• الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين
    الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين

القاهرة في 2 نوفمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي اليونسكو اليوم الدولي السادس لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين ، ويأتي احتفال هذا العام 2019 تحت شعار " الحقيقة لا تموت " ، ففي الاثني عشر عاماً الماضية ، قتل أكثر من 1000 صحفي بسبب نشرهم الأخبار ونشر المعلومات على الجمهور. ومن بين 9 من كل 10 حالات ، لا يزال القتلة بدون عقاب. ويؤدي الإفلات من العقاب إلى المزيد من عمليات القتل وغالباً ما يكون عرضاً لتفاقم الصراع وانهيار القانون والأنظمة القضائية. وتشعر اليونسكو بالقلق من أن الإفلات من العقاب يضر بمجتمعات بأكملها من خلال التستر على انتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة والفساد والجريمة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت في 2 نوفمبر "اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين"، بعد اعتماد القرار 163/68 ، ويدين هذا القرار التاريخي جميع الهجمات والعنف ضد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام. كما تحث الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام ، وضمان المساءلة ، وتقديم مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام إلى العدالة وضمان وصول الضحايا إلى سبل الانتصاف المناسبة. كما يدعو الدول إلى تعزيز بيئة آمنة وتمكينية للصحفيين من أداء عملهم بشكل مستقل ودون تدخل لا مبرر له. وتم اختيار التاريخ إحياء لاغتيال اثنين من الصحفيين الفرنسيين في مالي في 2 نوفمبر 2013.

وأشار أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالتة ، إلي أن حرية التعبير وحرية وسائط الإعلام تكتسي أهمية حاسمة لزيادة التفاهم وتعزيز الديمقراطية وإعطاء دفع لجهودنا الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. غير أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في حجم وعدد الاعتداءات التي استهدفت السلامة البدنية للصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام، والحوادث التي تقوض قدرتهم على القيام بعملهم الحيوي، وقد شملت هذه الحوادث التهديد بالملاحقة القضائية والتوقيف والسجن، وحرمان الصحفيين من الحصول على المعلومات، وعدم التحقيق في الجرائم المرتكبة ضدهم وعدم مقاضاة مرتكبيها. وارتفعت أيضاً نسبة النساء في صفوف القتلى من الصحفيين، إذ أن الصحفيات يواجهن زيادة مطردة في أشكال العنف الجنساني، مثل التحرش الجنسي والعنف الجنسي والتهديدات. وأضاف غوتيريش ، وعندما يستهدف الصحفيون، تدفع المجتمعات بأسرها الثمن. وإذا لم نكن قادرين على حماية الصحفيين، تصبح قدرتنا على البقاء على عِلم بما يجري حولنا وعلى المساهمة في اتخاذ القرارات محدودة جدا. وإذا لم يكن الصحفيون قادرين على القيام بعملهم في أمان، فإننا سنواجه احتمال العيش في عالم يسوده اللبس والتضليل الإعلامي. ودعا غوتيريش ، بمناسبة هذا اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، دعونا نقف معا دفاعا عن الصحفيين من أجل الحقيقة والعدالة.

وكانت منظمة اليونسكو قد أعلنت أنها أنشأت "مرصدا" لعمليات قتل الصحفيين، لرصد التدابير المتخذة لمقاضاة مرتكبي الجرائم ضد العاملين في وسائل الإعلام. وجاء في بيان المنظمة، أن المرصد يوفر قاعدة بيانات على الإنترنت تتضمن معلومات عن حالة التحقيقات القضائية في كل جريمة قتل صحفي أو إعلامي مسجل لدى اليونسكو منذ عام 1993. ويشير البيان إلى أن قاعدة البيانات ستسمح للصحفيين والباحثين وممثلي المجتمع المدني بالحصول على معلومات حول الصحفيين المقتولين . وقد بدأت لجنة حماية الصحفيين بجمع سجلات مفصلة حول جميع حالات قتل الصحفيين في عام 1992. ويقوم موظفو اللجنة بإجراء تحقيقات مستقلة ويتحققون من ملابسات كل حالة وفاة. وتعتبر لجنة حماية الصحفيين أن الجريمة مرتبطة بالعمل إذا كان موظفو اللجنة متأكدين إلى درجة معقولة أن الصحفي قُتل كانتقام مباشر بسبب عمله/عملها؛ أو من جراء نيران متقاطعة أثناء عمليات قتالية؛ أو أثناء القيام بمهمة خطرة من قبيل تغطية الاحتجاجات التي تتحول إلى مواجهات عنيفة. وإذا كانت دوافع جريمة القتل غير معروفة، ولكن من المحتمل أن الصحفي قُتل بسبب عمله، فإن لجنة حماية الصحفيين تصنف الحالة بأنها "غير مؤكدة" وتواصل التحقيق بشأنها. والقائمة التي تعدّها لجنة حماية الصحفيين لا تتضمن الصحفيين الذين يلقون حتفهم من جراء المرض أو في حادث سيارة أو طائرة، إلا إذا كان الحادث ناجماً عن أعمال عدائية. وثمة منظمات صحفية أخرى تستخدم معايير أخرى وتتوصل إلى أعداد للصحفيين القتلى تختلف عن الأعداد التي تعلن عنها لجنة حماية الصحفيين. وتتضمن قاعدة البيانات التي أعدتها لجنة حماية الصحفيين حول الصحفيين الذين لقوا حتفهم بسبب عملهم في عام 2018 تقارير قصيرة حول كل ضحية، إضافة إلى عوامل فرز لتفحص التوجهات التي تدل عليها البيانات. كما تحتفظ لجنة حماية الصحفيين بقاعدة بيانات حول جميع الصحفيين القتلى منذ عام 1992، وجميع الصحفيين المفقودين أو السجناء بسبب عملهم.

