبيل المثال يمكن لكلمة "كتب" أن تعني "كُتُب" (إسم)، أو "كتب" (صيغة الماضي)، أو "كتب" (تمت كتابته – مبني للمجهول). وتخيل كل حرف من حروف اللغة العربية يحتمل ثمانية علامات تشكيل ممكنة تمثل هي بدورها ثمانية طرق لنطق الحرف ذاته، هنا سينكشف مدى تعقيد المسألة . ومن ثم، فإن بناء أنظمة التشكيل للغة العربية أمر لا غنى عنه للعديد من تطبيقات معالجة اللغة العربية الطبيعية، مثل تطبيقات تحويل النص إلى كلام. كما توجد حالة مقنعة لاستخدام أنظمة التشكيل وهي مساعدة المتحدثين غير الناطقين باللغة العربية والمبتدئين على قراءة النصوص العربية ونطقها بشكل صحيح . ومع ذلك، فإن مفتاح كل هذه المسائل يكمن في المعالجة المستندة إلى السياق. وتصعب على أجهزة الكمبيوتر قراءة النصوص العربية مقارنة بالحروف اللاتينية. إذ تكتب العربية واللغات ذات الصلة مثل الفارسية والتركية العثمانية والأردية على شكل نص مستمر؛ وتكون للحروف الساكنة مجموعة متنوعة من الأشكال حسب مكانها في الكلمة فضلاً عن وجود علامات فوق وتحت الحروف الضرورية لفهم معنى الكلمة، وأحيانا تكون رؤية ذلك صعبة.

أ ش آ