• اليوم العالمي للسل
    اليوم العالمي للسل

القاهرة في 24 مارس / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الصحة العالمية وشركائها اليوم العالمي للسل 2019 تحت شعار "لقد حان الوقت : حان وقت إنهاء السل " ، حيث يهدف الاحتفال هذا العام علي الحاجة الماسة إلى العمل بشأن الالتزامات التي قطعها زعماء العالم تحقيقاً لما يلي: تعزيز إتاحة خدمات الوقاية من المرض وعلاجه؛ وتدعيم جوانب المساءلة؛ وضمان توفير التمويل الكافي والمستدام، بما يشمل توفيره لأغراض البحث؛ والترويج لإنهاء وصم المصابين بالمرض والتمييز ضدهم؛ وتعزيز الاستجابة للسل على نحو منصف وقائم على إعمال حقوق الناس ويركز عليهم.

ولا يزال السل من أشد الأمراض فتكاً في العالم، وهو يحصد يومياً أرواح ما يقرب من 4500 شخص، ويوقع في براثن الإصابة به نحو30 ألف شخص آخر، علماً بأنه مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه. وقد أفضت الجهود المبذولة عالمياً لمكافحته إلى إنقاذ أرواح عدد يقدر بحوالي 54 مليون شخص منذ عام 2000 ، وإلى تخفيض معدل الوفيات الناجمة عنه بنسبة 42%. وتسريعاً لوتيرة الاستجابة للسل في البلدان لتمكينها من بلوغ الغايات المنشودة – فقد اجتمع رؤساء الدول وقطعوا التزامات قوية بشأن إنهاء السل في الاجتماع الرفيع المستوى الأول من نوعه على الإطلاق الذي عقدته الأمم المتحدة في سبتمبر 2018.

ويتم الاحتفال باليوم العالمى لمرض السل من كل عام فى يوم 24 مارس، وذلك تزامناً مع ذكرى اكتشاف الدكتور "روبرت كوخ " فى عام 1882 الجرثومة المسببة للسل، ويعد ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه، وتعمل منظمة الصحة العالمية جاهدة للحد من نسبة الوفيات المتصلة بهذا المرض الخطير.

والسل تسببه بكتريا (البكتريا المتفطرة السلية) تصيب الرئتين في أغلب الحالات. والسل مرض يمكن علاجه والوقاية منه. وينتقل السل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء. فعندما يسعل مرضى السل الرئوي أو يعطسون أو يبصقون يدفعون بجراثيم السل إلى الهواء. ويكفي أن يستنشق الشخص بضعاً من هذه الجراثيم كي يصاب بالعدوى. وثلث سكان العالم تقريباً مصابون بالسل الكامن، أي أنهم حاملون لعدوى بكتريا السل ولكنهم ليسوا (بعد) مرضى بالسل ولا يمكنهم نقل المرض.

ويتعرض الأشخاص الحاملون لبكتريا السل للإصابة بمرض السل على مدى حياتهم بنسبة 10%. بيد أن هذه النسبة تكون أكبر من ذلك بكثير في الأشخاص ذوي المناعة المنقوصة، مثل المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري أو الذين يعانون من سوء التغذية أو داء السكري أو يتعاطون التبغ. وعندما يصاب شخص ما بالسل النشيط (المرض) قد تظل الأعراض (مثل السعال والحمى وإفراز العرق ليلاً وفقدان الوزن) خفيفة طوال عدة أشهر. وقد يؤدي هذا إلى التأخر في التماس الرعاية ويترتب عليه انتقال البكتريا إلى الآخرين. ويمكن للمصابين بالسل النشيط أن يتسببوا في عدوى عدد يتراوح بين 10 أشخاص و15 شخصاً آخرين عن طريق مخالطتهم عن قرب لمدة عام. وفي غياب العلاج الصحيح، يتوفى 45% من الأشخاص غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري في المتوسط من جرّاء السل، ويتوفى جميع المصابين بالفيروس تقريباً.

وغالباً ما يصيب السل البالغين في سنوات العمر التي تشهد ذروة إنتاجيتهم. بيد أن كل الفئات العمرية معرضة لخطره. وتحدث نسبة تتجاوز 95% من الحالات والوفيات في البلدان النامية. وتبلغ احتمالات تعرض مرضى فيروس العوز المناعي البشري للإصابة بالسل النشيط ما بين 20 و30 ضعف احتمالات تعرض غيرهم للإصابة به. وتزيد احتمالات الإصابة بالسل النشيط أيضاً بين الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أخرى تؤدي إلى ضعف جهازهم المناعي. ويزيد تعاطي التبغ بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالسل والموت من جرائه. وتُعزى نسبة تتجاوز 20% من حالات السل على الصعيد العالمي إلى التدخين.
وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2018، أن السل هو أحد أهم عشرة أسباب للوفاة في جميع أنحاء العالم. ففي عام 2017 ، أصيب 10 ملايين شخص بمرض السل ، وتوفي 1.6 مليون شخص بسبب هذا المرض ، بما في ذلك 0.3 مليون بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. ففي عام 2017 ، كان هناك ما يقدر بنحو 0.9 مليون حالة جديدة للسل بين الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ، 72 % منهم كانوا يعيشون في أفريقيا. وفي عام 2017 ، وقع أكبر عدد من حالات السل الجديدة في مناطق جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ ، مع ظهور 62 % من الحالات الجديدة ، تليها المنطقة الأفريقية ، مع ظهور 25% من الحالات الجديدة. وفي عام 2017 ، وقعت 87 % من حالات السل الجديدة في 30 دولة تعاني من عبء السل. استحوذت 8 بلدان على ثلثي حالات السل الجديدة وهي : الهند والصين وإندونيسيا والفلبين وباكستان ونيجيريا وبنغلاديش وجنوب إفريقيا.

وفي عام 2017 ، أصيب ما يقدر بمليون طفل بمرض السل وتوفي 230 ألف طفل بسبب السل بمن فيهم الأطفال المصابون بالسل المرتبط بفيروس العوز المناعي البشري. والسل هو القاتل الرئيسي للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
ولا يزال السل المقاوم للأدوية المتعددة (MDR-TB) يمثل أزمة صحية عامة وتهديدا للأمن الصحي. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود 558 ألف حالة جديدة مقاومة للريفامبيسين - وهو أكثر أدوية الخط الأول فاعلية ، منها 82% مصاب بمرض السل المقاوم للأدوية. ويقع عبء السل المقاوم للأدوية المتعددة إلى حد كبير على 3 دول - الهند والصين والاتحاد الروسي - والتي تمثل مجتمعة ما يقرب من نصف الحالات العالمية. كان حوالي 8.5 ٪ من حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة (TBR-TB) على نطاق واسع مقاومًا للعقاقير (XDR-TB) في عام 2017.

أ ش أ