• اليوم الدولي  لتعميم الانتفاع بالمعلومات
    اليوم الدولي لتعميم الانتفاع بالمعلومات

القاهرة 28 سبتمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي اليوم "السبت" منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو" اليوم الدولي الرابع لتعميم الانتفاع بالمعلومات في أكثر من 20 بلداً من خلال سلسلة من المحادثات المفتوحة التي سوف تستعرض عدداً من المبادرات الرامية إلى تحسين وصول الناس إلى المعلومات وانتفاعهم بها. وسوف تتخلل المحادثات مجموعة من الشهادات القوية التي سيقدمها نخبة من الزعماء الدوليين وقادة المجتمع والصحافيين والمنظمات غير الحكومية وواضعي السياسات والرواد في المجال الرقمي. وسوف يركز الاحتفال هذا العام علي شعار " الانتفاع بالمعلومات : عدم ترك أحد خلف الركب"، الحاجة إلى الحصول على المعلومات من أجل تحقيق التنمية المستدامة للجميع وتمكين المواطنين المطّلعين من الذّود عن حقوقهم لا سيما الحق في التعليم والحصول على الرعاية الصحية وتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين. وفي هذا السياق، تهدف اليونسكو من خلال محادثاتها المفتوحة إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للمعلومات في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة الـ 17 المتفق عليها دولياً.
ومن المزمع عقد سلسلة من المحادثات الدولية المفتوحة في ليما، بيرو، في 27 سبتمبر، إضافة إلى فعاليتين إقليميتين في تولوكا، المكسيك، في منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي (19 و20 سبتمبر)، وكذلك في كوالا لامبور، ماليزيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ( 12 سبتمبر)، إلي جانب عشرات الفعاليات الوطنية التي ستقام في 20 بلداً. وفي ظل العدد المتزايد للبلدان التي تعتمد قوانين تؤيد حقوق المواطنين في الانتفاع بالمعلومات التي توفرها الحكومات، فمن شأن المحادثات المفتوحة تقييم التقدم المحرز بخصوص هذا الحق المعترف به في الغاية 10 من الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة بشأن "كفالة انتفاع الجمهور بالمعلومات وبالحريات الأساسية". كما سوف تعرض اليونسكو، التي اضطلعت برصد التقدم المحرز في تطوير التشريعات الوطنية وتطبيق هذا الحق ، النتائج التي توصلت إليها خلال هذه المحادثات المفتوحة. كذلك سوف تتطرق حلقات النقاش أيضاً إلى تأثير التكنولوجيات الناشئة على التمتع بالحق في الحصول على المعلومات والسبل الممكنة للحد من أوجه التفاوت القائمة في المجال الرقمي والتي لا تزال تطال العديد من المجتمعات الريفية، وفي بعض السياقات، التمييز ضد المرأة والمهاجرين وغيرهم من الفئات السكانية.
وكانت اليونسكو قد اعتمدت بتاريخ 17 نوفمبر 2015، القرار (38 م / 70) الذي أعلنت بموجبه اعتماد يوم 28 سبتمبر من كل عام يوماً عالمياً لتعميم الانتفاع بالمعلومات . ويكتسي هذا اليوم بأهمية خاصة في ظل خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ولا سيما مع هدف التنمية المستدامة 16.10 الذي يدعو إلى ضمان وصول الجمهور إلى المعلومات وحماية الحريات الأساسية. وقد جري أول احتفال في عام 2016.

