• معارك طرابلس سلطت الضوء مجددا على مأساة اللاجئين الافارقة في ليبيا
    معارك طرابلس سلطت الضوء مجددا على مأساة اللاجئين الافارقة في ليبيا

القاهرة في 7 يوليو /أ ش أ/ تقرير : شحاتة عوض.. (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

أعاد حادث مقتل عشرات المهاجرين الأفارقة في غارة جوية استهدفت مركزا لاحتجاز المهاجرين قرب العاصمة الليبية طرابلس، تسليط الضوء مجددا على الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة في ليبيا والذين وجدوا أنفسهم عالقين وسط الاقتتال والمعارك الحالية بين الفرقاء الليبيين في طرابلس ومحيطها.
كما أظهر هذا الحادث، الذي خلف موجة غضب واسعة عالميا وإقليميا، الحاجة الملحة والماسة لضرورة وضع حد لحالة الفوضى والاقتتال السياسي والعسكري التي تعيشها ليبيا حاليا والتي لم تعد نيرانها تفرق بين مواطنين ولاجئين.
وكان نحو 40 شخصا، معظمهم من المهاجرين الأفارقة قد قتلوا، وأصيب أكثر 130 آخرين في قصف جوي لأحد مراكز احتجاز المهاجرين، في منطقة تاجوراء قرب العاصمة طرابلس الأسبوع الماضي.
تطورات الأوضاع الميدانية في العاصمة الليبية واستمرار المعارك بين الأطراف المتصارعة ، أثار الكثير من المخاوف والتساؤلات حول أوضاع ومصير آلاف المهاجرين المحتجزين في مراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية في المدينة، لاسيما وأن معظم هذه المراكز يقع ضمن مناطق القتال.
وتشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أنه يوجد في طرابلس نحو 3600 مهاجر، محتجزين في مراكز تابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبيين من بينهم 890 شخصا بمنشأة في بلدة قصر بن غشير جنوبي طرابلس، بالقرب من مناطق القتال.
وقد حذرت منظمة أطباء بلا حدود الدولية من المخاطر العديدة التي باتت تحدق بالمهاجرين الأفارقة في ليبيا جراء استمرار معارك طرابلس، وعدم توافر الخدمات الأساسية، خاصة وأن أعدادا كبيرة منهم لم تأكل منذ أيام نتيجة تواجد بعض مراكز الاحتجاز ضمن مناطق الأعمال القتالية.
ومنذ سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011، تحولت ليبيا الغارقة في الفوضى، إلى نقطة عبور لآلاف من المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا جنوب الصحراء والساعين للوصول إلى أوروبا.
وخلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر والصعاب، يجد الآلاف من هؤلاء المهاجرين أنفسهم تحت رحمة المهربين، كما يواجهون أوضاعا إنسانية مأساوية، وصلت إلى حد بيع بعضهم كعبيد على يد مهربي وتجار البشر، حسبما ذكرت منظمة الهجرة الدولية التي تحدثت عن وجود "أسواق للرقيق" في ليبيا.
وقد أدت الفوضى السياسية والأمنية التي عمت ليبيا عقب سقوط نظام القذافي إلى انتعاش تهريب الأشخاص والمهاجرين، بواسطة عصابات محترفة، تستغل وضع هؤلاء المهاجرين من جنوب الصحراء الذين يدفعون آلاف الدولارات نظير توصليهم إلى أوروبا في رحلة مرعبة.
وغالبا ما تنتهي هذه الرحلة، إما بالقبض على هؤلاء المهاجرين من قبل خفر السواحل الليبيين أو الأوروبيين ووضعهم في مراكز احتجاز بالغة السوء، أو بغرقهم في مياه المتوسط، دون أن يحققوا حلمهم في الوصول إلى أوروبا.
وقد وثقت تقارير منظمات وجماعات حقوق الإنسان الظروف السيئة التي يتعرض لها هؤلاء المهاجرون في مراكز ومعسكرات الاحتجاز في ليبيا، والتي جاءت الحادثة الأخيرة لتكشف الواقع المزري الذي يعيشه المهاجرون الأفارقة كضحايا للصراع الدائر في البلاد.
لمتابعة تقارير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط يرجى الاشتراك في النشرة العامة للوكالة.
/ أ ش أ /