• الصين وأمريكا
    الصين وأمريكا

القاهرة في 16 أبريل/أ ش أ/ تقرير: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

في الوقت الذي تحتاج فيه البشرية إلى توحد العالم لمجابهة جائحة كورونا (كوفيد 19) المستجد، التي خلفت حتى الآن أكثر من مليوني مصاب، ووفاة أكثر من 127 ألف شخص حول العالم، يشهد العالم الآن حالة من التوتر المكتوم بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين والذي يظهرة تارة ويختفي تارة أخري بسبب تداعيات فيروس كورونا، وتجدد الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وبكين حول الشفافية والتعتيم، وامتد هذا التوتر وألقي بظلاله الكثيفة على مستقبل منظمة الصحة العالمية بعد تعليق واشنطن تمويلها.

ولا شك أن العالم يحتاج اليوم إلى التكاتف الكبير للخروج من هذه المحنة التي وضعت الأنظمة الصحية العالمية في اختبار حقيقي لم تتعرض له من قبل، في عالم "العولمة والانفتاح وسرعة التنقل" الأمر الذي ربما يختلف تماماً بعد انتهاء محنة الوباء.

فالعولمة بصورتها القديمة سوف تطرأ عليها تعديلات حتما، فلم يتسبب الإرهاب أو الجريمة المنظمة أو حتى اللاجئين فى إغلاق الحدود المفتوحة (عنوان العولمة) مثلما استطاع فيروس كورونا، صاحب ذلك انكفاء الدول على شئونها الخاصة، حماية لنفسها ومواطنيها، إلى الحد الذى ظهرت فيه مشاعر سلبية تجاه روابط حدوية مثلما حدث فى إيطاليا وإسبانيا تجاه الاتحاد الأوروبى.

ولكن هذا لا يعنى أن هناك اتجاها لرفض العولمة برمتها، لأن دول العالم لم يعد بإمكانها العودة إلى الوراء، لأن الصيغ التى تجمع الكون كله، اتصاليا وسياسيا واقتصاديا، باتت من التشابك بحيث يصعب العدول عنها، فضلا عن أن مواجهة هذا الوباء، وربما أوبئة قادمة، يتطلب حالة من التكاتف العالمى، وهو ما لفت إليه بقوة فى أحاديثه فى الفترة الماضية "بيل جيتس".

كما أكد ريتشارد هاس خبير العلاقات الدولية ورئيس مجلس الشؤون الخارجية الأمريكي، في مقال له بدورية "الشؤون الخارجية" في السابع من أبريل الجاري، أن عالم ما بعد الوباء لن يكون مختلفاً جذرياً، على الأرجح، عن ذلك الذي سبقه، ولن يغير مساره كلياً ولكنه سيسرع به، وأن ثمة اعتبارات أخرى ستكون حاكمة لدرجة التغيير.

توتر مكتوم

مع الافتراضات الثابتة بأن فيروس كورونا سيغير العالم، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وامتزاج المحلي بالدولي في طرق معالجة الأزمة، وتأثيراتها على النظام الدولي وتفاعلاته، بدا واضحاً منذ البداية تبادل الاتهامات بين واشنطن وبكين، بعد وصف ترامب الفيروس بأنه صيني، الأمر الذي نفته بكين.

ثم تجدد الاتهام الأمريكي بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن بلاده ما زالت تتوقع تلقي جميع المعلومات الضرورية من الصين، فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد، ودعا بكين إلى التعاون.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/