• اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية
    اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية

القاهرة في 9 نوفمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة اليونسكو غدا اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية 2019 ، تحت شعار "اتاحة العلوم أمام الجميع، لكي لا يترك أحد خلف الركب "، حيث لا تقتصر العلوم على مجتمع البحث فقط فيما يتعلق بالوصول السهل والبيانات المتاحة ولكنها تشير إلى العلم المتاح امام مجتمع. فعلى الرغم من التقدم المحرز في السنوات الأخيرة، ما زلنا نشهد تباينات كبيرة في مختلف المناطق وداخلها وفي بلدان مختلفة عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتمتع بفوائدها . ولمعالجة هذه التباينات وإغلاق ثغرات الأمراض المنقولة جنسياً الحالية، يعتبر اتاحة العلوم أمام الجميع خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. وتكمن الاتصالات المفتوحة للبيانات العلمية والنتائج والفرضيات والآراء في صلب العملية العلمية. ففي هذا السياق، انتشر مفهوم " اتاحة العلوم أمام الجميع" كحركة عالمية متنامية لجعل البحوث العلمية والبيانات متاحة للجميع. وتتمتع هذه الحركة بالقدرة على زيادة التعاون والاكتشاف العلمي بشكل كبير وتسهيل اعتماد التقنيات المجهزة جيدًا. وبالتالي يمكن تغيير اللعبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في أفريقيا والبلدان النامية والدول الجزرية الصغيرة النامية. ودعت اليونسكو إلي أن نجعل مفهوم "اتاحة العلوم أمام الجميع" أداة لجعل العلم أكثر سهولة وشمولاً، وجعل عملية ما توصلت اليه العلوم متاحة بسهولة أكبر للجميع .

وكانت اليونسكو قد اعتمدت يوم 10 نوفمبر للاحتفال باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية في عام 2001، حيث يسلط الضوء على الدور الهام الذي يؤديه العلم في المجتمع والحاجة إلى إشراك جمهور أوسع في المناقشات المتعلقة بالقضايا العلمية الجديدة. كما إن هذا اليوم يؤكد على أهمية العلم في حياتنا اليومية. كما يهدف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية ، من خلال ربط العلم على نحو أوثق مع المجتمع ، إلى ضمان اطلاع المواطنين على التطورات في مجال العلم. كما أنه يؤكد على الدور الذي يقوم به العلماء في توسيع فهمنا لهذا الكوكب الهائل والملقب ببيتنا الكبير وفي جعل مجتمعاتنا أكثر استدامة.

يعد إنتاج المعارف والمعلومات من خلال العلوم وسيلة تساعدنا على إيجاد حلول للتحديات الكبرى التي نواجهها اليوم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ووسيلة تمكننا من تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر مراعاة للبيئة. وبما أنه لا يمكن لأي بلد تحقيق التنمية المستدامة بمفرده، فإن التعاون الدولي في مجال العلوم يؤدي دوراً هاماً في تعزيز المعارف العلمية وبناء السلام. وتساعد اليونسكو البلدان على الاستثمار في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وعلى رسم سياسات وطنية للعلوم، وإصلاح النظم العلمية ، وبناء القدرات على رصد الأداء وتقييمه استناداً إلى مؤشرات وإحصاءات خاصة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار تراعي المجموعة الواسعة من الخصائص التي يتميز بها كل بلد.
وتعتبر السياسات العلمية ضرورية ولكنها لا تكفي وحدها. ولا بد بالتالي من تعزيز التعليم في مجالَي العلوم والهندسة على جميع المستويات، ولا بد أيضاً من بناء القدرات البحثية لتمكين البلدان من إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهها ولمساعدتها على الإسهام في التقدم العلمي والتكنولوجي على الصعيد الدولي. ومن الضروري مد الجسور بين العلوم والمجتمع، وتعزيز فهم المواطنين للعلوم، وضمان مشاركتهم في هذا المجال. فذلك يكفل بناء مجتمعات يتمتع فيها جميع الأشخاص بما يلزمهم من معارف لاتخاذ قرارات مستنيرة على الصعيد المهني والشخصي والسياسي، وللمشاركة في الاكتشافات العلمية المثيرة للاهتمام. وتكمن أهمية نظم معارف السكان الأصليين التي ترتكز على تفاعل وثيق مع الطبيعة يدوم منذ سنين من الزمن في أنها تستكمل نظم المعارف القائمة على العلوم الحديثة. ويجب أن تستند العلوم والتكنولوجيا إلى خيارات أخلاقية سليمة كي تتيح تمكين المجتمعات والمواطنين. وتتعاون اليونسكو مع الدول الأعضاء فيها للتشجيع على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استخدام العلوم والتكنولوجيا، ولا سيما في مجال أخلاقيات البيولوجيا. وتكتسي المعارف العلمية المتعلقة بتاريخ الأرض والموارد المعدنية، والمعارف المتصلة بالنظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، وأوجه التفاعل بين الإنسان والنظم الإيكولوجية، أهمية كبيرة لأنها تساعدنا على إدارة كوكبنا بطريقة تضمن بناء مستقبل مستدام يسوده السلام.

أ ش أ