• مقتل السود في أمريكا
    مقتل السود في أمريكا

القاهرة في 15 يونيو/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

أثارت حوادث مقتل جورج فلويد، وريشارد بروكس، الأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية، على يد شرطيين أمريكيين من البيض، والعثور على جثة شاب أسود معلقة إلى شجرة في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، إشكاليات ترتبط بقضية العنصرية في المجتمع الأمريكي، وتحمل أبعاداً سياسية واجتماعية واقتصادية، وحسب مقولة مارتن لوثر كينج، الأمريكي الأسود، "لا يمكن للكراهية أن تطرد الكراهية: الحب وحده يمكنه فعل ذلك.... الرد على العنف بالعنف يضاعفه".

وفي أعقابها انفجرت أعمال العنف في مدينة مينيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا، وامتد منها ليشمل المدن الأمريكية الكبيرة الأخرى، ليشكل حلقة ربما لن تكون الأخيرة في لائحة طويلة وتاريخية من أعمال الشغب والعنصرية في الولايات المتحدة.

وفي الثالث عشر من يونيو الجاري خرجت مظاهرات في مدينة أتلانتا الأمريكية، احتجاجاً على مقتل شاب أسود آخر يدعي ريشارد بروكس، بنيران الشرطة عقب نومه في سيارته وهي في طابور أحد مطاعم الوجبات السريعة، واحتشد عشرات المحتجين في موقع إطلاق الرصاص جنوبي وسط المدينة، وعقبها أعلنت رئيسة بلدية مدينة أتلانتا، استقالة رئيسة شرطة المدينة بعد الحادث.

جاء مقتل بروكس بعد أسابيع من احتجاجات أمريكية مناهضة للعنصرية عقب موت جورج فلويد، ليثير العديد من الإشكاليات بشأن قضية العنصرية في المجتمع الأمريكي ومسئولية الجمهوريين والديمقراطيين عنها والسجل الأمريكي من هذه الحوادث وكيفية معالجة هذه الإشكاليات المتجذرة في المجتمع الأمريكي والآليات المناسبة في هذا الصدد.

مسئولية مشتركة

وفقاً لدراسات وتقارير، فإن هذه الحوادث ليست هي الأولي من نوعها، فقد شهدت أمريكا العديد من هذه الحوادث، حيث تعود جذور المواجهات شبه اليومية بين الشرطة والأقليات في أمريكا، وخصوصا السود منهم، إلى قرون عدة، الأمر الذي نتج عنه ظهور منظمات عنصرية من البيض والسود على حد سواء، ومن أشهر منظمات للبيض، منظمة الـ"كوكلوكس كلان" والـ"ك ك ك"، ومن أشهر منظمات الدفاع عن السود جاءت تحت شعار (حياة السود مهمة)، وحركات يسارية متشددة مثل "أنتيفا" و"أناركيون" (فوضويون).

تشير تقارير إلى عدد من هذه الحوادث التي تكشف قضية العنصرية في المجتمع الأمريكي منها: شهدت مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا عام 1965، أعمال العنف وبلغت حصيلتها 34 قتيلا، وتوقيف أربعة آلاف شخص، واندلعت في مدينة ديترويت بولاية ميشيجان عام 1967 أعمال عنف بين الشرطة وعدد من السود أدت إلى مقتل 43 شخصا وجرح نحو ألفين آخرين وامتدت أعمال العنف إلى ولايات أخرى بينها إيلينوي ونورث كارولاينا وتينيسي وماريلاند.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/