ترسم العولمة معالم حقبة جديدة من التفاعل بين الدول والاقتصادات والأشخاص، ولكنها تنطوي في الوقت عينه على آثار سلبية يمكن أن تنجم عنها حالات تهميش. ويتعين بالتالي على المؤسسات الدولية والسلطات الوطنية المختصة أن تبحث عن الحلول المناسبة لتفادي حالات التهميش المحتملة هذه، ولا سيما فيما يخص الانتفاع بالمعلومات والمعارف، وانتشار التكنولوجيات الجديدة المتعلقة بالمعلومات والاتصالات، وتعزيز التعدد اللغوي في المجال السيبرني. وقد اعتمدت اليونسكو توصية تقترح فيها عدة تدابير عملية لتعزيز الانتفاع بالمعارف في المجال السيبرني من أجل توجيه النقاشات والأنشطة التي تقوم بها الهيئات المختصة في هذا الميدان. وتنص التوصية على أنه ينبغي للدول الأعضاء أن تعد سياسات وطنية لتعزيز التعدد اللغوي وتعميم الانتفاع بالمجال السيبرني وأن تدعم تنفيذها. وتفيد التوصية أيضاً بأن الانتفاع بشبكة الإنترنت التي تمثل مرفقاً إعلامياً عاماً يجب أن يُشجَّع عن طريق اعتماد مجموعة ملائمة من السياسات. وينبغي للدول الأعضاء بالتالي أن تعترف بالحق في الانتفاع عبر الاتصال الشبكي المباشر بالوثائق العامة وسجلات الحكومات، بما في ذلك أي معلومات يحتاج إليها المواطنون في مجتمع ديمقراطي حديث. كما ينبغي لها إنفاذ هذا الحق وتعميم الانتفاع بالمعلومات المدرجة في الناطق العام وضمان تدفقها الحر، من دون أي تمييز يقوم على اعتبارات جغرافية أو اقتصادية أو اجتماعية. ويتعين أيضاً على الدول الأعضاء والمنظمات الدولية أن تيسّر اكتساب المهارات الأساسية المتعلقة باستخدام الحاسوب لمنفعة الجميع وأن تمضي قدماً في تشجيع تطبيق تكنولوجيات المعلومات والاتصالات وتسخيرها لتحقيق التنمية المستدامة وإرساء السلام.
وإلى جانب ذلك، تشير الإحصاءات إلى أن 15 % من سكان العالم مصابون بشكل من أشكال الإعاقة. ومن شأن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات أن تحسّن نوعية حياة هؤلاء الأشخاص إلى حد كبير بوصفها أدوات يمكن أن تساعدهم على المشاركة بقدر أكبر في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على مستوى بيئاتهم وفي المجتمع ككل عن طريق توسيع نطاق الأنشطة المتاحة لهم. وتسهم اليونسكو في تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ولا سيما المادة 9 عن إمكانية الانتفاع بمختلف المرافق والخدمات، والمادة 21 عن حرية التعبير والحصول على المعلومات، والمادة 24 عن التعليم، والمادة 32 عن التعاون الدولي.
ويؤدي التنوع الثقافي وتعدد اللغات على شبكة الإنترنت دوراً رئيسياً في تعزيز مجتمعات المعرفة التعددية والمنصفة والمنفتحة والجامعة. وفي إطار توصية اليونسكو بشأن تعزيز التعدد اللغوي واستخدامه وتعميم الانتفاع بالمجال السيبرني، تشجع المنظمة الدول الأعضاء فيها على إعداد سياسات شاملة خاصة باللغات، وعلى تخصيص الموارد اللازمة واستخدام الأدوات المناسبة لتعزيز التنوع اللغوي وتعدد اللغات وتيسيرهما في عدة ميادين، ولا سيما على شبكة الإنترنت وفي وسائل الإعلام.
وكشف تقرير قياس مجتمع المعلومات لعام 2018 والصادر عن الاتحاد الدولي للأتصالات ، إن نحو 51% من سكان العالم أصبحوا قادرين على التواصل عبر الإنترنت بما يصل حالياً إلى أكثر من 3.9 مليار شخص عبر العالم، مشيراً إلى تزايد أعداد الأشخاص الذين يدخلون على الإنترنت عبر أجهزة التليفون المحمول بفضل زيادة تغطية وانتشار شبكات المحمول. كذلك إلي انخفاض عدد من يستخدمون الإنترنت عبر التليفونات الثابتة، وانخفاض نسبة الاشتراكات فى الإنترنت عبر التليفون الثابت فى الدول العربية.

أ ش أ