• اليوم الدولى للطفلة
    اليوم الدولى للطفلة

القاهرة في 10 أكتوبر / أ ش أ / مجدي أحمد ...مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف " غدا اليوم الدولي للطفلة ، و يأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار "قوة الفتاة بوصفها قوة عفوية وكاسحة" ، حيث يسلط الضوء علي الإنجازات التي حققتها الفتيات ومعهن ومن أجلهن منذ اعتماد إعلان ومنهاج عمل بكين. ففي ما يقرب من 25 عاما ، رأينا المزيد من الفتيات ينتقلن من الحلم إلى الإنجاز. ويذهب المزيد من الفتيات اليوم إلى المدرسة ويكملن دراستهن ، وعدد أقل من الفتيات يتزوجن أو يصبحن أمهات بينما لا يزالن أطفالا ، ويكتسب عدد أكبر من المهارات التي يحتاجونها للتفوق في عالم العمل المستقبلي. إن الفتيات يخرقن الحدود والحواجز التي تفرضها الصور النمطية والإقصاء ، بما في ذلك تلك الموجهة ضد الأطفال ذوي الإعاقة والذين يعيشون في المجتمعات المهمشة. وبوصفهن رواد أعمال ومبتكرات ومبادرات للحركات العالمية ، تقوم الفتيات بإنشاء عالم مناسب لهن وللأجيال القادمة. إن إعلان ومنهاج عمل بيجين هو المخطط الأكثر تقدماً على الإطلاق للنهوض بحقوق ليس فقط النساء بل الفتيات. والآن ، بعد مرور ما يقرب من 25 عامًا ، يظل منهاج العمل أساساً قوياً لتقييم التقدم المحرز في المساواة بين الجنسين. وإنه يدعو إلى عالم يمكن لكل فتاة وامرأة أن تدرك فيه جميع حقوقها ، مثل العيش بدون تحرر من العنف ، والالتحاق بالمدرسة وإكمال الدراسة ، واختيار متى تتزوج ، ومن تتزوج ، وكسب أجر متساوٍ مقابل العمل المتساوي. ويدعو منهاج العمل المجتمع العالمي بالتحديد إلى: القضاء على جميع أشكال التمييز ضد الفتيات ؛ القضاء على المواقف والممارسات الثقافية السلبية ضد الفتيات ؛ تعزيز وحماية حقوق الفتيات وزيادة الوعي باحتياجاتهن وإمكاناتهن ؛ القضاء على التمييز ضد الفتيات في التعليم وتنمية المهارات والتدريب ؛ القضاء على التمييز ضد الفتيات في الصحة والتغذية ؛ القضاء على الاستغلال الاقتصادي لعمل الأطفال وحماية الفتيات في العمل ؛ القضاء على العنف ضد الفتيات ؛ تعزيز وعي الفتيات ومشاركتهن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ؛ تعزيز دور الأسرة في تحسين وضع الفتيات.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت قرارها 66/170 في ديسمبر 2011 ، بإعلان يوم 11 أكتوبر من كل عام باعتباره اليوم الدولي للطفلة، وذلك للاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات الفريدة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم ، وتركيز الاهتمام على الحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها الفتيات وتعزيز تمكين الفتيات وإحقاق حقوق الإنسان المكفولة لهن. وفي عام 1995، عقد المؤتمر العالمي المعني بالمرأة في العاصمة الصينية بكين، واعتمدت البلدان بالإجماع إعلان ومنهاج عمل بيجين ، الذي يعد الخطة الأكثير تقدما على الأطلاق للنهوض بحقوق النساء والفتيات. وكان هذا الإعلان هو أول صك دولي يدافع عن حقوق الفتيات على وجه التحديد.
وللمراهقات الحق في التمتع بحياة آمنة والحصول على التعليم والصحة، وليس فقط خلال هذه السنوات التكوينية الحاسمة من عمرهن، ولكن أيضا في مرحلة نضجهن ليصبحن نساء. إذا تم تقديم الدعم بشكل فعال خلال سنوات المراهقة ، فإن الفتيات لديهن القدرة على تغيير العالم من خلال تمكين الفتيات اليوم ، وأيضا في الغد ليصيحن عاملات وأمهات ونساء أعمال وموجهات ورئيسات أسر، وقادات سياسية. إن الاستثمار في تحقيق قوة المراهقات والتمسك بحقوقها اليوم سيعود بمستقبل أكثر عدلا وازدهاراً، حيث أن نصف البشرية هي شريكة على قدم المساواة في حل مشاكل تغير المناخ والصراع السياسي والنمو الاقتصادي والوقاية من الأمراض و الاستدامة العالمية. لقد استطاعت الفتيات تجاوز الحواجز التي تفرضها القولبة والإقصاء، بما في ذلك الممارسات التي تستهدف الأطفال ذوي الإعاقة ومن يعيشون في مجتمعات مهمشة. وتنشئ الفتيات بوصفهن رائدات أعمال ومبتكرات وذوات مبادرات للحركات العالمية ، بيئات مناسبة لهن وللأجيال المقبلة. وتتضمن خطة التنمية المستدامة — عام 2030، وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي اعتمدها قادة العالم في 2015 — خارطة طريق لتحقيق التقدم المستدام يشمل الجميع.
وتعتبر قضيتا تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة هما جزئين أصيلين من كل هدف من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. فبضمان حقوق النساء والفتيات في كل هدف من الأهداف يمكننا تحقيق العدالة والإدماج وبناء الاقتصادات التي تعمل من أجل الجميع والحفاظ على البيئة المشتركة لنا وللأجيال المقبلة. وبناء على أحدث البيانات المتوفرة من معهد اليونسكو الإحصائي ، هناك 130 مليون فتاة لم يلتحقن بالدراسة. ووفقا لبيانات المعهد، فإن 15 مليون فتاة في سن الدراسة الابتدائية لم يلتحقن مطلقا بالدراسة، ويعيش أكثر من نصفهن في أفريقيا جنوب الصحراء. ويتجاوز تعليم الفتيات مجرد إلحاقهن بالمدرسة؛ فهو يعنى بضمان تعليمهن وشعورهن بالأمان وهن في المدارس ، وإتمامهن كل مراحل التعليم وتزويدهن بالمهارات والقدرات اللازمة للمنافسة بفاعلية في سوق العمل، وتعلم المهارات الاجتماعية والعاطفية والحياتية الضرورية للتعامل مع عالم آخذ في التغير والتكيف معه، و اتخاذ القرارات بشأن حياتهن، والإسهام في مجتمعاتهن المحلية والعالم كله. ويشكل تعليم الفتيات إحدى الأولويات الاستراتيجية للتنمية. فالنساء الأفضل تعليما يكن في العادة أوفر صحة مقارنة بغيرهن من غير المتعلمات، وتزداد مشاركتهن في سوق العمل الرسمية ، ويكسبن دخولا أكبر، وينجبن عددا أقل من الأطفال، ولا يتزوجن في سن مبكرة، ويقدمن رعاية صحية وتعليما أفضل لأطفالهن إذا اخترن أن ينجبن. و يمكن أن تساعد كل هذه العوامل مجتمعة الأسر والمجتمعات المحلية والأمم في انتشال الأسر من وهدة الفقر.

أ ش أ