• اليوم العالمي للمعلمين
    اليوم العالمي للمعلمين

القاهرة في 4 أكتوبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث أ ش أ

تحيي منظمة اليونسكو غدا اليوم العالمي للمعلمين ، حيث يركز الاحتفال هذا العام 2020 تحت شعار " المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصور جديد للمستقبل" ، حيث يسلط الضوء على إجراء تقييم شامل لما أُنجز ولفت الانتباه إلى المعلمين الذين يمثلون نواة الجهود المبذولة من أجل بلوغ الهدف العالمي للتعليم القائل بعدم ترك أي أحد خلف الركب. وقد جاءت جائحة "كوفيد-19" لتزيد من حجم الصعوبات التي تعاني منها النظم التعليمية المجهدة أصلاً في العالم، وليست هناك مبالغة في القول إن العالم يقف عند مفترق طرق، وعلينا أن نعمل الآن وأكثر من أي وقت مضى، مع المعلمين لحماية الحق في التعليم وتطبيقه في ظلّ الظروف الجديدة التي فرضتها الجائحة. إن الدور القيادي الذي اضطلع به المعلمون عند التصدي للأزمة لم يكن مناسباً وحسب، وإنما كان حاسماً أيضاً من ناحية الإسهامات التي قدمها المعلمون لتوفير التعلم عن بعد، ودعم الفئات الضعيفة وإعادة فتح المدارس وضمان سد الثغرات التعليمية. وتتناول النقاشات التي ستقام بمناسبة اليوم العالمي للمعلمين، دور المعلمين في بناء القدرة على الصمود ورسم ملامح مستقبل التعليم ومهنة التعليم.

وينظم اليوم العالمي للمعلمين سنوياً بتاريخ 5 أكتوبر منذ عام 1994، لإحياء ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966 بشأن أوضاع المدرسين. وتضع هذه التوصية مؤشرات مرجعية تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلمين، ومعايير إعدادهم الأولى وتدريبهم اللاحق، وحشدهم، وتوظيفهم، وظروف التعليم والتعلم. أما توصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي فقد اُعتمدت في عام 1997 لتكمل توصية عام 1966 فيما يخص أوضاع هيئات التدريس والبحوث في التعليم العالي. وبعد اعتماد هدف التنمية المستدامة 4 المعني بالتعليم، وإقرار المرصد 4-ج المخصص لدور المعلّمين الرئيسي في تحقيق جدول أعمال التعليم لعام 2030، فقد أصبح اليوم العالمي للمعلمين فرصة للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقيّة، وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس.

