• اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها
    اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها

القاهرة في 25 يونيو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم غدا اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع ، حيث يركز الاحتفال هذا العام 2020 على شعار " معرفة أفضل لرعاية أفضل" ، حيث يسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين فهم مشكلة المخدرات العالمية وكيف ستؤدي بدورها المعرفة الأفضل إلى تعزيز تعاون دولي أكبر لمواجهة تأثيرها على الصحة والحكم والأمن. ففي الآونة الأخيرة ، "ابتليت" مجال معالجة مشكلة المخدرات العالمية من خلال التضليل من أنواع عديدة.
وحذر التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة لعام ٢٠١٩، صيحة تحذير من العواقب الصحية الوخيمة بسبب تعاطى المخدرات التي أصبحت أكثر شيوعاً مما كان يعتقد فى السابق. وكشف التقرير عن وجود ٣٥ مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية وصحية سببها تعاطى المخدرات لذلك يحتاجون للعلاج، بينما يكشف الواقع عن شخص واحد فقط يتلقى العلاج من بين كل ستة مرضى.
وكانت الجمعية العامة قد قررت بموجب القرار 42/112 في ديسمبر 1987 ، أن تحتفل في 26 يونيو باليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع كتعبير عن تصميمها على تعزيز العمل والتعاون لتحقيق هدف المجتمع الدولي الخالي من المخدرات إساءة. ويهدف هذا الاحتفال العالمي المدعوم كل عام من قبل الأفراد والمجتمعات والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم ، إلى رفع مستوى الوعي بالمشكلة الرئيسية التي تمثلها المخدرات غير المشروعة للمجتمع.
ويشير تقرير المخدرات العالمي 2019 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة ، حيث يقدم نظرة شاملة حول العرض والطلب على المواد الأفيونية ، والكوكايين ، والقنب ، والمنشطات الأمفيتامين والمواد الجديدة ذات التأثير النفساني (NPS) ، فضلاً عن تأثيرها على الصحة من خلال الأبحاث المحسنة والبيانات الأكثر دقة . ويشير إلى أن الآثار الصحية الضارة لتعاطي المخدرات أكثر انتشارا مما كان يعتقد سابقا. ويشير التقرير عن وجود ٣٥ مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية وصحية سببها تعاطى المخدرات لذلك يحتاجون للعلاج، بينما يكشف الواقع عن شخص واحد فقط يتلقى العلاج من بين كل 7 مرضى. وقد اختار التقرير الدولى الهند ونيجيريا من أكثر الدول التى يتعاطى مواطنوها المخدرات باعتبارهما من الدول الأكثر سكاناً.. وقال التقرير أن عدد من يتعاطى الأفيون ٥٣ مليوناً بزيادة ٥٦% عن الأعوام السابقة ، وأن ثلثي هؤلاء المتعاطين لقوا حتفهم نتيجة التعاطي عام ٢٠١٧ وتحديداً بلغ عدد هؤلاء الضحايا ٥٨٥ ألف مدمن . كما كشف التقرير عن تعاطي ١١ مليون شخص المخدرات بالحقن، ونتج عن ذلك إصابة ١٫٤٠ مليون منهم بفيروس نقص المناعة، و٥٫٦ مليون مصاب بالتهاب الكبد سي . وقد وصلت الخطورة ذروتها بسبب الجرعات المفرطة من الأفيون الصناعى فى أمريكا الشمالية، حيث لقى ٤٧ ألف مدمن مصرعهم فى كندا وأمريكا بزيادة ٣٣%.
وأكد "يوري فيدوتوف" المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة ، إن تعاطي المخدرات مشكلة معقدة وواسعة التأثير على الصحة العامة والسلامة والقضايا الاجتماعية ، مشيراً إلى أنها تؤدي إلى خسائر فادحة للفرد والمجتمع وتودي بحياة أكثر من نصف مليون شخص سنويا. وطالب فيدتوف، بتحقيق التعاون الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، مشيرا إلى أن هذه الأزمة يمكن الوقاية منها. وقال فيدوتوف ، إلى أن الصورة التي رصدها المكتب تكشف مدى الخطورة والتحديات التي على الدول مواجهتها.. وتكمن الخطورة فى الأعمار التى رصدها الخبراء وهم بين ١٥ عاماً و ٦٤ عاماً وقد ارتفعت معدلات التعاطى بنسبة ١٠%. ودق فيدوتوف ، ناقوس الخطر نتيجة التصنيع غير المشروع للكوكايين الذي بلغ أعلى معدلاته مسجلاً ١٩٧٦ طناً بزيادة ٢٥٪ عن العام السابق، والمضبوطات ١٢٧٥ طناً وهى أكبر الكميات على الاطلاق.
وكشف تقرير المخدرات لعام 2019 ، إلى أن تقديرات عام 2017 الأعلى عن فهم أفضل لمدى تعاطي المخدرات من مسوحات جديدة أجريت في الهند ونيجيريا ، والتي تعد من بين الدول العشر الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم. ففي عام 2017 ، كان حوالي 271 مليون شخص ، أو 5.5 % من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 ، قد تعاطوا المخدرات في العام السابق. وعلى الرغم من أنه مشابه لتقدير 2016 ، إلا أن العرض طويل الأجل يوضح أن عدد متعاطي المخدرات أصبح الآن 30% أعلى منه في 2009. وعلى الرغم من أن هذه الزيادة ترجع جزئيا إلى نمو 10% من عدد المستهلكين. سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 سنوات ، تشير البيانات الآن إلى ارتفاع معدل انتشار استخدام المواد الأفيونية في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وتعاطي القنب في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية و آسيا مقارنة مع 2009.
وذكر التقرير إلي أن تصنيع الكوكايين غير المشروع وصل في جميع أنحاء العالم إلى مستوى قياسي بلغ 1976 بالأطنان في 2017 ، بزيادة قدرها 25% عن العام السابق. وفي الوقت نفسه ، زادت كمية الكوكايين العالمية المضبوطة في 2017 بنسبة 13% ، حيث بلغت 1275 طن ، وهو أكبر كمية تم تسجيلها على الإطلاق. كما بلغت أزمة تناول جرعة زائدة من المواد الأفيونية الاصطناعية في أمريكا الشمالية مستويات قياسية جديدة في 2017 ، مع أكثر من وفيات جرعة زائدة من 47 ألف في الولايات المتحدة ، بزيادة قدرها 13% عن العام السابق ، وفيات 4000 المرتبطة بالأفيونيات في كندا ، وهي 33% زيادة من 2016.
ويظل الفنتانيل ونظائره المشكلة الرئيسية لأزمة المواد الأفيونية الاصطناعية في أمريكا الشمالية ، لكن غرب ووسط وشمال أفريقيا تعاني من أزمة أخرى من المواد الأفيونية الاصطناعية ، الترامادول. وزادت مضبوطات الترامادول العالمية من أقل من 10 كجم في 2010 إلى حوالي 9 طن في 2013 ووصلت إلى المستوى القياسي البالغ 125 طن في 2017. ويظهر التقرير أن أحد المجالات التي حقق فيها المجتمع الدولي بعض النجاح هو المواد ذات التأثير النفساني الجديد (NPS) ، كما يتضح من انخفاض في عدد البرامج الوطنية التي تم تحديدها والإبلاغ عنها لأول مرة في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. ولا تزال الوقاية والعلاج غير موجودة في كثير من أنحاء العالم ، حيث يعاني شخص واحد من كل سبعة أشخاص من اضطرابات مرتبطة بالمخدرات كل عام.

أ ش أ