• اليوم العالمي لمنع الانتحار
    اليوم العالمي لمنع الانتحار

القاهرة في 8 سبتمبر / أ ش أ / مجدي أحمد ... مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط

تحيي منظمة الصحة العالمية والرابطة الدولية لمنع الانتحار يوم 10 سبتمبر الجاري، اليوم العالمي لمنع الانتحار2019 تحت شعار "العمل معاً من أجل منع الانتحار"، والذي سوف يستمر حتى عام 2020، حيث يهدف إلي تسليط الضوء علي على المكون الأكثر أهمية للتعاون العالمي الفعال في منع الانتحار، حيث أن لدينا جميعاً دور نلعبه ونستطيع معاً مواجهة التحديات التي يطرحها السلوك الانتحاري في المجتمع اليوم. ولا يزال الوقاية من الانتحار يمثل تحديا عالميا، ففي كل عام ، يعد الانتحار من بين أهم 20 سببا للوفاة على مستوى العالم للأشخاص من جميع الأعمار، وأنها مسؤولة عن أكثر من 800 ألف حالة وفاة ، أي ما يعادل انتحاراً واحداً كل 40 ثانية، إلى جانب عدد أكبر كثيراً من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار. وتمثّل كل حالة انتحار مأساة تصيب الأُسر والمجتمعات المحلية والبلدان قاطبة بما لها من تداعيات طويلة الأمد على أولئك الذين يتركهم المنتحرون وراءهم. ويحدث الانتحار على مدى العمر، وهو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في أوساط من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على نطاق العالم.

وكانت منظمة الصحة العالمية اعتمدت عام 2003، مبادرة الرابطة الدولية لمنع الانتحار، باعتبار يوم 10 سبتمبر يوما عالمياً لمنع الانتحار، حيث يهدف إلى توحيد الجهود في الالتزام والعمل بغية ضمان منع عمليات الانتحار، وتوفير العلاج المناسب لأولئك الذين يعانون من أمراض نفسية، وإتاحة خدمات الرعاية المجتمعية وخدمات المتابعة الوثيقة لأولئك الذين يحاولون الانتحار، وتقييد إمكانية الحصول على وسائل الانتحار الشائعة، وزيادة تقدير التقارير الإعلامية الخاصة بعمليات الانتحار. وجري أول احتفال بهذا اليوم في عام 2004.
والتعريف الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية للانتحار، هو "القتل العمدى للنفس"، ويتكون السلوك الانتحاري من عدة خطوات تشمل التفكير في الانتحار ثم التخطيط له ثم التنفيذ الذي قد يؤدى إلى الوفاة أو لا يؤدي، ووفق الإحصاءات التي تم تحديثها مؤخراً، فإن هناك 20 شخصاً حاولوا الانتحار مقابل كل شخص تمكن من الانتحار بالفعل. ويأتي السلوك الانتحاري نتيجة التفاعل بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية. وتبقى الأسباب النفسية والإدمان على رأس الأسباب المؤدية إلى الانتحار، وهناك حالات بها تاريخ عائلي من الانتحار، وأصحاب الأمراض المزمنة لديهم قابلية للانتحار أكثر من غيرهم، إضافة إلى من يتعرضون لأزمات نفسية واقتصادية.

وتشير التقارير الدولية عن الأسباب الرئيسية للانتحار، فهي تتمثل في الفقر والبطالة وفقدان أحد الأحباء والحجج والمشاكل القانونية أو المتعلقة بالعمل. وينتج الانتحار عن العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية المعقدة، ومن المرجح أن يحدث خلال فترات اجتماعية اقتصادية وأسرية وفردية أو أزمة (مثل فقدان أحد أفراد أسرته والبطالة والتوجه الجنسي وصعوبات في تطوير هوية الشخص والانفصال عن مجتمع الفرد أو جماعة اجتماعية / معتقدية أخرى والشرف). وفي البلدان الأكثر ثراءً، يموت الرجال بالانتحار أكثر من النساء ثلاثة أضعاف، ولكن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تكون نسبة الذكور إلى الإناث أقل بكثير حوالي 1.5 رجل لكل امرأة. ففي الولايات المتحدة، يزيد احتمال موت الذكور بنسبة أربعة أضعاف من الانتحار أكثر من الإناث، ومع ذلك، فإن الإناث أكثر عرضة لمحاولة الانتحار من الذكور. وتم تفسير معدلات الانتحار جزئياً باستخدام وسائل أكثر فتكاً والمزيد من العدوان والنية العليا يموت في الرجال أكثر من النساء.
وفي معظم أنحاء العالم، يلحق الانتحار بالوصم ويدان لأسباب دينية أو ثقافية. وفي بعض البلدان، يعد السلوك الانتحاري جريمة جنائية يعاقب عليها القانون. لذلك، غالباً ما يكون الانتحار عملاً سرياً محاطًا بالمحرمات، وقد يكون غير معترف به أويخفي عمداً في السجلات الرسمية للوفاة. وتدفع الوصمة وخاصة المحيطة بالاضطرابات العقلية والانتحار الكثير من الناس الذين يفكرون في محاولة الانتحار لا يسعون للحصول على المساعدة، وبالتالي لا يحصلون على المساعدة التي يحتاجونها. وتعد مشكلات الصحة العقلية مثل الاكتئاب، من بين العوامل الأكثر شيوعاً في القائمة الطويلة للعوامل المعقدة والمترابطة، والتي تتراوح من المشاكل المالية إلى تجربة سوء المعاملة والعدوان والاستغلال وسوء المعاملة، والتي يمكن أن تسهم في الشعور بالألم واليأس يكمن وراء الانتحار. يلعب عادة تعاطي المخدرات وتعاطي الكحول أيضا دورا. تؤكد استراتيجيات الوقاية بشكل عام على الوعي العام تجاه الوصمة الاجتماعية والسلوكيات الانتحارية.

وتشير إحصاءات المنظمة الخاصة بالانتحار ، إلي أن مصدرها سجلات الوفاة بالدول الأعضاء، وتسجيل حالات الانتحار معقد؛ لأن هناك دولا ليس لديها تسجيل موثق للوفيات، وأحياناً لا يتم ذكر سبب الوفاة، ومن الأهالي من ينكر أن الوفاة كانت بالانتحار خوفا من الوصم، خاصة في البلدان التي تحرم الانتحار وتجرمه، وببساطة فإن هناك أعداداً كبيرة من الناس يموتون منتحرين دون إحصاء عددهم. وذكرت الاحصائيات إلي أنه يموت ما يقدر بنحو مليون شخص كل عام عن طريق الانتحار أو حوالي شخص واحد من بين كل 10آلاف شخص (1.4% من جميع الوفيات)، أو حالة انتحاركل 40 ثانية أو حوالي 3000 كل يوم. وفي المتوسط، يتم الإبلاغ عن 3 حالات انتحار ذكور لكل أنثى، باستمرار في مختلف الفئات العمرية وفي كل بلد في العالم تقريباً. وعلى العكس من ذلك، تميل معدلات محاولات الانتحار إلى أن تكون أعلى بمعدل 2-3 أضعاف لدى النساء عنها في الرجال، على الرغم من تضييق الفجوة بين الجنسين في السنوات الأخيرة. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك محاولة قاتلة من كل 20 شخصاً يحاولون الانتحار، بمعدل واحد تقريباً كل 3 ثوان. وأن الانتحار هو أكثر أسباب الوفاة شيوعاً للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاماً.

أ ش أ