وكشف تقرير اليونسكو ، حيث فرضت التحديات غير المسبوقة التي أوجدتها جائحة "كوفيد- 19" قيوداً على نظم التعليم المقيدة أساساً بعدة طرق جديدة؛ الأمر الذي ترتب عنه إجراء مراجعة لأساليب التعليم التي ينتهجها المعلمون وأداء عملهم بشكل عام. ومع تسارع العالم لكبح انتشار جائحة "كوفيد-19"، كان 191 بلداً قد أغلقت مدارسها، من مرحلة ما قبل الإعدادية إلى المستوى الجامعي، مما أثّر على مليار ونصف طالب وطالبة، أو أكثر من 9 طلاب من بين كل 10 طلاب حول العالم.
ولتقليل هذا الانقطاع، تحولت كثير من الحكومات والمؤسسات إلى التعليم عن بعد للحفاظ على التدريس والتعلم. ويسمح التعلم عبر الإنترنت للمعلمين والمعلمات بالحفاظ على بيئة شبيهة بالصف من أجل الطلاب، لإرسال الواجبات واستلام الفروض المكتملة من أجل تقييمها. كما يسمح للمعلمين بالحفاظ على التواصل اليومي مع الطلاب، بحيث لا يتفقدون تقدّمهم التعليمي فحسب وإنما عافيتهم أيضاً. ومع ذلك، فوفقاً لأرقام جمعت مؤخراً بواسطة فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين، استناداً إلى البيانات المستمدة من معهد اليونسكو للإحصاء والاتحاد الدولي للاتصالات، يواجه نصف طلاب العالم تقريباً عوائق كبيرة في التعلّم عبر الإنترنت. وعلى مستوى العالم، هناك ما يقارب 826 مليون نسمة، أي 50 % من الناس، لا يتوفر لديهم جهاز حاسوب منزلي، بينما يوجد 706 ملايين نسمة، أي 43 % من الناس ليس لديهم اتصال بالإنترنت في بيوتهم. وفي البلدان المنخفضة الدخل، تبلغ معدلات السبل المتاحة إلى الحواسيب وشبكة الإنترنت أدنى من ذلك. ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تبلغ نسبة المتعلمين ممن لا تتوفر لديهم أجهزة حواسيب منزلية 89 % ، وأما من يفتقرون إلى سبل الاتصال بشبكة الإنترنت فتبلغ نسبتهم 82% .
وقد أظهرت الهواتف الجوالة قدرات كبيرة في الربط بين المتعلمين لنقل المعلومات إليهم وما بين أحدهم الآخر، ولكن هناك 56 مليون متعلم تقريباً حول العالم يعيشون في مواقع نائية لا تخدمها شبكات الهواتف الجوالة، ونصفهم تقريباً يعيشون في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد تحولت بعض البلدان إلى وسائط تقليدية أكثر، لضمان إتاحة السبل الفئات المتأثرة بالتفاوت الرقمي.
وذكر تقرير اليونسكو ، لقد كان تحويل المواد التعليمية إلى النمط الرقمي في غضون مهلة قصيرة تحدياً كبيراً نظراً إلى أن عدداً قليلاً من المعلمين لديهم مهارات رقمية ومهارات قوية في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفي العديد من بلدان جنوب غرب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا يمتلك سوى 20% أو أقل من الأسر اتصالاً بالإنترنت في المنزل، ناهيك عن نقص أجهزة الحاسوب الشخصية. وعلاوة على ذلك، يقدر عدد معلمين ومعلمات المرحلتين الإعدادية والثانوية حول العالم ممن تأثروا بالانقطاع غير المسبوق الذي تسببت به جائحة "كوفيد-19" بـ 63 مليون شخص. وحتى بالنسبة إلى المعلمين والمعلمات في بلدان تتميز ببنية تحتية يعول عليها في تقنية المعلومات والاتصالات مع شبكة اتصال منزلية، فإن التحول السريع إلى التعلم عبر الإنترنت كان يشكل تحدياً. وبالنسبة إلى المعلمين في المناطق التي لا تتاح فيها تقنية المعلومات والاتصالات وغيرها من منهجيات التواصل عن بعد، مثل الكاميرون، حيث تبلغ نسبة المعلمين الذين لديهم منفذ لاستخدام جهاز حاسوب 20-25% فقط ، فقد كان الانتقال صعباً أو من باب المستحيل.
وتشكل تربية المعلم تحدياً على وجه خاص في البلدان المنخفضة الدخل. ففي عموم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، استوفى 64 % فقط من معلمي المرحلة الإعدادية ، و50 % من معلمي المرحلة الثانوية الحد الأدنى من متطلبات التدريب الوطنية الخاصة بالتدريس. وفي بلدان كثيرة، قلما يغطي التدريب مهارات تقنية المعلومات والاتصالات على نحو واف . وبالإضافة إلى ذلك، ليس هناك عدد كاف من المعلمين والمعلمات في البلدان المنخفضة الدخل، مما ينتج عنه صفوف كبيرة العدد يكافح فيها المعلّمون والمعلّمات لمنح كل طفل تعليماً مخصصاً له. ومقارنةً بالمعيار المقارن الدولي البالغ 1 معلم لكل 28 تلميذاً في المرحلة الإعدادية، هناك 1 معلم متدرب فقط لكل 56 تلميذاً في البلدان المنخفضة الدخل، و1 معلم لكل 60 تلميذاً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

أ ش أ