• اليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية
    اليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية

القاهرة في 14 يونيو / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

يحيي العالم بعد غد اليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية 2020 تحت شعار " التحويلات هي شريان الحياة " ، حيث غيرت جائحة كورونا المستجد ( كوفيد-19) العالم ، فقد ملايين العمال المهاجرين وظائفهم ، ويتم دفع العديد من أسر التحويلات فجأة إلى ما دون خط الفقر ، مما يوقف الجهود للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة الخاصة بهم. وعادة ما تكون عائلات التحويلات غنية بالمرونة ومرنة في مواجهة الظروف الصعبة والظروف المتغيرة. لكن جاءت جائحة كوفيد -19 بتعطل نظاماً كاملاً يشمل 200 مليون عامل مهاجر بشكل مباشر نصفهم من النساء حول العالم ، و 800 مليون فرد من أسرهم في الوطن. ويعتبر العمال المهاجرون مساهمين أساسيين في كل من الأماكن التي يعيشون فيها حالياً وفي مجتمعاتهم المحلية في الوطن ، ولهم تأثير مضاعف في حوالي 40 إرسال وأكثر من 125 دولة متلقية في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن تنخفض التحويلات العالمية إلى البلدان النامية بمقدار 110 مليار دولار أمريكي في عام 2020 ، ومن المستبعد أن تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة لسنوات عدة مقبلة.
وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت القرار 281/72 ، باعتبار يوم 16 يونيو للاحتفال باليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية ، ويعترف اليوم بمساهمة أكثر من 200 مليون عامل مهاجر في تحسين حياة 800 مليون فرد من أفراد أسرهم في الوطن ، وخلق مستقبل أمل لأطفالهم. وتهدف الأمم المتحدة إلى زيادة الوعي بأثر هذه المساهمات على ملايين الأسر ، ولكن أيضاً على المجتمعات المحلية والبلدان والمناطق بأكملها. كما يدعو اليوم الحكومات وكيانات القطاع الخاص والمجتمع المدني لإيجاد طرق يمكن من خلالها زيادة تأثير التحويلات إلى أقصى حد من خلال الإجراءات الفردية أو الجماعية.

وكشف تقرير صادر عن البنك الدولي لعام 2020، إلي أنه يتوقع أكبر تراجع في التحويلات في التاريخ الحديث . فمن المتوقع أن تنخفض التحويلات العالمية على نحو حاد بحوالي 20% في 2020 بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا (كوفيد-19) وتدابير الإغلاق. ويرجع الانخفاض المتوقع، الذي سيكون أكبر انخفاض في التاريخ الحديث، إلى حد كبير إلى انخفاض أجور ومعدلات توظيف العمالة المهاجرة، وهي الشريحة الأكثر تعرضاً لفقدان الوظائف والأجور في أي أزمة اقتصادية في البلد المضيف. ومن المتوقع أن تنخفض التحويلات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنسبة 19.7% لتصل إلى 445 مليار دولار، مما يمثل خسارة في الموارد المالية الأساسية للأسر المعيشية الضعيفة والأولى بالرعاية. وتظهر الدراسات أن التحويلات تعمل على التخفيف من وطأة الفقر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتحسين النواتج التغذوية، وترتبط بارتفاع الإنفاق على التعليم، وتحد من عمل الأطفال في الأسر المعيشية المحرومة. ويؤثر انخفاض التحويلات على قدرة الأسر على الإنفاق على هذه المجالات حيث سيتم توجيه المزيد من مواردها المالية لحل نقص الغذاء واحتياجات سبل العيش الفورية.
ومن المتوقع أن تنخفض تدفقات التحويلات في جميع المناطق التي تعمل فيها مجموعة البنك الدولي، لا سيما في أوروبا وآسيا الوسطى (27.5%)، تليها أفريقيا جنوب الصحراء (23.1%)، وجنوب آسيا (22.1%)، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا (19.6%)، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (19.3%) وشرق آسيا والمحيط الهادئ (13%). ويأتي الانخفاض الكبير في تدفقات التحويلات في 2020 بعد أن وصلت التحويلات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل المنخفض والمتوسط إلى رقم قياسي بلغ 554 مليار دولار في 2019. وحتى مع هذا الانخفاض ، من المتوقع أن تصبح تدفقات التحويلات أكثر أهمية بوصفها مصدراً خارجياً لتدفقات الأموال المتأتية للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إذ من المتوقع أن يكون الانخفاض في الاستثمارات الأجنبية المباشرة أكبر (35%). وفي 2019، أصبحت تدفقات التحويلات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أكبر من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويعد ذلك بمثابة مؤشر مهم لرصد تدفقات الموارد إلى البلدان النامية.

أ ش أ