• اليوم العالمي للسكان
    اليوم العالمي للسكان

القاهرة في 8 يوليو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم يوم 11 يوليو من كل عام "اليوم العالمي للسكان" ، ويأتي الاحتفال هذا العام 2020 تحت شعار " إبطاء انتشار كوفيد -١٩ كيفية الحفاظ على صحة وحقوق النساء والفتيات الآن" ، حيث أحدثت أزمة كوفيد 19 خسائر فادحة في الناس والمجتمعات والاقتصادات في كل مكان. ولكن لا يتأثر الجميع بالتساوي، فالنساء اللاتي يمثلن أكبر حصة من العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية ، على سبيل المثال ، يتعرضن بشكل غير متناسب للفيروس التاجي. ويتم تعطيل سلاسل التوريد حول العالم ، مما يؤثر على توافر وسائل منع الحمل ويزيد من خطر الحمل غير المقصود. وفي الوقت الذي تغلق فيه الدول أبوابها وتعاني النظم الصحية من أجل التأقلم ، يجري تهميش خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ويتزايد العنف القائم على نوع الجنس.
ويضرب الوباء المجتمعات المهمشة بشكل خاص ، ويعمق عدم المساواة ويهدد بتراجع جهودها إن استجابتنا لكوفيد - 19 في كل بلد أمر بالغ الأهمية وسوف تحدد مدى سرعة تعافي العالم وما إذا كنا نحقق أهداف التنمية المستدامة أم لا. وتشير تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان ، التى توضح المذكرة التوجيهية بالنسبة لما يقرب من 48 مليون امرأة وفتاة متضمنين 4 ملايين امرأة حامل حددهم صندوق الأمم المتحدة للسكان بأنهم بحاجة إلى مساعدة وحماية إنسانية في عام 2020، فإن المخاطر التي يشكلها تفشي كوفيد-19 سوف تتضخم. وتدعو المذكرة إلى خطط عمل إنسانية لتفسير الحاجة إلى التصدي للجائحة.
وكان مجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أعلن عن مناسبة اليوم العالمي للسكان لتركيز الاهتمام على أهمية قضايا السكان في عام 1989، بسبب الاهتمام الناجم عن وصول عدد سكان العالم إلى 5 مليارات في 11 يوليو عام 1987. وقررت الجمعية العامة ، بموجب قرارها 216/45 في ديسمبر 1990، اعتبار يوم 11 يوليو يوما عالميا للسكان ، حيث يعزز الوعي بقضايا السكان وعلاقتها بالبيئة والتنمية. وتم الإحتفال بهذا اليوم الدولي لأول مرة في 11 يوليه 1990 في أكثر من 90 بلد. وتشير التقديرات الحالية إلى أن ما يقرب من 83 مليون شخص يُضافون إلى سكان العالم كل عام. وحتى على افتراض أن مستويات الخصوبة ستستمر في الانخفاض، فمن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.6 مليار في عام 2030، و 9.8 مليار في عام 2050، و 11.2 مليار في عام 2100، وفقا الإسقاطات المتغيرات المتوسطة.

وكشف تقرير حالة السكان لعام 2020 ، إلي أن جائحة كوفيد -19 تعمل علي يعمل إجهاد أنظمة الصحة العامة ، مما يؤدي إلى اتخاذ تدابير غير مسبوقة من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك القيود المفروضة على الحركة وأوامر الملاجئ. وتظهر الأدلة من الفاشيات السابقة أن هذه الأزمة يمكن أن تلحق خسائر فادحة بالنساء والفتيات. فالمرأة ممثلة بشكل غير متناسب في قطاعي الخدمات الصحية والاجتماعية ، مما يزيد من خطر تعرضها للمرض. كما يزيد الإجهاد ، ومحدودية الحركة وتعطل سبل العيش من تعرض النساء والفتيات للعنف والاستغلال على أساس الجنس. وإذا أعادت النظم الصحية توجيه الموارد بعيداً عن خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ، فقد يعاني وصول النساء إلى تنظيم الأسرة والرعاية السابقة للولادة والخدمات الحيوية الأخرى.
وفقا لبحث صدر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان ، الوكالة الأممية المعنية بتعزيز الصحة والحقوق الإنجابية، فإن الحالة الصحية العامة الطارئة بسبب كوفيد -19 تفرض قيودا على الحركة وتعطل سلسلة الإمداد، مما يؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين، وعلى وجه الخصوص النساء والفتيات وتعرضهن للعنف القائم على الجنس وغيرها من الممارسات الضارة والتي من المرجح ارتفاعها أكثر خلال الأشهر المقبلة. وكشف البحث الذي تم إعداده بمساهمة من جامعة جون هوبكينز (الولايات المتحدة) وجامعة فيكتوريا (أستراليا) ومنظمة أفنير هيلث ، النقاب عن النطاق الهائل لتأثير كوفيد-19 على السيدات مع العبء الكبير الذي وقع على النظم الصحية ، وإغلاق المرافق أو الحد من الخدمات المقدمة للنساء والفتيات، وتخطّي الكثير منهن الفحوصات الطبية الهامة خوفا من الإصابة بالفيروس.
وبحسب البحث، فإن 47 مليون سيدة من 114 دولة ذات دخل منخفض إلى متوسط قد لا يتمكن من الوصول إلى وسائل تنظيم الأسرة الحديثة ، وهو ما سيؤدي إلى حصول 7 ملايين حالة حمل غير مقصودة إذا استمر الإغلاق لمدة 6 أشهر أخرى. وعلاوة على ذلك، مع كل 3 شهور تضاف إلى الإغلاق، من المتوقع ألا تتمكن مليونا امرأة من الحصول على موانع الحمل الحديثة. وإلى جانب الصحة الإنجابية، تتوقع المنظمة حدوث 31 مليون حالة إضافية من العنف القائم على نوع الجنس إذا استمر الإغلاق لمدة 6 أشهر أخرى. ومع كل 3 أشهر إغلاق، من المتوقع حدوث 15 مليون حالة إضافية من العنف القائم على الجنس.

أ ش أ