• اليوم الدولي الأول لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء
    اليوم الدولي الأول لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء

القاهرة في 3 سبتمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم يوم 7 سبتمبر لأول مرة اليوم الدولي لنقاوة الهواء من جل سماء زرقاء ، حيث يتسبب تلوث الهواء الذي يقتل أكثر من 6 ملايين شخص كل عام، أي في وفاة 1 من بين كل 9 أشخاص، وهو أكبر خطر على الصحة البيئية في عصرنا . والملوثات المحمولة جوا مسؤولة عن نحو ثلث الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وسرطان الرئة، فضلا عن ربع الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية. كما أن تلوث الهواء يغير مناخنا بصورة جوهرية، مع ما لذلك من عواقب وخيمة على صحة كوكبنا. ويأتي تلوث الهواء من مصادر عديدة – بدءا من مواقد الطهي ومصابيح الكيروسين وصولا إلى محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، والانبعاثات الناجمة عن المركبات ، والأفران الصناعية، وحرائق الغابات، والعواصف الرملية والترابية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت قرارها رقم 212/74 في ديسمبر 2019، اعتبار يوم 7 سبتمبر يوماً دولياً لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء ، حيث يهدف إلي تحسين نوعية الهواء والتخفيف من آثار تغير المناخ . كذلك شجعت الجمعية العامة بتزايد اهتمام المجتمع الدولي بنقاوة الهواء، فشددت على ضرورة بذل مزيد من الجهود من أجل تحسين نوعية الهواء، بما في ذلك الحد من تلوث الهواء من أجل حماية صحة الإنسان.

