• اليوم الدولي للمرأة الريفية
    اليوم الدولي للمرأة الريفية

القاهرة في 13 أكتوبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم بعد غد (الثلاثاء )اليوم الدولي للمرأة الريفية ، حيث يأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت موضوع " دور المرأة والفتاة الريفية في بناء المرونة والصمود لمواجهة تغير المناخ" ، حيث يبرز الدور الهام الذي تلعبه النساء والفتيات الريفيات في بناء المرونة والصمود لمواجهة أزمة المناخ . فعلى الصعيد العالمي، تعمل امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء في الزراعة. وتقوم النساء بجمع وقود الكتلة الحيوية ومعالجة المواد الغذائية يدوياً وضخ المياه - وتعتمد نسبة 80% من الأسر التي تفتقر إلى أنابيب مياه على النساء والفتيات لجمع المياه. وتقف النساء الريفيات في طليعة خطوط المعركة عندما تتعرض الموارد الطبيعية والزراعة للخطر. فعلى سبيل المثال، عانى القطاع الزراعي في البلدان النامية ربع إجمالي الأضرار والخسائر الناجمة عن الكوارث ذات الصلة بالمناخ في الفترة ما بين عام 2006 إلى عام 2016، مما أثر بشكل كبير على الأمن الغذائي للمرأة والفتاة الريفية وإمكانياتهن الإنتاجية . كذلك إن معالجة قضية عدم المساواة بين الجنسين هي من أكثر الطرق فعالية لتحقيق التقدم في مكافحة التهديدات التي يفرضها تغير المناخ. وتمتع النساء المخولات بقدرة أكبر على الاستجابة لتغير المناخ ويلعبن أدواراً هامة في تبني تقنيات منخفضة الكربون ونشر المعرفة حول تغير المناخ والحث على اتخاذ إجراءات. إن النساء والفتيات يمثلن 52 % من سكان العالم ومن ضمن أكثر الفئات تأثراً بالكوارث. فالخبرة والمعرفة والتجارب التي يتمتعن بها تعد ضرورية لاستراتيجيات وعمليات التكيف مع التغير المناخي والحد من مخاطر الكوارث.
وكانت الجمعية العامة قد حددت بموجب قرارها 62/ 136 في ديسمبر 2007، 15 أكتوبر بوصفه يوماً دولياً للمرأة الريفية ، وذلك تسليماً منها بما تضطلع به النساء الريفيات، بمن فيهن نساء الشعوب الأصلية ، من دور وإسهام حاسمين في تعزيز التنمية الزراعية والريفية وتحسين مستوى الأمن الغذائي والقضاء على الفقر في الأرياف.

يزداد الاعتراف بما للنساء والفتيات من دور في ضمان استدامة الأسر والمجتمعات الريفية وتحسين سبل المعيشة الريفية والرفاهية العامة. وتمثل النساء نبسبة كبيرة من القوى العاملة الزراعية، بما في ذلك العمل غير الرسمي، ويمارسن الجزء الأكبر من الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي في إطار أسرهن في المناطق الريفية. كما أنهن يسهمن إسهامات كبيرة في الإنتاج الزارعي وإتاحة الأمن الغذائي وإدارة الأراضي والموارد الغذائية، فضلا عن إسهاماتهن في بناء القدرات على التكيف مع المناخ.
مع ذلك، تعاني النساء والفتيات في المناطق الريفية من فقر متعدد الأبعاد. فبينما انخفض الفقر على الصعيد العالمي، لم يزل سكان العالم البالغ عددهم مليار نسمة يعيشون في ظروف فقر مرفوضة تتركز في المناطق الريفية بدرجة كبيرة، مما يعني أن معدلات الفقر في المناطق الريفية هو أعلى بكثير من معدله في المناطق الحضرية. ومع ذلك، تنتج أصحاب الحيازات الصغيرة ما يقرب من 80% من الأغذية في آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وتدعم سبل العيش لحوالي 2.5 مليار شخص.وعلى الرغم من أن المزارعات ربما امتلكن ما يمتكله نظرائهن من الرجال من القدرة على الإنتاج والريادة التجارية، إلا أنهن أقل قدرة على الحصول الأرض والائتمان والمدخلات الزراعية والأسواق وسلاسل الأغذية الزراعية عالية القيمة، فضلا عن تلقيهن لعروض سعرية أقل لمحاصليهن.
ولم تزل الحواجز الهيكلية والأعراف الاجتماعية التمييزية تعوق سلطة صنع القرار للمرأة ومشاركتها السياسية في الأسر والمتجتمعات الريفية. وتفتقر النساء والفتيات في المناطق الريفية إلى المساواة في الحصول على الموارد والأصول الإنتاجية، والحصول على الخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية والهياكل الأساسية (بما في ذلك المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي)، في حين يمارس كثير منهن مهاما كثيرة مجهولة أو غير مدفوعة الأجر، حتى مع زيادة أعباء عملهن كثيرا بسبب هجرة الرجال إلى الخارج. وعلى الصعيد العالمي، وبإستثناء عدد قليل من الحالات، تكشف المؤشرات المتعلقة بنوع الجنس والتنمية عن المرأة الريفية تعاني أكثر من الرجل في المناطق الريفية، فضلا عن ما يعايشنه من فقر وإقصاء وتأثر بتبعات تغير المناخ. إن تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك القدرة على الوصول إلى الموارد الإنتاجية والطبعية، تزيد من غياب المساواة بين الجنسين في المناطق الريفية. ويختلف تأثير تغير المناخ على الأصول التي يتملكها الرجال عن تأثيره على تلك التي تمتلكها النساء، كما يختلف رفاه كل منهم في ما يتصل بالإنتاج الزراعي و الأمن الغذائي والصحة والمياه المأمونة و مصادر الطاقة، والهجرة والصراعات الناجمة عن تغير المناخ ، والكوارث الطبيعية المتعلقة بتغير المناخ.
ويشير تقرير الأمم المتحدة لعام 2018 عن حالة الأمن الغذائي والتغذية إلى أن 821 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في عام 2017، وهو نفس العدد تقريباً مقارنة بعِقد سابق، وذكر التقرير إن الظروف الُناخية الأكثر تعقيداً وتكراراً وشدة كانت من بين الأسباب الرئيسية لأزمات الغذاء في عام 2017. وكشفت دراسات دولية إلي أن النساء أكثر عرضة للتأثر من الرجال، بالتغير المناخي، حيث تشير أرقام الأمم المتحدة، أن 80 % من النازحين بسبب التغير المناخي هم من النساء. وتلعب النساء الريفيات أدوار هامة ، كمقدمي الرعاية الأساسيين، والغذاء والوقود، تجعلهم أكثر ضعفاً عند حدوث الكوارث، كالفيضانات والجفاف، كما وضعت اتفاقية باريس عام 2015 نصاً محدداً لتمكين المرأة، مع الاعتراف بتأثير التغير المناخي غير المتناسب عليها. وفي وسط أفريقيا، حيث اختفى ما يشكل 90% من مساحة بحيرة تشاد، وكانت مجموعات البدو الأصلية معرضة للخطر بشكل خاص، ومع تراجع شاطئ البحيرة كان يتعين على النساء السير لمسافات أطول بكثير بهدف جمع المياه. ولى الصعيد العالمي، فإن النساء أكثر ترجيحاً لمواجهة الفقر، كما أن قوتهن الاجتماعية والاقتصادية، تقل عن تلك التي يحظى بها الرجال، الأمر الذي يجعل من التعافي من الكوارث التي تؤثر على البنية التحتية والوظائف والسكن، أمراً أصعب.

أ ش أ