• واشنطن
    واشنطن

القاهرة في 7 يناير/أ ش أ/ تحليل كتبه: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

تصاعدت حدة التوتر الإقليمي والتهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تبادل الطرفان التهديدات بضرب عشرات الأهداف الحيوية والعسكرية لكل منهما، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدى المهندس و٨ مسؤولين إيرانيين وعراقيين آخرين، فى غارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، يوم 3 يناير الجاري، وسط جهود دبلوماسية تقوم بها عدة أطراف دولية وإقليمية لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب جديدة.

وقد أدى مقتل سليماني إلى فرض قواعد ومعطيات جديدة في المشهد المتأزم بين أمريكا وطهران منذ فترة، هذه المعطيات والفرضيات ستفرض تداعياتها على المسارات المحتملة للمواجهة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية خلال المرحلة القادمة، خاصة أن هذه التصعيد جاء متواكباً مع معطيات جديدة في الداخل الأمريكي والإيراني على حد سواء.

تطورات متصاعدة ومتشابكة

تطورات متسارعة تشهدها العلاقات بين أمريكا وإيران وتصريحات الطرفين تحمل من الوعد والوعيد والتهديدات التي تحمل في طياتها ما يمكن تسميته بـ "الردع بالشك" ودفع كل طرف للآخر للتراجع، وعدم الانزلاق نحو المواجهة العسكرية المباشرة التي تنذر بعواقب وخيمة للطرفين وللمجتمع الدولي بأكمله.

وردا على تهديدات إيران بأنها ستعاقب الأمريكيين أينما كانوا وأنها حددت ٣٥ هدفا أمريكيا حيويا فى المنطقة لضربها، بالإضافة إلى تل أبيب، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فى تغريدة على «تويتر»: «إن إيران تتحدث بجرأة شديدة عن استهداف أصول أمريكية محددة، "لقد هاجمونا فى السابق فرددنا، وإن هاجمونا مجددا، وهو ما لا أنصحهم القيام به، فسنرد بقوة أكبر وأعنف مما سبق لهم أن رأوه"، وحذر من أن الولايات المتحدة حددت ٥٢ موقعاً فى إيران ستضربها «بسرعة كبيرة وبقوة كبيرة» إذا هاجمت طهران أهدافاً أو أفراداً أمريكيين.

وقال ترامب إن الرقم ٥٢ يُمثّل عدد الأمريكيين الذين احتُجزوا رهائن فى السفارة الأمريكية فى طهران لمدة أكثر من سنة أواخر عام ١٩٧٩. وهذا يحمل رسائل موجهة للداخل الأمريكي.

ثم توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً بضرب مواقع ثقافية في إيران، رغم التنديد الذي أثارته تهديداته السابقة، سواء في إيران أو في الولايات المتحدة نفسها؛ حيث ارتفعت أصوات تتهمه بالتحضير لارتكاب "جريمة حرب".

وفي سياق متصل، أعلنت إيران "المرحلة الخامسة والأخيرة" من برنامجها القاضي بخفض التزاماتها الدولية التي نص عليها الاتفاق النووي، وأوقفت أي قيود تشغيلية، بما في ذلك قدرة التخصيب، ونسبة التخصيب، وكمية المواد المخصّبة، والبحث والتطوير، وأي قيود بالنسبة إلى عدد أجهزة الطرد المركزي.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز أبحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/