• السنة الدولية للجدول الدوري للعناصر الكيميائية
    السنة الدولية للجدول الدوري للعناصر الكيميائية

القاهرة في 23 يناير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" يوم 29 يناير الإطلاق الرسمي للسنة الدولية للجدول الدوري للعناصر الكيميائية ، حيث وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 72 على اقتراح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بأن يكون عام 2019 العام الدولي للجدول الدوري للعناصر الكيميائية مع إعطائه الرمز (IYPT 2019) . وبينت الجمعية في قرارها أهمية زيادة الوعي العالمي حول دور العلوم الأساسية، ولاسيما الكيمياء والفيزياء ،إذ ترسي هذه العلوم الأسس اللازمة لإيجاد الحلول للعديد من التحديات الإنمائية التي تواجهها الدول الأعضاء في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ . كذلك توفير حلول للتحديات العالمية في مجالات الطاقة والتعليم والزراعة والصحة، ودور الانجازات الكبيرة للجدول الدوري للعناصر في ذلك.
وستكون تلك السنة أيضاً بمثابة تكريم لاكتشاف وتسمية أربعة عناصر فائقة الثقل في جدول مندليف الدوري للعناصر الكيميائية عبر برامج تعاون علمي دولي وثيق، وهي العناصر ذات الأعداد الذرية ١١٣ (نيهونيوم) و ١١٥ (موسكوفيوم) و ١١٧ (تينيسين) و ١١٨ (أوغانيسون).

كما ستحتفل السنة الدولية للجدول الدوري للعناصر الكيميائية في عام 2019 بالذكرى السنوية الـ 150 لوضع الجدول الدوري للعناصر الكيميائية، الذي يعود الفضل في استحداثه للعالم الروسي دمتري مندليف، الذي يعد أحد مؤسسي الكيمياء الحديثة. ويكمن الإنجاز الكبير الذي حققه مندليف في عام ١٨٦٩ في أنه تنبأ بخواص خمسة عناصر ومجموعاﺗﻬا، وترك مكانا شاغراً في الجدول الدوري للعناصر التي ستكتشف لاحقا. وإذ يقر بما للكيمياء ولأوجه التقدم المحرزة في البحوث والاكتشافات المتعلقة بالجدول الدوري للعناصر الكيميائية من أهمية في تحقيق التنمية المستدامة وصالح البشرية، ويشدد على أن الجدول الدوري للعناصر الكيميائية يستعمل على نطاق واسع في مجالات المعارف العلمية الأساسية كالكيمياء والفيزياء والبيولوجيا. ويرى أن الاحتفال بالذكرى السنوية المائة والخمسين لوضع الجدول الدوري للعناصر الكيميائية في عام ٢٠١٩ سيتيح فرصة فريدة لإبراز طابع الاستمرارية الذي تتسم به الاكتشافات العلمية في مختلف السياقات مع التركيز بوجه خاص على ترويج تعليم العلوم على كل المستويات لدى الشابات والشبان، ولا سيما في البلدان النامية بما في ذلك في أفريقيا ، ويلاحظ أن سنة ٢٠١٩ تتزامن مع الذكرى السنوية لسلسلة من المحطات البارزة والمهمة في تاريخ الجدول الدوري للعناصر الكيميائية، وتحديداً قيام الكيميائي جابر بن حيان بعزل الزرنيخ والإثمد قبل زهاء ١٢٠٠ عام، واكتشاف الفسفور قبل ٣٥٠ عاماً ، وقيام لافوازييه في عام ١٧٨٩بنشر قائمة تضم ٣٣ عنصراً كيميائياً مصنفة في مجموعات سماها غازات وفلزات ولافلزات وترابيات، واكتشاف يوهان فولفغانغ دوبيراينر قانون الثلاثيات في عام ١٨٢٩، وقيام دمتري مندليف بوضع الجدول الدوري قبل ١٥٠ عاماً ، واكتشاف مارغريت بيريه عنصر الفرانسيوم في عام ١٩٣٩، ويدرك أن سنة ٢٠١٩ تمثل مناسبة لاستعراض الإنجازات العلمية الاستثنائية التي حققتها البشرية منذ أن اكتشف دمتري مندليف الجدول الدوري للعناصر الكيميائية في عام ١٨٦٩.
وبالإضافة لليونسكو سيدعم احتفالات عام 2019 عدد من الاتحادات العلمية الدولية مثل : المجلس الدولي للعلوم (ICSU)، والرابطة الأوربية للعلوم الكيميائية والجزيئية (EuCheMS)، والاتحاد الفلكي الدولي (IAU)، والاتحاد الدولي لتاريخ وفلسفة العلوم والتكنولوجيا(IUHPAST) .

تعريف الجدول الدوري: هو جدول مختص بعلم الكيمياء، يعرض فيه العناصر الكيميائية مرتبة حسب تزايد أعدادها الذرية، كما تتواجد فيه العناصر المتشابهة في خواصها الكيميائية مرتبة على شكل أعمدة، وتسمى مجموعة، بينما يتم ترتيب العناصر المتشابهة في عدد الإلكترونات بشكل أفقي وتسمى دورة. وتم ترتيب الجدول الدوري لأول مرة في عام 1869 على يد العالم دميتري مندلييف، حيث قام بترتيب العناصر الكيميائية بناءً على الوزن الذري لها، ثم قام العالم الفيزيائي هنري موزلي بترتيبه تبعاً للأعداد الذرية عوضاً عن الوزن الذري، حيث يعبر العدد الذري للعنصر عن عدد البروتونات الموجودة في ذرته.
ويقسيم الجدول الدوري إلى مجموعات تتوزع فيها العناصر البالغ عددها 118 عنصر كيميائي، حيث تصنف العناصر من 1- 98 بأنها موجودة في الطبيعة ، أما بقية العناصر من 99- 118 فإنها من صنع الإنسان وتصنع في المختبرات فقط.
وقد خضع الجدول الدوري لتحديثات على يد الكيميائي هنري موزلي عام 1911، حيث قام بإعادة ترتيب العناصر وفقاً لعددها الذري، ومع تقادم الزمن أحدثت عليه عدة تعديلات بعد كل مرة تكتشف فيها عناصر جديدة. وتكمن أهمية الجدول الدوري باستخداماته في مختلف مناحي الحياة للعلماء وطلاب الكيمياء في تقديم تفصيلاً واضحاً للخصائص الكيميائية، والفيزيائية للعناصر الكيميائية، والاختلافات بين المجموعات.

أ ش أ