ووفقا لتقرير صادر عن المدير العام لليونسكو عن سلامة الصحفيين وخطر الإفلات من العقاب في عام 2019، أنه خلال الفترة من يناير حتي شهر أكتوبر 2019، قتل 44 صحفي منهم 3 سيدات ، وإن العالم يشهد عملية قتل صحفي أو أحد العاملين في الإعلام كل أربعة أيام. وتشير إحصائيات اليونسكو الأخيرة إلى أن المجرمين يفلتون من العقاب في 89 % من الحالات. ووفقا لبيانات "المرصد"، تم ارتكاب ما يقرب من 1300 جريمة قتل منذ عام 1993، من بينها أكثر من 80 جريمة قتل منذ بداية العام الجاري. وأشار المرصد ، إلي زيادة عدد الصحفيين الذين استهدفوا بالقتل انتقاماً منهم بسبب تغطيتهم الصحفية إلى الضعف تقريباً في عام 2018 مقارنة بالعام الماضي، مما زاد مجموع عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم أثناء قيامهم بعملهم . وكانت أفغانستان هي البلد الأشد فتكاً بالصحفيين، مما تسبب بالجزء الأكبر من الزيادة في عدد الصحفيين القتلى في هذا العام، وكان المتطرفون في هذا البلد قد صعدوا هجماتهم المتعمدة ضد الصحفيين. ولقي ما لا يقل عن 99 صحفيا منهم 7 صحفيات حتفهم في جميع أنحاء العالم بين 1 يناير إلى 14 ديسمبر 2018، وكان 34 صحفياً منهم قد استهدفوا بالقتل . وقد تتبعت لجنة حماية الصحفيين ثلاثة أنواع من حالات وفاة الصحفيين أثناء أدائهم لعملهم : جرائم القتل الانتقامية ؛ والوفيات أثناء تغطية عمليات قتالية أو من جراء النيران المتقاطعة (11 صحفياً في هذا العام، وهو أقل عدد منذ عام 2011) ؛ والوفيات أثناء أداء مهمات خطرة أخرى، من قبيل تغطية التظاهرات التي تتحول إلى مواجهات عنيفة (8 صحفيين في هذا العام). وقد سجل مجموع الصحفين القتلى ازدياداً، وكان قد بلغ 47 صحفياً قتيلا علي امتداد العام الماضي ، ومنهم 18 صحفياً استهدفوا بالاغتيال، في حين قتل 50 صحفيا في عام 2016.

وتأتي الزيادة الأخيرة في عدد الصحفيين القتلى بعد سنتين من التراجع في أعدادهم، ولكنها تأتي أيضاً في وقت يواصل فيه عدد الصحفيين السجناء تسجيل أرقام قياسية -- مما يفاقم أزمة عالمية كبيرة في حرية الصحافة. ويتسم سياق هذه الأزمة بالتنوع والتعقيد، وهي مرتبطة على نحو وثيق بالتغييرات في التقنيات المستخدمة التي أتاحت ممارسة الصحافة لعدد أكبر من الناس، وفي الوقت نفسه قللت اهتمام الجماعات السياسية والإجرامية بالصحفيين، إذ كانت في الماضي تستغل وسائل الإعلام لنشر رسائلها. وثمة عامل مهم أخر يتمثل في نقص في القيادة السياسية الدولية بشأن حقوق الصحفيين وسلامتهم.

أ ش أ