• اليوم العالمي للأغذية
    اليوم العالمي للأغذية

القاهرة في 14 أكتوبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" بعد غد ( الاربعاء)اليوم العالمي للأغذية ، ويأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار " نظم غذائية صحية من أجل القضاءعلى الجوع في العالم" ، ففي العقود الأخيرة، قمنا بتغيير نظامنا الغذائي وعاداتنا في الأكل بشكل كبير نتيجة للعولمة والتحضر ونمو الدخل. فقد انتقلنا من الأطباق الموسمية التي تعتمد أساساً على النباتات والألياف الغنية إلى الأنظمة الغذائية ذات السعرات الحرارية العالية، والتي تحتوي على نسبة عالية من النشويات المكررة والسكر والدهون والملح والأطعمة المصنعة واللحوم وغيرها من المنتجات الحيوانية المصدر. بينما تقلّص الوقت المخصص لإعداد وجبات الطعام في المنزل، وأصبح المستهلكون يعتمدون بشكل متزايد على الأسواق الممتازة (السوبر ماركت) ومنافذ الوجبات السريعة وبائعي الأغذية في الشوارع والمطاعم السريعة، خاصة في المناطق الحضرية. وأدى مزيج من النظم الغذائية غير الصحية وأنماط حياة تقل فيها الحركة إلى ارتفاع معدلات السمنة ليس فقط في البلدان المتقدمة، ولكن أيضاً في البلدان المنخفضة الدخل، حيث يتعايش الجوع والسمنة في كثير من الأحيان. والآن، أكثر من 672 مليون من البالغين و124 مليون من الفتيات والفتيان (5-19 سنة) يعانون من السمنة المفرطة، ويعاني أكثر من 40 مليون طفل دون سن 5 يعانون من زيادة الوزن ، في حين يعاني أكثر من 820 مليون شخص من الجوع. إن النظام الغذائي غير الصحي هو عامل الخطر الرئيسي للوفيات في جميع أنحاء العالم بسبب الأمراض غير السارية، بما في ذلك أمراض القلب والشرايين ومرض السكري وبعض أنواع السرطان. فعادات الأكل غير الصحية ذات صلة بخمس عدد الوفيات في جميع أرجاء العالم، وهي تثقل بأعبائها الميزانيات الصحية الوطنية إذ تبلُغ تكلفتها 2 تريليون دولار في السنة. وترتبط كل هذه التغييرات بزيادة السمنة وغيرها من أشكال سوء التغذية ، التي تؤثر على ما يقرب من واحد من أصل كل ثلاثة أشخاص. وتشير التوقعات إلى أن هذه النسبة ستصبح واحداً من أصل اثنين بحلول عام 2025. والخبر السار هو وجود حلول بأسعار معقولة للحد من جميع أشكال سوء التغذية، لكنها تتطلب التزاماً وإجراءات عالمية أكبر.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 35/70 في عام 1980، اعتبار يوم 16 أكتوبر للاحتفال بيوم الغذاء العالمي ، بناء علي قرار1/79 اتخذته الدورة الـ 20 لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة في نوفمبر 1979، حيث يهدف إلي تعزيز الوعي والعمل على الصعيد العالمي من أجل من يعانون الجوع، من حيث الحاجة إلى ضمان الأمن الغذائي، والنظام الغذائي المغذي للجميع. ويعد هذا اليوم فرصة لإظهار الالتزام بتحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على الجوع بحلول عام 2030.

وتعريف النظام الغذاء الصحي : هو النظام الغذائي الذي يلبي الاحتياجات الغذائية للأفراد عن طريق تقديم أغذية كافية ، وآمنة، ومغذية ، ومتنوعة تؤدي الى حياة نشطة وتقلل من خطر الإصابة بالمرض. ومن بين ما تشمله، الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة والأغذية المنخفضة الدهون (وخاصة الدهون المشبعة) والسكر والملح. وإن الأغذية المغذي التي تشكل نظاما غذائياً صحياً ليست متوفرة أو في متناول الكثير من الناس. وكشف تقرير " حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2019 " ، إلي ارتفعت أعداد الجياع حول العالم للعام الثالث على التوالي. وأوضح التقرير إلي أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع المزمن وصل إلى 821 مليون شخص في 2018، أي أن هناك زيادة قدرها 10 ملايين شخص مقارنة بالعام السابق. وهذا يعني أن هناك شخص من بين كل تسعة أشخاص يعاني من الجوع حول العالم – وقد أثر الجوع بشكل خاص على أفريقيا حيث يعاني واحد من كل خمسة أشخاص من الجوع. في آسيا وصل عدد الجياع إلي 515 مليون ؛ في أفريقيا 256.5 مليون ؛ في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 39 مليون . ويؤثر التقزم – أو قصر القامة بالنسبة للعمر- على 149 مليون شخص ويعاني 2 مليار شخص تقريباً من مستويات متوسطة من انعدام الأمن الغذائي .
ووفقا للتقرير، فإن وتيرة التقدم في خفض عدد الأطفال الذين يعانون من التقزم إلى النصف وتقليل عدد الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض عند الولادة، بطيئة للغاية. مما يجعل غايات التغذية التي شدد عليها الهدف الثاني من الأهداف الإنمائية، بعيدة المنال. وفي الوقت نفسه، بالإضافة إلى هذه التحديات، تستمر زيادة الوزن والسمنة في جميع المناطق، وخاصة بين الأطفال في سن المدرسة والبالغين، بحسب البيان المشترك الذي لفت الانتباه إلى أن فرص معاناة النساء من انعدام الأمن الغذائي أعلى مقارنة بالرجال في كل قارة، مع وجود فجوة أكبر في أمريكا اللاتينية.

أ ش أ