• اكتوبر
    اكتوبر

شادية محمود
٤٦ عاما تمر بعد غد الأحد على حرب أكتوبر ومازال فى ذكراها حضور يتحدى الزمن

القاهرة فى ٤ أكتوبر أ ش أ //٠٠٠٠تقرير شادية محمود ( مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط )
46 عاما يسطرها التاريخ بعد غد (الأحد) على انتصار مصر فى حرب السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ ، انتصارا كان من أعظم الانتصارات العسكرية في القرن الماضي، وميلادا جديدا وعلامة فارقة فى تاريخ مصر الكنانة والأمة العربية و منطقة الشرق الأوسط بأسرها ، فبه انقلبت النكسة إلى إنتصار عظيم ، ودخل تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى مرحلة جديدة ٠
وستظل مصر تحتفل بهذه المناسبة وتخلدها بالقاء الضوء على ملحمتها الوطنية التى رسم ابعادها الجميع ، ولتقدم للأحفاد والأجيال التى لم تعش تفاصيل هذا الانتصار قدوة تزكى روحهم الوطنية ، وتحدثهم عن تضحيات الأجداد من أجل إعلاء معنى العزة والكرامة ، وتحكى لهم سيرة جيل افتدى تراب أرض بلادهم بالدم ، فتنشط الذاكرة للمعنى وراء النصر ، وتحفز القدرة على التحدى والاتحاد ، وترسخ فى الأذهان أن الكل ماض و الوطن باق ٠
لم تكن حرب أكتوبر حربا تقليدية اقتصرت نتائجها على محيطها الجغرافى ، لكنها تعدت الحدود لتخرج للفضاء الفسيح معلنة عظمة هذا الشعب وقواته المسلحة ، نصر جاء مع بدايات أعمال القتال وما تضمنته من أحداث جسام ومبادأة هزت العالم ، حيث لم تشهد مثلها الحروب السابقة ، فقد احتوت على أفكار وجوانب علمية واساليب جديدة غيرت النظريات العسكرية وفن الحروب فى العالم
ولحظة العبور ، وتحطيم الجنود المصريين لخط بارليف المنيع ، كانت القفزة الأولى في طريق العزة والكرامة ، ونقطة النهاية لتحديات كثيرة ومتتابعة ظن الجميع أنها لن تزول ، وفيها برهن المصرى عزيمته وإصراره على النجاح ، رغم كل ما احتوته الأحداث من ضراوة وتحدى٠
حرب اكتوبر 73 اعظم حروب مصر فى القرن العشرين ، جاءت امتدادا لتاريخ انتصارات مصر على مدى تاريخها ، و انتصارها العظيم فيها جاء نتيجة حتمية لتضافر جهود كافة الاجهزة ، وهذا العام جاءت تشد أذر المصريين فى حرب الشائعات التى يتعرضون لها ، وتذكرهم بأنها السلاح الجديد المستخدم فى الحروب الحالية ، كما تذكرهم بحتمية اليقظة فالعدو لاينسى هزيمته ، مهما كان موقعه الجغرافى ٠
أكثر من أربعة عقود مرت على نصر أكتوبر ، ومازالت في ذكراها حضور يتحدى الزمن، ولاتزال تفاصيلها وحكاياتها ملء السمع والبصر ، حيث حملت خطوات خير أجناد الأرض على تراب سيناء وعبورهم قناة السويس ، وتحطيمهم خط بارليف ، قصصا إنسانية ، وأخرى تؤكد العلاقة التاريخية التى تربط المصريين بقواتهم المسلحة فلا يوجد بيت مصرى إلا ونال أحد أفراده شرف الإنضمام إليها .
ا