• أسبوع الوئام العالمي بين الأديان
    أسبوع الوئام العالمي بين الأديان

القاهرة في 31 يناير / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو" اعتبارا من يوم غد (الجمعة ) أسبوع الوئام العالمي بين الأديان ، هو حدث سنوي تحتفل به على مدى الأسبوع الأول من شهر فبراير ، وذلك ابتداء من عام 2011.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 5/65 والذي اتخذ في أكتوبر 2010،. وأشارت الجمعية العامة في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم . واعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والإنسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة جميع الدول إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة ، على أساس طوعي ووفقا للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.

وكان تم طرح مبادرة أسبوع الوئام بين الأديان لأول مرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر 2010 من قبل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك الأردن. وبعد أقل من شهر، وبالتحديد في 20 أكتوبر 2010، تم تبني المبادرة بالإجماع من قبل الأمم المتحدة، ليصبح أول أسبوع من شهر فبراير ، أسبوع الوئام بين الأديان.

وترتكز فكرة أسبوع الوئام بين الأديان على العمل الرائد لمبادرة كلمة سواء. وقد انطلقت هذه المبادرة في عام 2007، حيث دعت كلا من العلماء المسلمين والمسيحيين للحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين وهما "حب الله وحب الجار" من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم. وتعد هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية الثلاث، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية عقائدية ممكنة. وتتعدى مبادرة أسبوع الوئام بين الأديان هاتان الوصيتان من خلال إضافة "حب الخير، وحب الجار"، وتشمل هذه المعادلة كل أطراف النوايا الحسنة، بالإضافة إلى جميع الأفراد الذين يؤمنون بديانات أخرى، أو ممن لا يؤمنون بأي ديانة.

ويطلق مفهوم حوار الأديان على المنتديات والاجتماعات التي تكون بين أتباع الديانات السماوية المختلفة بهدف تحقيق غايات معينة منها نبذ العنف والتمييز العرقي والطائفي، ومكافحة الإرهاب، والوصول إلى نقطة تلاقي، وقاسم مشترك بين جميع أتباع الديانات السماوية بهدف التعاون من أجل مصلحة البشرية وبما يعود بالنفع عليها في جميع المجالات، وبما يجنبها مخاطر الخلاف والتناحر.
ويأتي موقف الإسلام من مسألة حوار الأديان ، فهو موقف إيجابي يشجع على تعزيزه، فعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه العزيز أن الدين المتقبل عنده هو الإسلام فقط، وأن الله لن يقبل من الناس غيره، إلا أن تلك الحقيقة لم تمنع المسلمين من السعي لبناء قواسم مشتركة بينهم وبين غيرهم من الديانات السماوية، مبنية على الحوار، وتبادل الأفكار، وإن أهم ما يرتكز عليه مفهوم حوار الأديان في الإسلام ما يلي:
- الإيمان بضرورة استمرار دعوة أتباع الديانات السماوية للجلوس على طاولة الحوار من أجل التوصل إلى نقاط مشتركة بين المسلمين وغيرهم على قاعدة بيان الصواب والخطأ، والحق والباطل. ، قال تعالى:
- التأكيد على حسن الأساليب المستخدمة في الحوار، فالحوار ليس هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة للوصول إلى الاتفاق، ومن بين الأساليب التي حث عليها الإسلام في الدعوة والحوار عموماً أسلوب الموعظة الحسنة، والتذكير الطيب، والمجادلة الرفيقة التي لا يكون فيها غلظة أو شدة.
- التأكيد على معاني التعارف والتعاون الإنساني الذي لا تشترط له وحدة العقائد والأديان، وقد ضرب النبي عليه الصلاة والسلام المثال والنموذج في ذلك حينما كان يتعامل مع أهل الكتاب، فالناس جميعاً قادرون على أن يتعاونوا فيما بينهم وإن اختلفت أديانهم من أجل مصلحة البشرية عموماً .

أ ش أ