يمثل تلوث الهواء الخطر البيئي الأكبر على الصحة البشرية وأحد أهم الأسباب التي يمكن تجنبها للوفيات والأمراض على الصعيد العالمي، حيث تخترق جزيئات التلوث الصغيرة التي لا ترى الرئتين ومجرى الدم والجسم. وهذه الملوثات مسؤولة عن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة ، فضلاً عن ربع الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية ، بينما يتسبب الأوزون الموجود على مستوى سطح الأرض، والناتج عن تفاعل عديد الملوثات المختلفة في ضوء الشمس، هو كذلك سبب للربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
وإذ تسلم بأن تلوث الهواء في البلدان النامية بوجه خاص يؤثر بشكل غير متناسب على النساء والأطفال وكبار السن ولا سيما ضمن الفئات السكانية ذات الدخل المنخفض التي تتعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء المحيط وتلوثه داخل المباني نتيجة للطهي والتدفئة بوقود الحطب والكيروسين. كما أنه يمثل مشكلة عالمية ذات آثار بعيدة المدى بسبب انتقاله لمسافات بعيدة، خصوصا بدون تدخل حازم للتصدي له. ويقدر بأن أعداد الوفيات المبكرة الناتجة عن تلوث الهواء المحيط ستشهد زيادة تتجاوز 50 % بحلول عام 2050 .
وتعد ملوثات المناخ قصيرة العمر من بين الملوثات الأكثر ارتباطًا بكل من الآثار الصحية والاحترار قريب المدى لكوكب الأرض. وتبقى هذه الملوثات في الأجواء لمدة تصل إلى بضعة أيام أو حتى عدة عقود، لذلك فإن الحد منها قد يكون له فوائد صحية ومناخية فورية تقريباً لمن يعيشون في أماكن تنخفض فيها المستويات. وتترتب على تلوث الهواء تكاليف مرتفعة على المجتمع بسبب آثاره الضارة على الاقتصاد وعلى إنتاجية العمل وتكاليف الرعاية الصحية والسياحة، بين أمور أخرى، مشيرة إلى الفوائد الاقتصادية للاستثمار في السيطرة على تلوث الهواء، ومدركة بالتالي أنه يوجد أساس منطقي اقتصادي لاتخاذ التدابير، وأنه توجد بالفعل حلول فعالة من حيث التكلفة لمعالجة تلوث الهواء. كما أن نوعية الهواء الرديئة تشكل تحدياً لجميع البلدان في سياق التنمية المستدامة، ولا سيما في المدن والمناطق الحضرية للبلدان النامية، حيث تكون مستويات تلوث الهواء أعلى من القيم الحدية العليا التي تحددها المبادئ التوجيهية لنوعية الهواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بعض ملوثات الهواء مثل الكربون الأسود والميثان والأوزون السطحي هي أيضاً من ملوثات مناخية قصيرة العمر وتتسبب في نسبة كبيرة من الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء، فضلاً عن آثارها على المحاصيل، وبالتالي على الأمن الغذائي، وبأن تخفيضها يحقق فوائد مناخية.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وتحالف المناخ والهواء النظيف اليوم قد أعلنت إلي "مبادرة الهواء النظيف" ، ودعت الحكومات على كافة المستويات للانضمام إلى المبادرة. وتدعو "مبادرة الهواء النظيف" الحكومات الوطنية ودون الوطنية إلى الالتزام بتحقيق جودة هواء آمنة للمواطنين ، ومواءمة سياسات تغير المناخ وتلوث الهواء بحلول عام 2030.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية ، يتسبب تلوث الهواء كل عام في 7 ملايين حالة وفاة مبكرة ، منها 600 ألف طفل . فهناك نحو 3 مليارات نسمة ممن يحرقون الكتلة البيولوجية (الحطب والروث والمخلفات الزراعية) والفحم على نيران مكشوفة أو مواقد مسرّبة للدخان لأغراض الطهي وتدفئة منازلهم ؛ ويزيد على 4 ملايين نسمة عدد من يقضون في مراحل مبكرة من جراء الإصابة بأمراض يمكن ردها إلى تلوّث الهواء داخل المنزل نتيجة حرق الوقود الصلب داخله. وينجم عن التعرض للهواء الملوث داخل المنزل 3.8 مليون حالة وفاة مبكرة سنوياً من جراء الإصابة بأمراض غير سارية، ومنها السكتة الدماغية ومرض القلب الإقفاري والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة. وفقا للبنك الدولي ، يكلف تلوث الهواء الاقتصاد العالمي ما يقدر بنحو 5.11 تريليون دولار أمريكي من خسائر الرفاهية ، وفي البلدان الخمسة عشر التي لديها أعلى انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري ، تقدر تكلفة الآثار الصحية لتلوث الهواء بأكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك ، فإن الوفاء باتفاق باريس بشأن تغير المناخ يمكن أن ينقذ أكثر من مليون شخص سنوياً بحلول عام 2050 ويؤدي إلى فوائد صحية تقدر بنحو 54.1 تريليون دولار أمريكي - حوالي ضعف تكاليف التخفيف - من خلال تقليل تلوث الهواء وحده. ويمكن للحكومات على جميع المستويات الانضمام إلى مبادرة الهواء النظيف من خلال الالتزام بإجراءات محددة ، بما في ذلك : تنفيذ سياسات جودة الهواء وتغير المناخ التي ستحقق القيم التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن جودة الهواء المحيط ؛ تنفيذ سياسات وإجراءات التنقل الإلكتروني والتنقل المستدام بهدف إحداث تأثير حاسم على انبعاثات النقل البري ؛ تقييم عدد الأرواح التي يتم إنقاذها ، والمكاسب الصحية لدى الأطفال والفئات الضعيفة الأخرى ، والتكاليف المالية التي يتم تجنبها على الأنظمة الصحية نتيجة تنفيذ سياساتها ؛ تتبع التقدم ومشاركة الخبرات وأفضل الممارسات من خلال شبكة دولية تدعمها منصة عمل تنفس الحياة ( Breathelife). وقد انضمت حكومات من 138 مدينة ومنطقة ودول إلى مبادرة الهواء النظيف.

أ ش أ