• اليوم العالمى للتوعية بأمواج تسونامى
    اليوم العالمى للتوعية بأمواج تسونامى

القاهرة في 4 نوفمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو" غدا الثلاثاء اليوم العالمى للتوعية بأمواج تسونامى 2019 تحت شعار " أهمية الهدف (د) من حملة سينداي السبعة"، حيث أنها تركز على الحد من أضرار الكوارث التي تلحق بالبنية التحتية الحيوية وتعطيل الخدمات الأساسية. وبحلول عام 2030 ، سيعيش ما يقدر بنحو 50 % من سكان العالم في المناطق الساحلية المعرضة للفيضانات والعواصف وموجات التسونامي. ويعد الاستثمار في البنية التحتية المرنة وأنظمة الإنذار المبكر والتعليم أمراً مهما لإنقاذ الناس وحماية أصولهم من مخاطر تسونامي في المستقبل.
ففى السنوات الـ 100 الماضية، أدى حدوث 58 كارثة للتسونامى إلى وفاة أكثر من 260 ألف شخص، أو ما معدله 4600 شخص لكل كارثة ، وهذا يتجاوز المخاطر الطبيعية الأخرى. وأدى التسونامى فى المحيط الهندى فى ديسمبر 2004 إلى أكبر عدد من الوفيات فى تلك الفترة وتسبب ما يقدر ب 227 ألف حالة وفاة في 14 بلدا، حيث كانت أندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند الأكثر تضرراً.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت فى ديسمبر 2015، القرار 203/70، باعتبار يوم 5 نوفمبر اليوم العالمى للتوعية بأمواج تسونامى، من أجل رفع مستوى الوعى بأمواج التسونامى وتبادل الطرق المبتكرة للتقليل من المخاطرة. ويعتبر اليوم العالمى للتوعية بأمواج التسونامى من بنات أفكار اليابان، التى لديها تجربة مريرة تتكرر على مر السنين، وخبرات كبيرة متراكمة فى مجالات مثل الإنذار المبكر بأمواج تسونامى، والعمل العام وإعادة البناء بشكل أفضل بعد وقوع الكارثة للحد من التأثيرات المستقبلية.

وتعرف تسونامي هو عبارة عن سلسلة من الموجات الضخمة التي أنشأتها اضطرابات تحت الماء ولها عادة علاقة مع الزلازل التي تحدث في الأسفل أو بالقرب من المحيط. ويمكن أن تتسبب ثوران البراكين والانهيارات الأرضية الغواصة، وتساقط الصخور الساحلية أيضا في تولد تسونامي، كما يمكن لكويكب كبير أن يؤثر على المحيط. إنها تنشأ نتيجة الحركة العمودية في قاع البحر والتي تتسبب في نزوح الكتلة المائية. وتظهر موجات تسونامي في كثير من الأحيان كجدران من الماء ويمكن أن تهاجم الشاطئ وتصبح خطرة لعدة ساعات، مع قدوم موجات كل 5 إلى 60 دقيقة. وقد لا تكون الموجة الأولى هي الأكبر، ولكن غالبا ما تكون الموجة الثانية أو الثالثة او الرابعة أو حتى الموجات اللاحقة هي الأكبر، وبعد أن تفيض موجة واحدة، أو تفيض في المناطق البرية، فإنها تتراجع في اتجاه البحر في كثير من الأحيان بقدر ما يمكن للشخص أن يرى ذلك وبالتالي يصبح قاع البحر معرض للخطرأو مكشوفا. وبعد ذلك تندفع الموجة المقبلة إلى الشاطئ خلال دقائق وتحمل في طياتهه الكثير من الحطام العائمة التي دمرتها موجات سابقة. فعلى الرغم من قوة موجة التسونامي التي تسير بسرعة كبيرة تصل إلي قرابة 640-960 كم/ساعة؛ ولكن يمنح الأشخاص بعض الوقت للاستجابة والاستعداد إذا قدمت تحذيرات كافية وفورية للحدث الذي يولد التسونامي، ويعتمد هذا بوضوحٍ على مدى خروج الناس من مركز الزلزال إضافة إلى أجهزة مراقبة زلزالية تنشر في الأرض؛ والتي تتألف من عوامات في المحيط تكشف التغيرات في الضغط الناتج عن حركة كمية كبيرة من الماء، وتستخدم هذه الأجهزة للكشف عن وجود التسونامي وتتبع اتجاه حركتها وسرعتها.
ولا يقتصر الأمر على القدرة على التنبؤ بكيفية تأثير التسونامي؛ إذ لا يقل التأهب في وقت السلم أهمية عن ذلك. ومن الضروري وجود إجراءات مناسبة للتقييم السريع لخطر حدوث التسونامي وإصدار تحذيرات فعالة وواضحة والتأكد من أن السكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر كبير من جراء التسونامي هم مدربون ومدركون لكل من المخاطر والإجراءات المناسبة التي ينبغي اتخاذها في حال حدوثها.

