• الإرهابي أبو بكر البغدادي
    الإرهابي أبو بكر البغدادي

القاهرة في 29 أكتوبر/أ ش أ/ تحليل كتبه: أحمد تركي (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

أثار مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في غارة نفذتها قوات أمريكية في إدلب بسوريا، العديد من التساؤلات حول مستقبل التنظيم الإرهابي الذي تبني العديد من التفجيرات وعمليات القتل الجماعي في أنحاء عديدة بالعالم.

واتفق الخبراء والمحللون على أن وفاته سوف تفرض معطيات جديدة سواء فيما يتعلق بالمسارات التي سوف تتجه إليها الحرب على التنظيمات الإرهابية، ولاسيما تنظيم "داعش"، أو فيما يتصل بمدى تماسك التنظيم من الداخل، إلا أن غيابه عن المشهد فقط ليس كافيا لاستئصال التهديد في منطقة الشرق الأوسط وحتى العالم.

انتعاش القاعدة وإعادة هيكلة داعش

في سياق تحليل المشهد السياسي لما بعد البغدادي، ينقسم المحللون بين اتجاهين، الأول يرى أن الفترة المقبلة ستشهد عودة "القاعدة" لتصدر المشهد الإرهابي، كوريث لبقايا "داعش"، بعد مقتل البغدادي، وستتراجع كثير من التنظيمات الإرهابية المحلية عن مبايعتها لـ"داعش"، وتعود لراية "القاعدة" مرة أخرى، ولن يكون أمام دول المنطقة من سبيل للتخلص من ظاهرة التطرف العنيف، إلا من خلال وقف الصراعات المسلحة، وشروعها في برامج للإصلاح، وتمكين الاستقرار والديمقراطية.

ويستند أنصار هذا الاتجاه إلى أن مقتل زعيم التنظيم الإرهابي لن يؤدي إلى اختفائه، ويضربون مثالًا على ذلك بعدم اندثار تنظيم "القاعدة" بعد مقتل زعيمه السابق "أسامة بن لادن" في عام ٢٠١١، حيث لا يزال لدى "داعش" الكثير من الفروع التي لا تزال نشطة ولديها قدرة على تنفيذ هجمات إرهابية.

وفي ظل توقع بعض الدول الغربية أن يثأر أتباع التنظيم لمقتل زعيمه، فقد بدأت في اتخاذ الإجراءات الأمنية الاحترازية، ولا سيما مع تحذير وزير الداخلية الفرنسي "كريستوف كاستانير" من هجمات انتقامية محتملة عقب مقتل "البغدادي".

أما الاتجاه الثاني فيرى أن مقتل البغدادي سيكون له تأثير على التنظيم لا يمكن إنكاره، ولا سيما في وقت يعاني من مرحلة من الاندثار بعد فقدانه الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، وأنه في ظل الأزمات الداخلية والهيكلية التي تواجه التنظيم ربما يتعرض للتشظي.

وربما يشكل هلاك البغدادي، ضربة كبيرة لمعنويات فلول التنظيم، ويساعد على تفكيك إطاره القيادي وهيكله التنظيمي، ويضعف جبهته الداخلية إلى حد كبير، وقد يثير اقتتالا داخلياً حول من سيتولى قيادة التنظيم في المستقبل، ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن التنظيم سيواجه "فشلا استراتيجيا" كما حدث مع تنظيم القاعدة، فالقاعدة لم تختف بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن.

لمتابعة تقارير وتحليلات "مركز ابحاث ودراسات أ ش أ" يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/