• اليوم العالمي لصون النظام البيئى لغابات المانجروف
    اليوم العالمي لصون النظام البيئى لغابات المانجروف

القاهرة في 25 يوليو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي غدا الأحد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" اليوم العالمي لصون النظام الإيكولوجي( البيئى ) لغابات المانجروف ، التى تساهم النظم البئية لأشجار الأيك الساحلية (المنغروف أو المنجاروف) في حماية الخطوط الساحلية وتخفيف آثار التغيرات المناخيّة والظواهر الجوية القاسية ، و تعتبر نادرة غنية ومذهلة وتوجد على الحدود بين اليابسة والماء. وتوفّر هذه النظم الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية ؛ كما تقدم هذه النظم أيضاً كتلة حيوية متنوعة ،بالإضافة إلى أصناف مختلفة من الأسماك وسلع وخدمات الغابات ومصايد أسماك مستدامة ؛
وكان المجلس التنفيذى لليونسكو قد أقر فى دورته الـ 38 القرار 197 / 41 لعام 2015، بإعلان يوم 26 يوليو يوما دوليا لصون النظام الإيكولوجى لغابات المانجروف، بناء على اقتراح تقدمت به دولة الإكوادور بدعم من مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبى ، لإعداد خطة إقليمية لصون غابات المانجروف في جنوب شرق المحيط الهادئ.
وأشجار المانجروف مهددة من الأنشطة البشرية في نواح كثيرة. فعلى الصعيد العالمي ، يزيد فقدان غابات المانجروف من 3 إلى 5 مرات أعلى من غابات الغابات الأرضية. ويقدر معدل التدهور والتدمير بحوالي 1% في السنة. ومنذ عام 1980 ، تشير التقديرات إلى فقدان 20-35% من غابات المانجروف على مستوى العالم. إن تدمير غابات المانجروف مسؤول عن حوالي 10% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناتجة عن إزالة الغابات - 240 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا. فعندما نفكر في احتجاز الكربون ، ينبغي أن نفكر في غابات المنغروف بدلاً من الغابات المطيرة الاستوائية. ويمكن أن تكون النظم البيئية للكربون الأزرق ، تلك الأنظمة في المناطق الساحلية بما في ذلك أشجار المانجروف والأعشاب البحرية ومستنقعات المد والجزر ، أكثر فاعلية من الأنظمة البيئية الأرضية في تخزين الكربون. وأشجار المانجروف عبارة عن أجهزة تنقية غازات كربونية طبيعية ، تقوم بإخراج ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتعبئته بعيدًا لآلاف السنين أو أكثر في تربتها الغنية. ويقدر أن أشجار المانجروف تخزين الكربون بنسبة 3 إلى 4 مرات أكثر من الغابات الاستوائية. وتشيردراسة جديدة إلى أن التقديرات السابقة كانت منخفضة وأن تربة المانجروف كانت تحتوي على حوالي 6.4 مليار طن متري من الكربون في عام 2000. وتوفر غابات الأراضي الرطبة العديد من الفوائد الأخرى للمجتمعات الساحلية. وهي تعمل كحواجز عاصفة ، تحمي المناطق الداخلية من الفيضانات والتآكل عن طريق تبديد طاقة الأمواج الكبيرة، وهي تساعد في تصفية مجموعة متنوعة من ملوثات المياه ، وتحبس الرواسب الزائدة . كما أنها تساعد الاقتصادات الساحلية من خلال توفير مشاتل الأسماك وإنتاج الغذاء.
وباستخدام بيانات الرواسب من 10 آلاف سنة مضت ، قدّر فريق دولي بقيادة جامعة ماكواري الأسترالية فرص بقاء غابات المانجروف على أساس السيناريوهات المستقبلية لمعدلات ارتفاع مستوى سطح البحر. وفي هذا السياق، حذرت دراسة حديثة من أن أشجار المانجروف التي تنمو على طول السواحل في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في 78 موقعا في الأمريكتين وأفريقيا وآسيا وأستراليا سيكون من الصعب أن تحافظ على نموها بصورة مستمرة؛ بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر. وأوضحت الدراسة التي أجراها فريق دولي من الباحثين بعدد من الجامعات، ونشرتها دورية "ساينس" ، أن تدهور تلك الأشجار ستترتب عليه مخاطر بيئية، مثل ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه هذه النوعية من الأشجار بكثافة، وتقليل عدد المخازن الحيوية المؤقتة لغازات الدفيئة. وأظهرت النماذج الحسابية - المرتكزة على إيجاد العلاقة بين معدلات ارتفاع مستويات سطح البحر ومعدلات النمو العمودي لأشجار المانجروف من جانب ، وقدرتها على تكوين جذورها العتيدة من جانب آخر- تراجع هذه النظم البيئية الحيوية أمام استمرار الارتفاع النسبي لمستوى سطح البحر، كما أكدت النتائج الأهمية الحيوية لبقاء هذه النظم الإيكولوجية من الناحيتين البيئية والاقتصادية.
وتشير الدراسة إلى أن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر تضاعف من 1.8 ملليمتر سنوياً في بدايات القرن العشرين إلى 3.4 ملليمترات سنويا في السنوات الأخيرة ، الأمر الذي كانت له آثار سلبية على غابات المانجروف التي يعود نموها إلى ما بين 7500 إلى 9800 سنة من الآن. وتوضح الدراسة أنه من المحتمل بنسبة تتجاوز الـ90% أن تعجز تلك الأشجار عن الحفاظ على نموها المستمر في حالة بلوغ ارتفاع مستوى سطح البحر 6.1 ملليمترات، وهو أمر مرجح حدوثه على سواحل المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في غضون 30 عاماً ما لم يتم تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري . الأمر سيزداد سوءاً وسط توقعات بارتفاع مستوى سطح البحر بأكثر من 10 ملليمترات سنويا بحلول عام 2100، ما يزيد من حجم التهديدات بالنسبة لأشجار المانجروف. ووفق نتائج الدراسة، من المتوقع أن يتسارع معدل الارتفاع النسبي لمستوى سطح البحر في المواقع الاستوائية وشبه الاستوائية من متوسط قدره قرابة 3.4 ملليمترات سنويا إلى متوسط قدره قرابة 5 ملليمترات سنويا في حال السيناريوهات منخفضة الانبعاثات، وقرابة 10 ملليمترات في حال السيناريوهات عالية الانبعاثات بحلول عام 2100.

أ ش أ