وكشف تقارير مكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث، أنه في عام 2018 ضرب العالم 13 زلزالاً قويا ، وصلت درجات بعضها إلى مستويات قياسية، وتضررت من أغلبها دول في أمريكا اللاتينية. واجتاح تسونامي أكثر من مرة سواحل إندونيسيا، مخلّفاً عدداً كبيراً من القتلى والمنكوبين، بينما التهم 60 حريقاً غابات بالولايات الولايات المتحدة، عدا عن الفيضانات التي غمرت مناطق عدة ومختلفة من المعمورة.
فقد وقع زلزال شدته 7.5 درجة، قبالة جزيرة سولاويسي وسط إندونيسيا، متسبباً بتسونامي ضرب مدينة بالو الساحلية، ما أدى إلى مقتل 1300 ضحية، في 2 أكتوبر. كما اجتاح الساحل الأندونيسي تسونامي آخر يوم 22 ديسمبر 2018، وتحديداً مضيق سوندا بين جزيرتي سومطرة وجاوا، إذ تمثلت حصيلته في 426 قتيلاً و7202 جريح ، و20 مفقوداً على الأقل. وكانت السلطات قد حذّرت من ثورة بركان "أناك كراكاتاو" وذلك بعد أيام من تسببه في أمواج مد بحري عاتية، أودت بحياة مئات الأشخاص.
وفي مطلع عام 2018، هز زلزال قوته 7.1 درجة على سلم ريختر، ساحل جنوب بيرو، مسفراً عن سقوط قتيلين وإصابة العشرات، مع فقدان 17 آخرين. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال وقع قبالة ساحل بيرو، على عمق 36 كيلومتراً ومركزه المحيط الهادي. وفي 23 يناير ، ضرب زلزال خليج ألاسكا، وسبب حالة هلع كبيرة نتيجة حدوث تسونامي. في السياق ذاته، حصل زلزال "هوالين" بشرق جزيرة تايوان، يوم 6 فبراير ، مخلفا مقتل 12 شخصاً وإصابة 277 آخرين، إذ وصلت آثاره إلى جزر ريكو اليابانية. وتضررت ولاية أوخاكا المكسيكية كثيراً من زلزال "أوخاكا"، البالغة قوته 7.2 ريختر وعمقه 24.6 كيلومتر، حيث تسبّب في سقوط طائرة ما أدى إلى مصرع 14 شخصاً، مع إصابة شخصين. وفي 4 مايو تضررت جزيرة هاواي من زلزال بلغت حدته 6.9 درجة على مقياس ريختر، نجمت عنه أمواج تسونامي ارتفاعها 60 سنتيمتراً، وانهارت جراءها مبان سكنية. وشهِدت فنزويلا زلزالاً عنيفاً، قوته 7 درجات في شهر أغسطس 2018، حيث وقع بولاية سوكري شرقي البلاد، وأثار موجة من الهلع والخوف لدى الأهالي. وفي أكتوبر ، هز زلزال قوته 6.9 درجة، شمال هايتي، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات، مع أضرار بالمباني والمنشآت. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الزلزال وقع على بعد نحو 20 كيلومترا شمال غربي ميناء بورت دي بيه. وفي ديسمبر الماضي ، تعرض أرخبيل كالدونيا الجديدة الفرنسي بالمحيط الهندي لزلزال قوته 7.5 درجة، وأُطلقت تحذيرات نيوزلندية من خطر وقوع تسونامي، حيث دعت السلطات الكلدونية جميع السكان إلى اتخاذ الحيطة. كما ضرب زلزال قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، خلال منتصف شهر ديسمبر، منطقة كامتشاتكا، الواقعة أقصى شرق روسيا.

أ ش أ